السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك فى منتديات عباد الرحمن بأخلاق القرآن
يرجى تسجيل الدخول:

اسم الدخول:

كلمة السر:

ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى

التسجيل! | نسيت كلمةالسر?الدخول عبر حسابك في موقع Facebook
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك فى منتديات عباد الرحمن بأخلاق القرآن
يرجى تسجيل الدخول:

اسم الدخول:

كلمة السر:

ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى

التسجيل! | نسيت كلمةالسر?الدخول عبر حسابك في موقع Facebook
 الصفحة الرئيسيةلوحة التحكمتسجيل عضوية


الدخول عبر حسابك في موقع Facebook


الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
شارك اصدقائك شارك اصدقائك ماتيسر من سورة الحج بصوت القارئ الماليزي سابينة مامات
شارك اصدقائك شارك اصدقائك سهام الليل لا تخطئ *للشيخ محمد حسان *
شارك اصدقائك شارك اصدقائك أسماء الله الحسنى ( محمد راتب النابلسي)
شارك اصدقائك شارك اصدقائك سبل الوصول وعلامات القبول ( محمد راتب النابلسي)
شارك اصدقائك شارك اصدقائك قِــراءة راائعة من سورة عـــبس لصاحب الصوت الأسطوري الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
شارك اصدقائك شارك اصدقائك مجاناً تعلم اللغة الانجليزية مع البرنامج المميز الرائع
شارك اصدقائك شارك اصدقائك " ليس الغريب " أداء مبكـِـــي جدااا للشيخ محمود المصري -اسمعها بقلبِكـ-
شارك اصدقائك شارك اصدقائك ما هو الإسم الأعظم لله عزو جل؟!
شارك اصدقائك شارك اصدقائك أجود أنواع الفحم للبيع بدون دخان وبدون رائحة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك فرصه لمن يريد العمل من المنزل والربح وزيادة الدخل لجميع المحافظات
الجمعة 24 أبريل 2015, 11:44 pm
السبت 15 نوفمبر 2014, 10:33 pm
الأحد 19 أكتوبر 2014, 11:56 pm
الأحد 19 أكتوبر 2014, 11:45 pm
الجمعة 17 أكتوبر 2014, 12:10 am
الخميس 16 أكتوبر 2014, 11:34 pm
الخميس 16 أكتوبر 2014, 11:21 pm
الخميس 16 أكتوبر 2014, 10:54 pm
الخميس 16 أكتوبر 2014, 10:51 pm
الخميس 16 أكتوبر 2014, 10:44 pm
إضغط علي شارك اصدقائك اوشارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!


عباد الرحمن بأخلآق القرآن :: منتديات الثقافه والمعلومات العامه :: منتدى الخطب والدروس المفرغه

شاطر
 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:30 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان




 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  26948_381136555492_222059925492_4352312_1371083_n





‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان
************************************************


اولا *** علامات الساعه الكبرى
*******************************

عن حديث حذيفة
بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال حذيفة
: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال المصطفى: ما
تذاكرون؟ فقالوا: نذكر الساعة يا رسول الله! فقال المصطفى: (إن
الساعة لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، وهي: الدخان، والدجال، والدابة،
ونزول عيسى بن مريم، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف:
خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن
تطرد الناس إلى محشرهم)


1) ***** المسيح الدجال
******************************


خروج المسيح الدجال من علامات
الساعة الكبرى، وهو أولها، وفتنة تعد أعظم فتنة على وجه الأرض؛ فما من نبي
إلا و حذر منها، فينبغي لكل مسلم أن يعلم صفة الدجال -لا سيما أن النبي صلى
الله عليه وسلم قد وصفه لنا وصفاً دقيقاً- ليحذره، وأن يعلم ما هي سبل
النجاة من هذه الفتنة العظيمة، ومن هذا الخطر المستطير.



لماذا سمي الدجال بالمسيح الدجال؟

سمي بالمسيح؛ لأن عينه ممسوحة، قال المصطفى: (الدجال
ممسوح العين) وسمي بالدجال؛ لأنه يغطي الحق بالكذب والباطل، وهذا دجل،
فسمي بالدجال.
فتنة الدجال فتنة عظيمة!! قال المصطفى -والحديث رواه مسلم
من حديث عمران
بن حصين : (ما
بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال).



روى البخاري
ومسلم
وأبو
داود والترمذي
من حديث ابن
عمر رضي الله عنهما قال: (قام
رسول الله في الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم ذكر
الدجال فقال: إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه الدجال، ولقد
أنذر نوح قومه الدجال، ولكن سأقول لكم في الدجال قولاً لم يقله نبي لقومه:
ألا فاعلموا أنه أعور، وأن الله جل وعلا ليس بأعور)،

ثم قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: -والحديث رواه مسلم
من حديث أنس-
: (الدجال
ممسوح العين، مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كل مسلم).
ماذا تريد بعد ذلك من الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، الذي قال ربه في
حقه: بِالْمُؤْمِنِينَ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]، فهو يصفه لك؛ لتعرفه إن خرج بين أظهرنا،

في صحيح مسلم
لـحذيفة
رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج
الدجال وإن معه ماءً وناراً، فما يراه الناس ماءً فهي نار تحرق، وما يراه
الناس ناراً فهو ماء بارد عذب). لا تنس أن الذي يخبرك بهذا هو الصادق
الذي قال: (وأنا
أعلم بما مع الدجال من الدجال).

سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المدة
التي سيمكثها الدجال في الأرض، فقال الحبيب: (أربعون
يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كسائر أيامكم ،
قالوا: يا رسول الله! اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة يوم واحد؟!).
انظر إلى همم الرجال، وهم يسألون الرسول عن الصلاة في هذا اليوم! لتعرف
الفارق بين هؤلاء الأطهار وبيننا في هذه الأيام،


قال: (ثم
ينطلق إلى قوم آخرين، فيقول لهم: أنا ربكم، فيقولون له: لا، ويكذبونه
ويردون عليه دعوته، فلا ينطلق الدجال عنهم إلا وقد أصبحوا ممحلين)، أي:
ذهب كل شيء من المال الذي كان بأيديهم بالأمس القريب؛ فتنة عظيمة حيث يضيع
كل المال بين أيديهم، يقول المصطفى: (ويمر
على خربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوز الخربة كيعاسيب النحل)
أي: كجماعات النحل تمشي وراءه، فتن رهيبة!

يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: فيخرج إليه
شاب فيلقاه مسالح الدجال -ومسالح الدجال: أتباعه من اليهود الذين يحملون
السلاح- فيقول مسالح الدجال لهذا الرجل المؤمن من أتباع الحبيب محمد: إلى
أين؟ فيقول: إلى هذا الذي خرج -أي: إلى الدجال- فيقولون له: أوما تؤمن
بربنا؟ فيقول الرجل المؤمن: ما بربنا خفاء -يعني: لو نظرت إلى الدجال
فسأعرفه- فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أو ليس قد نهانا ربنا -أي:
الدجال- أن نقتل أحداً دونه، فينطلقون بهذا الرجل المؤمن إلى الدجال، فإذا
نظر المؤمن إليه، وقرأ بين عينيه الكلمة التي أخبر عنها الصادق (كافر) صرخ
المؤمن وقال: أنت المسيح الدجال الذي ذكره لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
يقول المصطفى: فيأمر الدجال بقتله، فيوضع المنشار في مفرق رأسه ويشقه
الدجال نصفين، ثم يقول الدجال لهذا الشاب المؤمن: قم.
فيستوي الشاب قائماً أمام عينيه وبين يديه وهو يضحك، فيقول له الدجال:
أتؤمن بأنني ربك، فيقول المؤمن: والله ما ازددت فيك إلا بصيرة، فأنت الدجال
الذي ذكر لنا رسول الله، ويلتفت المؤمن إلى الجموع من حوله ويقول: أيها
الناس! هذا هو المسيح الدجال، ووالله لن يستطيع أن يفعل ذلك بأحد بعدي كما
أخبرنا المصطفى.
يقول رسول الله: فيقوم الدجال ليذبحه، فلا يمكنه الله من ذلك، فيأخذه
الدجال من بين يديه ورجليه، ويريد أن يلقي به في ناره، فيظن الناس أنه قد
قذف به في النار، وإنما ألقي في الجنة.
ثم قال الحبيب: هذا أعظم الناس شهادة عند الله جل وعلا، أي: هذا الرجل
المؤمن من أتباع المصطفى أعظم الناس شهادة عند الله جل وعلا،



مقتل
الدجال

**************


هل سيقتل الدجال؟ ومن الذي
سيقتله؟
والجواب: أبشر! سيُقتل الدجال، يقتله عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا أفضل
الصلاة والسلام.
أين يقتله؟ ومتى يقتله؟ اسمع الجواب من رسول الله، والحديث رواه ابن
ماجة في سننه والحاكم
في المستدرك، وصحح الحديث الألباني
من حديث أبي
أمامة الباهلي أنه صلى الله عليه وسلم قال: بينما إمام المسلمين يصلي
بهم الصبح في بيت المقدس -اللهم فُكَّ أسره، ورده إلى المسلمين ردّاً
جميلاً، وطهره من دنس اليهود برحمتك يا رب العالمين- إذ نزل عليهم عيسى بن
مريم، فإذا نظر إليه إمام المسلمين عرفه)، فمن أدبه الذي تعلمه من رسول
الله، وعلمه إياه دين الله أنه إذا رأى عيسى، يتقهقر إمام المسلمين للخلف؛
ليفسح القبلة لنبي الله عيسى، ليصلي بالمؤمنين أتباع سيد النبيين محمد.
قال: (فيأتي
عيسى عليه السلام ويضع يده في كتف إمام المسلمين، ويقول له: لا، بل تقدم
أنت فَصَلِّ؛ فالصلاة لك أقيمت -وفي لفظ: فإمامكم منكم يا أمة محمد!- ويصلي
نبي الله عيسى خلف إمام المسلمين لله رب العالمين، فإذا ما أنهى إمام
المسلمين الصلاة قام عيسى، وقام خلفه المسلمون، فإذا فتح عيسى باب بيت
المقدس رأى المسيح الدجال ومعه سبعون ألف يهودي بيدهم السلاح، فإذا نظر
الدجال إلى نبي الله عيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء، ثم يهرب، يقول
المصطفى: فينطلق عيسى وراءه، فيمسك به عند باب لُدّ الشرقي)، كلام دقيق
من الصادق كأنه يرى الأحداث أمام عينيه، وكأن الله كشف له الحُجُب فرأى كل
شيء بأبي هو وأمي.

قال: (فيمسك
به المسيح عند باب لد الشرقي -و(لد) مدينة معروفة بفلسطين- فيقتله نبي
الله عيسى)، ويستريح الخلق من شر الدجال ومن فتنة الدجال، أسأل الله أن
يقينا وإياكم من فتنته، بل ومن الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن.


وأخيراً: ما السبيل إلى النجاة؟
****************************


روى ابن
ماجة في سننه والحاكم
في مستدركه وصححه الألباني
؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من
حفظ عشر آيات من سورة الكهف، عصم من فتنة الدجال).
وفي لفظ: (من
حفظ عشر آيات من أوائل سورة الكهف، عصم من فتنة الدجال).
وفى لفظ: (من
حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف)

كذلك من السبل للنجاة منه أن تفر إلى بلد الله
الحرام أو إلى طيبة طيبها الله، فمكة والمدينة محرمتان على الدجال أن
يدخلهما،

ولا أجد لك سبيلاً للنجاة أكرم وأشرف وأَجَلَّ وأعظم
وأطيب من أن توحد الله جل وعلا، وأن تصحح إيمانك به عز وجل

ومن أعظم الأسباب للوقاية من فتنة المسيح الدجال، أن
نصحح معتقدنا وأن نقوي إيماننا.
أسأل الله جل وعلا أن يقينا وإياكم من فتنة الدجال،

قال الله في الحديث القدسي: (يا
ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي..
يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عَنَان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك على ما كان
منك ولا أبالي..
يا ابن آدم! لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا
لأتيتك بقرابها مغفرة).
قولوا: لا إله إلا الله؛ تفلحوا في الدنيا وفي الآخرة بين يدي الله،
وتسعدوا بصحبة رسول الله في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فحققوا
التوحيد والإيمان


فى انتظار باقى العلامات الكبرى

ومع نزول سيدنا عيسى عليه السلام‬





بتبــــــــــــــــع باذن الله




الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:32 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  26948_381421065492_222059925492_4359079_4302995_n



‫تابع *** سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان ************************************************

اولا ****
علامات الساعه الكبرى
****************************

2 )) - نزول سيدنا عيسى من السماء إلى الأرض
******************************************


بين لنا الله عز و جل أنه رفع سيدنا عيسى إليه إلى يوم
الوقت المعلوم، الذي سينزله فيه مرة أخرى إلى الأرض؛ ليكون علامة كبرى على
قيام الساعة، فقال تبارك وتعالى في سورة الزخرف مخاطباً نبيه المصطفى: وَلَمَّا
ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ))

وفي الصحيحين من حديث أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي
نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب،
ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد)

صفات سيدنا عيسى
*********************


أيها الحبيب! لا تعجب إذا قلت لك: بأن الصادق
المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، قد بين وحدد لنا شكل عيسى ووصف لنالونه
ووجهه عليه السلام، بل وثيابه ورأسه وعرقه، وفي أي مكان ينزل.
اسمع ماذا قال الحبيب! والحديث رواه أبو
داود في سننه بسند صحيح من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (ليس
بيني وبين عيسى نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، إنه رجل مربوع -أي:
ليس بالقصير ولا بالطويل ولا بالنحيف ولا بالسمين- إلى الحمرة والبياض كأن
رأسه يقطر ماء من غير بلل).
وفي رواية النواس
بن سمعان في صحيح مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، أنه صلى الله
عليه وآله وسلم قال: (ينزل
عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين)، وفي رواية: (بين
ممصرتين أو مهرودتين -أي: ثوبين مصبوغين بصفرة خفيفة يسيرة- واضعاً كفيه
على أجنحة ملكين).
ثم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا
طأطأ رأسه قطر، وإذا رفع رأسه تحدر منه جمان كحبات اللؤلؤ) أي: إذا
رفع عيسى رأسه نزلت حبات من الماء على وجهه كحبات لؤلؤية فضية بيضاء، وإذا
رفعه تحدر منه جمان كحبات اللؤلؤ، وصف عجيب!
وينطلق نبي الله أول الأمر إلى بيت المقدس -اللهم طهره من دنس اليهود يا
عزير يا حميد- وأبشر أيها الحبيب! فهناك حيث حاصر الدجال
المسلمين حصاراً عنيفاً، وفتن المسلمين فتنة قاسية شديدة، قال المصطفى: (فينزل
نبي الله عيسى على المسلمين الموحدين -من أتباع سيد النبيين- وهم يصلون
صلاة الصبح)، فإذا رأى الإمام الفطن الذكي نبي الله عيسى عرفه فتقهقر
-أي: أراد أن يرجع إلى الخلف- ليتقدم نبي الله عيسى، فيقول له نبي الله:
لا، ويأخذه من كتفه ويقدمه، ويقول: صل أنت فإن الصلاة لك أقيمت، فإن بعضكم
على بعض أمراء، تكرمة الله لأمة محمد)، أي: تكرمة الله لهذه الأمة الميمونة
المباركة، فمن بين أضلاع هذه الأمة من يصلي إماماً بنبي الله عيسى!

(فيصلي
نبي الله عيسى خلف إمام المسلمين، فإذا انتهوا من الصلاة انطلق نبي الله
عيسى إلى باب بيت المقدس، وأمرهم أن يفتحوا الباب، فإذا فتحوا الباب رأوا الدجال
خلف الباب، معه سبعون ألف يهودي بالسيوف، فإذا نظر الدجال
إلى نبي الله عيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء، فيتبعه نبي الله عيسى
ويمسك به عند باب لد الشرقي (فيقتله.))

الرخاء بعد مقتل الدجال
****************************


جاء في مسند الإمام أحمد وصحيح
ابن حبان، وصحح السند الحافظ ابن
حجر من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه وفيه: أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (فيهلك
الله في زمان عيسى الملل كلها إلا الإسلام).. إِنَّ
الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19]، وكما وعد في قرآنه:

(فيهلك
الله الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله المسيح
الدجال ، وتنزل الأمنة في الأرض -أي: الأمان- حتى ترتع الأسود مع
الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم) الله أكبر!
وفي حديث أبي
أمامة وسنده صحيح، قال المصطفى: (فيكون
الذئب مع الغنم كأنه كلبها، ويمر الوليد على الأسد فلا يضره، وتمر الوليدة
على الحية فلا تضرها)، رفع الظلم واستقر الأمن والأمان والرخاء، وزادت
البركة، وكثر الخير.
بل وفي رواية النواس
بن سمعان قال صلى الله عليه وسلم: (فيقال
للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، ويبارك في الضرع حتى إن اللقحة من الإبل
-وهي التي وضعت ولدها حالاً- لتكفي الفئام من الناس -أي: لتكفي الجماعة
الكبيرة من الناس- وإن الرمانة لتكفي الفئام من الناس، وإنهم ليستظلون
بقحطها)



وفى انتظار البقيه مع ظهور يأجوج ومأجوج وموت سيدنا عيسى عليه السلام‬







الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:33 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  26948_381783375492_222059925492_4365707_1057079_n





سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد
حسان

************************************************ا


اولا ****علامات الساعه الكبرى

****************************

3))******* خروج يأجوج ومأجوج بين يدي الساعة






******************************************

يأجوج ومأجوج أمتان من البشر من
ذرية آدم عليه السلام، ولهم مع ذي القرنين قصة ذكرت في سورة الكهف،
ويتميزون على بقية البشر بالاجتياح المروع، والكثرة الكاثرة في العدد
والتخريب، والإفساد في الأرض بصورة لم يسبق لها مثيل، وذلك قرب قيام
الساعة، حتى يأذن الله بنزول عيسى عليه السلام، فيكون هلاكهم عل يديه ومن
معه من المؤمنين،


وقال المحققون من أهل اللغة -نقلاً عن ابن
منظور في لسان العرب وغيره من أهل اللغة-:
يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان مشتقان من أجيج النار، أي: من التهابها، ومن
الماء الأجاج: وهو الشديد الملوحة والحرارة.
فشبَّهوهم بالنار المضطرمة المتأججة، وبالمياه الحارة المحرقة المتموجة؛
لكثرة تقلبهم، واضطرابهم، وتخريبهم، وإفسادهم في الأرض.
هذا هو التأصيل الذي لابد منه بداية؛ حتى لا نعطي لخيالنا العنان؛ لنلهث
وراء الخرافات والأساطير والأوهام.

لذا أخبرنا المصطفى أن يأجوج ومأجوج هم بعث النار
يوم القيامة


ففي الصحيحين من حديث أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول
الله تعالى يوم القيامة: يا آدم! فيقول آدم: لبيك وسعديك والخير في يديك،
فيقول الله جل وعلا: أَخْرِج بعث النار -أي: من أمتك- فيقول آدم عليه
السلام: وما بعث النار يا رب؟! -تدبر- فيقول الملك: من كل ألف تسعمائة
وتسعة وتسعون -اللهم سلم سلم!! من كل ألف في أرض المحشر تسعمائة وتسعة
وتسعون إلى جهنم- إلى النار،فشق ذلك على أصحاب النبي المختار) وفي
رواية: (فيئس
القوم، حتى ما أبدوا بضاحكة) وفي رواية: (فبكى
أصحاب المصطفى وقالوا: يا رسول الله! وأينا ذلك الواحد؟) -رجل من
الألف ينجو من النار فأينا ذلك الرجل؟- فقال المصطفى: (أبشروا!
أبشروا!فمن يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد، ثم قال
المصطفى: والذي نفسي بيده! إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة! فكبرنا!!
-كبر أصحاب النبي، أي: قالوا: الله أكبر، أمة النبي من بين جميع الأمم تشغل
ربع أهل الجنة، فكبر أصحاب النبي، أي: قالوا: الله أكبر- ثم قال: والذي
نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة. فكبرنا!! فقال المصطفى في
الثالثة: والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة).







أيها الحبيب! لقد حكى الله قصة ذي
القرنين في سورة واحدة من سور القرآن، ألا وهي: سورة الكهف،
قال تعالى:
وَيَسْأَلُونَكَ
عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا
مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا *
فَأَتْبَعَ
سَبَبًا * حَتَّى
إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ
وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ
تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا* قَالَ
أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ
فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا
مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ
مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا * ثُمَّ
أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى
إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ
نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا * كَذَلِكَ
وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا * ثُمَّ
أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى
إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا
يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا
يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي
الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا
وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ
مَا مَكَّنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي
زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ
انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ
قِطْرًا * فَمَا
اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ
هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ
دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف:83-98].


في صحيح البخاري من حديث زينب
بنت جحش رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها
يوماً فزعاً، وهو يقول: (لا
إله إلا الله!! لا إله إلا الله!! ويل للعرب من شر قد اقترب!! فتح اليوم
من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه. وحلق النبي هكذا بالإبهام والتي تليها -أي:
بالإبهام والسبابة- فقالت زينب
بنت جحش: يا رسول الله! أَنهلِكُ وفينا الصالحون؟! فقال المصطفى: نعم،
إذا كَثُرَ الخبث) .
ووالله! لقد كثر الخبث، وإذا كثر الخبث يهلك الصالح والطالح، ويبعث الله
الصالحين والطالحين على نياتهم. ......


كيف يخرجون يأجوج ومأجوج
***************************


وتدبر معي هذا الحديث: الذي رواه أحمد
و الترمذي
و ابن
ماجه و ابن
حبان و الحاكم
في المستدرك، وصحح الحاكم
الحديث على شرط الشيخين، وأقر الحاكم
الذهبي
و الألباني
في السلسلة من حديث أبي
هريرة أن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى قال: إن يأجوج ومأجوج
يحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قالوا: ارجعوا
فستحفرونه غداً، فيرجعون، فيعيد الله السد أشد مما كان، حتى إذا أراد الله
أن يبعثهم خرجوا يحفرون السد، فقال الذي عليهم إذا ما رأوا شعاع الشمس:
ارجعوا، وستحفرونه غداً إن شاء الله تعالى -فأتوا بالمشيئة في هذه المرة
فيعودون فيرون السد كهيئته التي تركوه عليها، فيحفرونه ويخرجون فيشربون
الماء]، وفي رواية مسلم
في حديث النواس
بن سمعان (فيمرون
على بحيرة طبرية، فإذا مَرَّ أوائل يأجوج ومأجوج شربوا ماء البحيرة كله
حتى جففوا البحيرة عن آخرها!! فإذا جاء أواخر يأجوج ومأجوج، ومروا على
البحيرة قالوا: لقد كان بهذه مرة ماء!) وهم لا يعلمون أن أوائل هاتين
الأمتين هي التي جففت البحيرة من مائها، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (فيخرجون
فينشفون الماء -أي: يجففون ويشربون الماء -فيخاف الناس ويتحصنون منهم في
الحصون- يتركون لهم الشوارع والطرقات لا قدرة لأحد بقتالهم- فيقول يأجوج
ومأجوج: لقد قتلنا أهل الأرض، فهلم لنقتل أهل السماء -وانظر إلى هذا
الفجور، وبهذه العبارة تستطيع أن تتصور حجم الفساد الذي قاموا به في الأرض-
وبالفعل يوجهون النشاب -أي: السهام- إلى السماء، فيريد الملك أن يبتليهم،
فيرد الله عليهم نشابهم ملطخة دماً، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل
السماء).] في الوقت الذي تبتلى فيه الأرض بهذه الفتنة تكون فتنة أخرى
قد عصفت بأهل الأرض عصفاً، ألا وهي فتنة الدجال، ويمن الله على عباده فينزل
عيسى عليه السلام،والدعاء المستجاب؛ لنرى كيف أهلك الله عز وجل يأجوج
ومأجوج بفضله ومنته ورحمته على يد نبيه عيسى،

نهايه يأجوج ومأجوج
*********************


اذ
بعيسى بن مريم يأتي قوماً نجاهم الله من الدجال، فيمسح عيسى بن مريم على
رءوسهم ووجوههم، ويبشرهم بدرجاتهم -يبشر نبي الله عيسى هؤلاء القوم من أمة
الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بدرجاتهم في الجنة- يقول المصطفى: فبينما
هم كذلك إذ أوحى الله تعالى إلى عيسى أني قد أرسلت أو أخرجت عباداً لي لا
يدان لأحد بقتالهم -أي: لا طاقة ولا قدرة لأحد بقتالهم- فيبعث الله يأجوج
ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون) أي: ينتشرون ويغطون من فوق المرتفعات
والجبال، والحدب هو: المكان المرتفع. وهم من كل حدب ينسلون على وجه الأرض،
ثم يأمر الله تعالى عيسى أن يحرز عباده إلى الطور؛ لأنه لا طاقة لأحد
بقتالهم كما قال الله، فيأخذ نبي الله عيسى من آمن ومن وحد الله إلى جبل
الطور، ويتحصن نبي الله عيسى مع أصحابه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(ويحشر

نبي الله عيسى وأصحابه، ثم يرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، ويتضرعون
إلى الله عز وجل أن يهلك يأجوج ومأجوج؛ لأنه لا يستطيع أن يهلكهم إلا
الملك) فيستجيب الله دعاء عيسى وأصحابه وأمة النبي محمد، فيرسل الله
على يأجوج ومأجوج النغف في رقابهم) والنغف: هو الدود الصغير، وتدبر قدرة
الملك، تدبر عظمة الملك، والله ما أحوج الأمة إلى أن تمتلئ قلوبها يقيناً
بقدرة الملك جل جلاله، ما أحوجنا إلى أن نتعرف على عظمة الله وعلى جلال
الله، وعلى قوة الله فإن الله إذا أراد للشيء أن يكون قال له: كن، فيكون،
فيهلكهم الحق جل وعلا، يقول المصطفى: (فيصبحون
فرسى -أي: قتلى- كموت نفس واحدة)،

ويخرج رجل ويرى هذه المعجزة والآية، فيرجع لنبي الله عيسى،
وينادي عليه وعلى أصحابه: أبشروا لقد أهلك الله يأجوج ومأجوج. يقول
المصطفى: (ثم
يهبط نبي الله عيسى مع أصحابه فلا يجدون شبراً في الأرض أو موضعاً في
الأرض إلا وقد ملأه زهمهم ونتنهم -الزهم: الدهن والشحم-، فلا يقوى الناس
على هذه الرائحة الكريهة النتنة!! فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله أن
يطهر الأرض من هذا النتن، يقول المصطفى: فيرسل الله عز وجل عليهم طيراً)

وبعد الانتهاء من ياجوج وماجوج يموت سيدنا عيسى عليه السلام

******************************************************************


وفى انتظار البقيه من المحاضره مع طلوع الشمس من مغربها و خروج الدابه والدخان والخسوف والنار وهدم الكعبه‬




الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:35 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  26948_382012905492_222059925492_4370186_2581041_n



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد
حسان ************************************************ا

اولا ****علامات الساعه
الكبرى ****************************


4 )) ** طلوع الشمس من مغربها و خروج الدابه والدخان والخسوف والنار وهدم الكعبه
***************************************************************

طلوع الشمس من مغربها
***********************


قد تكلمنا في اللقاءات الماضية على التوالي عن:
الدجال، وعن نزول عيسى عليه السلام، وعن يأجوج ومأجوج، وسأتحدث اليوم -إن
شاء الله تعالى- عن بقية العلامات الواردة في الحديث؛ نظراً لأن المادة
العلمية الصحيحة في بقية هذه العلامات مادة قليلة مقتضبة.
العلامة الرابعة:
طلوع الشمس من مغربها
الشمس منذ أن خلقها الله عز وجل تشرق من المشرق وتغرب في المغرب، بصورة
متكررة منتظمة لا تتخلف يوماً ولا تتأخر، بصورة تطالع الأنظار والمدارك؛
لتستنطق الفطرة السوية للإنسان بوحدانية الرحيم الرحمن، قال جل وعلا: وَالشَّمْسُ
تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ *))
حتى إذا جاء الوعد الموعود استأذنت الشمس ربها أن
تشرق كعادتها من المشرق فلا يأذن لها.
......

تدبر معي قول الصادق المصدوق،
ففي صحيح مسلم
من حديث أبي
ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه
يوماً والشمس تغرب: (أتدرون
أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: إن هذه تجري حتى
تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة لله جل وعلا)، لا تتعجل فكل
شيء في هذا الكون يسجد لله،

كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلا تزال
كذلك حتى يقال لها: ارتفعي وأصبحي طالعة من مغربك، فتصبح الشمس طالعة من
المغرب، انتهى نظامها المعتاد، انتهت مدة حياة هذا الكون، ستبدل الأرض غير
الأرض، وستبدل السماوات ليبرز الجميع للوقوف بين يدي الملك جل جلاله: يَوْمَ
تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ
الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [إبراهيم:48].
أصبحي طالعة من مغربك، فتصبح الشمس طالعة من المغرب انظر إلى هذا العجب!!

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا
طلعت الشمس من مغربها ورآها الناس آمنوا كلهم أجمعون، ويومئذ لا ينفع
نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً).




خروج
الدابة

****************


ما هي الدابة؟
قال جل وعلا في سورة النمل: وَإِذَا
وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ
تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ [النمل:82].
يا إلهي! دابة تتكلم!! دابة تنطق!! وتكلم الناس كلاماً مفهوماً واضحاً! بل
وتقيم عليهم الحجة، وتذكرهم بأنهم كانوا لا يوقنون بآيات الله! وكانوا لا
يصدقون بآيات الله جل وعلا!
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم -والحديث رواه مسلم
من حديث عبد
الله بن عمرو-: (أول
أشراط الساعة: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى -أي: في
نفس اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب- فأيتهما كانت قبل صاحبتها
فالأخرى على إثرها قريباً).


الدابة أمر عجيب لو تدبرته كاد قلبك أن ينخلع! دابة تخرج وتجوب الأرض كلها،
تفرق هذه الدابة بين المؤمن والكافر! وتعلِّم المؤمن بعلامة، وتعلِّم
الكافر بعلامة، تسم الكافر على أنفه فيسود وجهه! وتسم المؤمن فيضيء وجهه
كأنه كوكب دري،

وقال الإمام الترمذي
: حديث حسن؛ قال صلى الله عليه وسلم: (تخرج
الدابة ومعها عصى موسى وخاتم سليمان، فتسم الدابة أنف الكافر -أي: تعلم
الدابة أنف الكافر- وتجلو وجه المؤمن -أي: ويضيء وجه المؤمن- كأنه كوكب
دري، حتى أن أهل الخوان الواحد -أي: المائدة- يجتمعون على طعامهم فيقول
هذا: يا مؤمن! ويقول هذا: يا كافر!). لأن الدابة بينت وأوضحت الحقيقة،
وميزت المؤمنين من الكفار.




الدخان
من علامات الساعة الكبرى

*******************************


الدخان هو آخر العلامات التي
سيشهدها المؤمنون على ظهر الأرض، وبقية العلامات لا يراها المؤمنون، ولا
يشهد عذابها الموحدون، بل لا تقوم إلا على الكفرة الفجرة من شرار الخلق.


قال تعالى في حق هذه العلامة: فَارْتَقِبْ
يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ [الدخان:10]

وإذا خرج الدخان فلا يقبل الله التوبة كما تقدم،
وبعد ظهور هذا الدخان يبعث الله ريحاً ألين من الحرير، وظيفتها قبض أرواح
المؤمنين على ظهر الأرض، فلا يبقى على ظهر الأرض مؤمن.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (فلا
تدع أحداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته، ويبقى شرار الخلق)
أي: الكفرة الفجرة الذين لم يؤمنوا بالله عز وجل.
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا
تقوم الساعة إلا على شرار الخلق).




الخسوف
الثلاثة

*************************


فيقع الخسف الأول بالمشرق
والخسف -كما هو معلوم- انشقاق الأرض، قال تعالى حكاية عن قارون
: فَخَسَفْنَا
بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ [القصص:81].
فيقع الخسف الأول بالمشرق، على شرار الخلق، وأين المؤمنون؟ قد قبضوا، وهذا
من رحمة الله بالموحدين.
والخسف الثاني: بالمغرب، والخسف الثالث بجزيرة العرب. ......




خروج
نار عظيمة من قعر عدن

*******************************

وبعد هذه الخسوف تخرج العلامة
الأخيرة من علامات الساعة الكبرى ألا وهي: نار ضخمة تخرج من قعر عدن (مدينة
عدن المعروفة في اليمن) فتطرد الناس جميعاً إلى محشرهم.

فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام : (أول
أشراط الساعة نار تخرج من قعر عدن تحشر الناس من المشرق إلى المغرب)
رواه البخاري

أي: أنها العلامة التي إن وقعت وقعت القيامة بعدها:
من النفخ في الصور، والبعث من القبور، وتغير كل شيء، هذا كله يبدأ بعد
خروج هذه النار. ......



أنواع
الحشر

****************


روى البخاري
و مسلم
من حديث أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يحشر
الناس على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين، واثنين على بعير، وثلاثة على بعير،
وأربعة على بعير وعشرة على بعير، وتحشر بَقيَّتَهُم النار، تبيت معهم حيث
باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسى معهم حيث أمسوا).


هدم الكعبة من علامات الساعة
*******************************


وهناك علامة أخرى عجيبة غريبة، إذا وقعت كادت أن
تخلع القلوب، وهي لم ترد في حديث حذيفة،
ألا وهي هدم الكعبة! بيت الله الذي تهوي إليه الأفئدة، وتحن إليه القلوب،
الذي قال في حقه علام الغيوب:
وَإِذْ
جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا [البقرة:125]

هذا البيت المشرف العظيم من علامات الساعة الكبرى
أن يهدم حجراً حجراً!


يقول المصطفى: (لا
تقوم الساعة حتى يخرب الكعبة ذو
السويقتين من الحبشة).


وفي رواية البخاري
من حديث ابن
عباس قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كأني
أنظر إليه: أسود أفحج- أي: متسع ما بين ساقيه- ينقض الكعبة حجراً حجراً)

وبهذا تنتهى الحياة الدنيا بحلوها ومرها، بحلالها وحرامها، بخيرها وشرها،
ولا يبقى إلا الكفرة من شرار الناس، وعليهم تقوم الساعة، فيأمر الله جل
وعلا إسرافيل عليه السلام أن ينفخ النفخة الأولى، ألا وهي: نفخة الفزع،
مصداقاً لقوله جل وعلا: وَيَوْمَ
يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ
إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ [النمل:87]،

أسأل أن يسترنا في الدنيا والآخرة .
اللهم إن أردت بالناس فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين، ولا مفرطين
ولا مضيعين، ولا مغيرين ولا مبدلين.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا،
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها -يا مولانا- أنت خير من زكاها، أنت وليها

ومولاها.


وفى انتظار البقيه مع النفخ فى الصور

********************************‬





الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:37 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  26948_382289725492_222059925492_4378747_5413344_n



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد
حسان
******************************************


بعد الانتهاء من علامات الساعه الكبرى وبعد الانتهاء من الحياه الدنيا نأتى الى اول مرحله من مراحل الحياه الاخره وهى النفخ فى الصور
******************************

ثانيا *****
النفخ فى الصور
************************



وكنا قد أنهينا الحديث -بفضل الله جل وعلا- في اللقاءات الماضية عن علامات
الساعة الكبرى التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح الذي
رواه مسلم
من حديث حذيفة
بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: (اطلع
علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟
فقالوا: نذكر الساعة يا رسول الله! فقال المصطفى: إنها لن تقوم حتى تروا
قبلها عشر آيات: الدخان، والدجال
، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج،
وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار
تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم).
وبعد هذه العلامات تقوم الساعة مباشرة، بأمر الله جل وعلا لإسرافيل أن ينفخ
في الصور؛ لتبدأ القيامة بأحداثها المسلسلة المروعة! وهذا هو حديثنا اليوم
مع حضراتكم عبر هذه المراحل.
أسأل الله أن يسترنا وإياكم فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، إنه على كل
شيء قدير.




أولاً: ما هو الصور؟! ومن صاحبه؟

****************************

والجواب مباشرة من سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد
وأبو
داود و الترمذي
وغيرهم عن عبد
الله بن عمرو بن العاص قال: (جاء
أعرابي إلى النبي فقال: يا رسول الله! ما الصور؟ فقال المصطفى: قرن ينفخ
فيه)، والقرن هو البوق، ولا يعلم عظم هذا البوق إلا الملك.
وصاحب هذا القرن، أي: صاحب هذا الصور باتفاق أهل العلم: هو إسرافيل، ومن هو
إسرافيل؟
هو ملك كريم من ملائكة الله جل وعلا، وكّله الله بالنفخ في الصور، وقد التقم صاحب القرن القرن؟! أي: صاحب الصور الصور،
وأصغى سمعه وحنا جبهته، ينظر إلى عرش الرحمن! ينتظر متى يؤمر من الله في
أيِّ لحظة من اللحظات،


ثانيا ** النفخه الاولى ((نفخه الفزع ))
***********************************


يأمر الله إسرافيل أن ينفخ
النفخة الأولى ألا وهي نفخة الفزع وهذا هو عنصرنا الثاني.

قال الله تعالى: وَيَوْمَ
يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ
إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ [النمل:87].

حال الناس يوم الفزع
********************


ينفخ إسرافيل نفخة فتنفك كل صلات هذا الكون وروابطه!
وتتزلزل الأرض كالقنديل المعلق في سقف المسجد! وترتج بأهلها رجَّات عنيفة
مزمجرة، فيفزع الناس، وما من أحد يسمع هذه الصيحة إلا وقد رفع ليتاً -أي:
رفع صفحة عنقه- وأمال الأخرى يستمع إلى هذه الصيحة التي قد أفزعت كل حي من
أهل السماء ومن أهل الأرض!

ولم لا؟! تصور معي هذه المشاهد التي تخلع القلب؛ لتقف على حجم الفزع،
فالشمس قد ذهب ضياؤها وأظلمت، والكواكب تناثرت وتمزقت هنا وهنالك البحار
والأنهار تحولت إلى نار متأججة مشتعلة! والجبال العملاقة دكت في الأرض
فتحولت إلى قطع صغيرة متفتتة كالعهن المنفوش، أي: كالصوف الممزق! تصور معي
هذه المشاهد؛ لتقف على حجم الفزع الذي ينتاب أهل الأرض: إِذَا
زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ
الأَرْضُ أَثْقَالَهَا [الزلزلة:1-2].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من
سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين، فليقرأ (إذا الشمس كورت)،
وليقرأ (إذا السماء انفطرت)، وليقرأ (إذا السماء انشقت)).
بعد هذه النفخة يحدث الانقلاب في الكون كله:

وَإِذَا
الْعِشَارُ عُطِّلَتْ [التكوير:4] العشار: هي النوق، وهي من أغلى ما يمتلكه العربي
في الجزيرة.
إذا سمع الناس نفخة الفزع، وفزع أهل الأرض فإن من يمتلك هذه العشار لا
يلتفت إليها، ولم تعد تمثل له أي شيء أو أي قيمة؛ لأنه قد وقع بأهل الأرض
ما يشغلهم عن كل زخارف هذه الحياة.
وَإِذَا
الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير:5] السباع المفترسة والأليفة الوديعة تحشر كلها، يمشي
المفترس إلى جوار الوديع لا ينظر إليه، ولا يجري بين يديه، فقد أدركت
زلزلة الساعة وفزع القيامة! فترى الوحوش قد نزلت من الجبال إلى السهول
والوديان، الكل قد جاء في ذلة وانكسار للواحد الجبار!
وَإِذَا
الْبِحَارُ سُجِّرَتْ [التكوير:6] هذه المياه التي كانت سبباً للحياة يحولها الله
إلى حمم.. إلى كتل نارية محرقة، يعود الماء إلى أصله من الأكسجين
والهيدروجين، فيتحول الماء إلى نار مشتعلة متأججة.

وَإِذَا
الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ
مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ [الانشقاق:3-4] تخلت عن حملها الثقيل، فأخرجت كل ما في جوفها،
وكل ما في بطنها من بني الإنس من يوم أن خلق الله آدم إلى أن يرث الله
الأرض ومن عليها. ......


تدبر معي قول الله: يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ
عَظِيمٌ * يَوْمَ
تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ
ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى
وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:1-2]،


وتدبر معي قول الله جل وعلا: وَلا
تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا
يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ
مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ
وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( [إبراهيم )


قف مع قول الله جل وعلا: (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) أي: خلت من القلوب،
أين القلوب؟!! خرجت، خرجت! من أين؟! من الصدور، إلى أين؟!! إلى الحناجر.
لماذا؟!! من الفزع!!
قال تعالى: وَأَنذِرْهُمْ
يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ [غافر:18]، الله أكبر.. يخرج القلب من الهول.. من الفزع..




ثانيا (( نفخة
الصعق

**********************


قال عليه الصلاة والسلام: (بين
النفختين أربعون قالوا: يا أبا
هريرة! أربعون يوماً؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون شهراً؟ قال:
أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت).
ما معنى (أبيت)؟ يعني: أبيت أن أسأل عن ذلك رسول الله، فعلم هذه الأربعين
عند رب العالمين.
بعد أربعين يأمر الله جل وعلا إسرافيل أن ينفخ في الصور النفخة الثانية،
ألا وهي نفخة الصعق،

قال تعالى: وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا
مَنْ شَاءَ اللَّهُ [الزمر:68]

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ) أي: فمات كل من في
السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، من المستثنى؟! قال بعض أهل العلم:
هم الملائكة.
ومنهم من قال: بل هم جبريل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت وحملة العرش فقط. ومنهم من قال: نبي الله موسى عليه السلام
ومنهم من قال: هم الشهداء، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون. واحتجوا على ذلك بحديث صحيح رواه البخاري
أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أنا
أول من يرفع رأسه بعد النفخة، فإذا أنا بموسى آخذ بالعرش، فلا أدري أكان
ممن أفاق قبلي أم كان ممن استثناهم الله جل وعلا؟!).
ولذا أقول: الجزم بمن استثنى الله في هذه الآية غير دقيق،


ورد في حديث الصور الطويل الذي رواه البيهقي
و الطبراني
و الطبري
و ابن
أبي حاتم وغيرهم، وللأمانة العلمية التي اتفقنا عليها فإن الحديث
بطوله ضعيف، ومداره على إسماعيل
بن رافع ، و إسماعيل
بن رافع من الضعفاء كما قال علماء الجرح والتعديل، وفي هذا الحديث: (يأتي
ملك الموت للملك، فيقول المَلِك لِمَلَك الموت: يا ملك الموت من بقي؟ -وهو
أعلم جل جلاله- فيقول: بقي جبريل وإسرافيل وميكائيل وحملة العرش وبقيت
أنا، فيقول الملك ليمت جبريل وميكائيل -لام الأمر- ليمت إسرافيل، ليمت حملة
العرش، ويبقى ملك الموت، فيأتي للملك فيقول له الملك: من بقي يا ملك
الموت؟ فيقول: بقيت أنا، فيقول الملك: وأنت خلق من خلقي، وخلقتك لما ترى،
فمت يا ملك الموت، فيموت ويبقى الحق الذي لا يموت).
سبحان ذي الملك والملكوت! سبحان ذي العزة والجبروت! سبحان من كتب الموت على
جميع الخلائق وهو الحي الباقي الذي لا يموت.
(يا ملك الموت وأنت خلق من خلقي وخلقت لما ترى فمت، فيموت ملك الموت) مات
جبريل... مات إسرافيل... مات ميكائيل... مات حملة العرش، مات الملائكة..
مات الملوك.. مات الزعماء.. مات الرؤساء.. مات الوزراء... مات الفقراء..
مات كل حي على ظهر الأرض ولا يبقى إلا الملك، فيطوي الملك السماوات بيمينه،
ويطوي الملك الأرض بشماله، فيتكلم جل جلاله في هذا السكون المهيب، فما من
سائل غيره ساعتها ولا مجيب، يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟! أين
المتكبرون؟! ثم يقول جل جلاله: لمن الملك اليوم؟! لمن الملك اليوم؟! لمن
الملك اليوم؟! فلا يجيبه أحد، فيجيب على ذاته ويقول: لله الواحد القهار.
قال جل جلاله: رَفِيعُ
الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ * يَوْمَ
هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ
الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:15-16].


ثالثا نفخه البعث
*********************



نفخة البعث: هي النفخة التي يأمر الله عز وجل فيها إسرافيل أن ينفخ في
الصور، بعد أن يحييه الملك جل وعلا بعد موته، فإن أحياه أمره أن يلتقم
الصور مرة أخرى، فإذا أمره الله بعد الأربعين التي لا يعلمها إلا رب
العالمين نفخ إسرافيل في الصور، فقام أهل القبور بين يدي العزيز الغفور،
قال المصطفى كما في صحيح مسلم
: (كل
ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق ابن آدم، ومنه يركب).
ما هو عجب الذنب؟
عظمة صغيرة دقيقة في آخر السلسلة الفقرية لكل إنسان على ظهر الأرض فيأتي الملك بهذه العظمة الدقيقة، ويخلق منها جسد
صاحبها، كيف ذلك؟







فإذا ما أراد الله أن يبعث الخلائق أتى بهذه العظْمة
الدقيقة وجاء بجسد صاحبها، سواء ما تفرق منه في الأنهار أو ما راح منه في
التراب والبحار، أو ما ذهب إلى بطون الحيوانات والسباع، كل ذلك يأتي به
الله جل وعلا، ويركب الله حول هذه العظمة جسد صاحبها، والله يعلم عظمة كل
إنسان خلقه من لدن آدم إلى يوم القيامة، فتكتمل الأجساد في القبور. وينزل من السماء ماءً فتنبت به الأجساد في القبور كما
ينبت البقل؛

وينفخ اسرافيل نفخة البعث، فتخرج أرواح المؤمنين لها نور،
وأرواح المشركين لها ظلمة، فتسري الأرواح إلى الأجساد التي اكتملت كما يسري
السم في اللديغ، أي: في اللديغ الذي لدغه ثعبان أو عقرب.
وحينئذٍ يأمر الله جل وعلا الأرض أن تتزلزل وأن تتشقق ليخرج منها الخلق من
لدن آدم إلى آخر رجل قامت عليه القيامة، كما قال تعالى: وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا
مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ
يَنْظُرُونَ* وَأَشْرَقَتِ
الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ *
وَوُفِّيَتْ
كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ [الزمر:68-70].

وقال سبحانه: إِذَا
زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ
الأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ
الإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ
تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ
رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ
يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه )) الزلزله ))

فيخرج الناس بعد أن تزلزلت الأرض وتشققت، فبالله
عليك عش بقلبك وكيانك معي هذا المشهد الذي يخلع القلب: القبور هنا والقبور
هنالك، والقبور في أقصى الأرض تتشقق! ويخرج من كل قبر رجل أو عشرة أو مائة
أو ألف، يخرج هذا من هنا، ويخرج هذا من هنالك، وكل واحد يخرج من قبره!
شاخصاً ببصره إلى اتجاه واحد؛ لا يلتف يميناً ولا يساراً، ولا يلتف خلف
ظهره، بل يشخص ببصره إلى هذا الداعي.. إلى هذا الملك الكريم الذي جاء بأمر
رب العالمين ليقود الناس جميعاًَ إلى أرض جديدة.. إلى أرض بيضاء نقية.. إلى
أرض عفراء، ألا وهي أرض المحشر، كما قال جل وعلا: يَوْمَئِذٍ
يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ
لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا * يَوْمَئِذٍ
لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ
لَهُ قَوْلًا * يَعْلَمُ
مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا
* وَعَنَتِ
الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا [طه:108-111].


****************************************************


وفى انتظار البقيه من سلسله المحاضره
ومع يوم الحشر

*************************‬





الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:39 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  26948_382556520492_222059925492_4387129_1459168_n




‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان
***************************************************


بعد الانتهاء من علامات الساعه الكبرى وبعد
الانتهاء من الحياه الدنيا وبعد الانتهاء من اول مرحله من مراحل الحياه الاخره وهى
النفخ فى الصور نأتى الى المرحله التانيه وهى يوم الحشر ))
******************************************************************

ثالثا *** يوم الحشر
*************************


تتفاوت أحوال الناس في أرض
المحشر حسب أعمالهم؛ فيحشر المتقون إلى الرحمن وفوداً وجماعات على نجائب من
نور، يعلوهم الفرح والسرور، ويساق المجرمون إلى النار سوقاً..
وبعد طول القيام في أرض المحشر، ومقاساة الشدة والعذاب يأذن الله لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم بالشفاعة العظمى، ثم تشفع الملائكة، ثم يشفع
الأنبياء والمؤمنون والصديقون والشهداء من هذه الأمة.



أحوال
الناس في أرض المحشر

**********************************


اعلموا عباد الله أن الطريق الذي يوصل الناس إلى جنة
رب العالمين إنما هو طريق واحد، قال الله جل وعلا: اللَّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ
النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ [البقرة:257].
يقول الله عز وجل في وصف حال الناس في الحشر: يَوْمَ
نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ
الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا [مريم:85-86] هكذا يحشر المتقون، وهكذا يساق المجرمون، وحق لنا
-نحن الموحدين- أن نفخر في هذه اللحظات، وأن ننادي على هؤلاء ونقول لهم: أَيُّ
الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا [مريم:73] ألم يسخر المشركون من الموحدين في الدنيا؟!
ألم يهزأ المجرمون من الموحدين في الدنيا؟!
ألم يعير المجرمون الضعفاء والفقراء من المؤمنين؟!

هكذا يحشر الله المتقين: وفداً، يركبون على نجائب من
نور، وهي من مراكب الدار الآخرة، انظروا معي أيها الأحباب إلى هذا الوفد
المهيب الجليل، إنه وفد الموحدين! إنه وفد المتقين! إنه وفد المؤمنين! ! إن وجوههم نور، وإنهم ليركبون على
مراكب من نور، فإلى أين يتجه هذا الوفد المنير؟!
إنه وفد قادم على العلي القدير، إنهم قادمون على الله العلي الأعلى جل
وعلا، إنهم قادمون إلى خير موفود عليه، إلى دار كرامته ورضوانه، ولقد ورد
في مسند الإمام أحمد
وساق سنده إلى أن قال: حدثنا النعمان
بن سعد قال: (كنا
جلوساً عند علي
بن أبي طالب رضي الله عنه، فقرأ علي
هذه الآية: يَوْمَ
نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا [مريم:85] فقال علي
رضي الله عنه: لا والله ما على أرجلهم يحشرون؛ لأن الوفد لا يحشر إلا
راكباً، يحشر الله المتقين، فيركبون على نوق من الجنة، لم ير الخلائق
مثلها، عليها رحائل الذهب، فيركب المتقون عليها حتى يصلوا بها إلى أبواب
الجنة)


أما المجرمون فإنهم يساقون إلى جهنم ورداً، يساقون
إلى جهنم عطاشى، وانظروا معي إلى دقة اللفظين: (يحشر) و(يساق) إنه التكريم
للمتقين، والتوبيخ والاستهزاء والسخرية بالمجرمين والمشركين والظالمين،
هكذا يحشر المتقون، ويساق المجرمون كما تساق البهائم والدواب.
يَوْمَ
نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ
الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا * لا
يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ [مريم:85-87].
فلا شفاعة لهم عند الله، (( لا
يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ
عَهْدًا )) [مريم:87]

والعهد هو: لا إله إلا الله، وهي كلمة التوحيد
والإخلاص التي من أجلها خلق الله السماوات والأرض، ومن أجلها أنزل الله
الكتب، ومن أجلها أرسل الله الرسل،


الشفاعة يوم الحشر
***************************


الشفاعة، من الموضوعات
المحببة إلى قلب كل موحد لله جل وعلا.
وإن بعض المسلمين قد يظن أن الشفاعة يوم القيامة لحبيبنا ورسولنا إنما هي
شفاعة واحدة، وهذا غير صحيح.
وانتبهوا معي أيها الأحباب! إلى موضوع الشفاعة، (لا يملكون الشفاعة) إذاً:
من الذي يملكها؟ إذاً: من الذي يستحقها؟
اعلموا أنه لا يشفع مخلوق لمخلوق في أرض المحشر إلا بإذن الله.
وإمام أهل المحشر وسيد الخلق على الإطلاق في الشفاعة هو سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، إي والله! لقد كرم الله نبينا صلى الله عليه وسلم
تكريماً ما كرم الله به مخلوقاً على ظهر هذه الأرض، من يوم أن خلقها الله
إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها،

اولا الشفاعه العظمى فى فصل القضاء
************************************


قال تعالى (( مِنَ
اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ
مَقَامًا مَحْمُودًا )) [الإسراء:79] وهذا هو المقام المحمود عند جمهور العلم، والمقام
المحمود: هو الشفاعة العظمى لنبينا صلى الله عليه وسلم، واعلموا أن
لرسولنا صلى الله عليه وسلم أكثر من شفاعة،

وسوف أذكركم اليوم بهذه الشفاعات، ولن أخرج عن صحيحي
البخاري
ومسلم.

الشفاعة الأولى: وهي الشفاعة العامة العظمى لنبينا صلى الله عليه وسلم، جاء
في صحيح البخاري
ومسلم
والحديث من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه قال: (وضع
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم، فرفعت إلى رسول
الله ذراع الشاة وكانت تعجبه، فنهس النبي منها نهسة -والنهس بالسين أي:
الأخذ بالأسنان، وهو غير النهش بالشين، وهو: الأخذ بالأضراس- ثم نظر إلى
الصحابة وقال لهم: أنا سيد الأولين والآخرين يوم القيامة، ثم التفت إليهم
وقال لهم: أتدرون لم ذاك؟ -أي: أتعلمون لماذا أنا سيد الأولين والآخرين يوم
القيامة؟- فسكت الصحابة فقال لهم صلى الله عليه وسلم: يجمع الله الأولين
والآخرين يوم القيامة في صعيد واحد، فينفذهم البصر، ويسمعهم الداع)

( يقول صلى الله عليه وسلم يبلغ
الناس من الهم والغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس بعضهم
لبعض: ألا ترون ما قد بلغنا؟! ألا ترون ما نزل بنا؟! ألا ترون من يشفع لنا
إلى ربنا؟! فيقول بعض الناس: أبوكم آدم، فتذهب الخلائق إلى آدم ويقولون له:
يا آدم! أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، وأمر الملائكة فسجدت لك، وأسكنك
الجنة، ألا ترى ما قد بلغنا؟! ألا ترى ما وقع بنا؟! ألا تشفع لنا إلى ربك؟!
فيقول آدم عليه السلام: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن
يغضب بعده مثله، ولقد نهاني ربي عن الأكل من الشجرة فعصيته، نفسي نفسي!
اذهبوا إلى غيري -آدم يقول: اذهبوا إلى غيري!- فيذهب الناس إلى نوح عليه
السلام، ويقولون: يا نوح! إنك أول رسل الله إلى الأرض، وأنت الذي سماك الله
عبداً شكوراً، ألا ترى ما وقع بنا؟! ألا ترى ما قد بلغنا؟! ألا تشفع لنا
إلى ربك؟! فيقول نوح: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن
يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة فتعجلت فدعوت بها على قومي في
الدنيا، نفسي نفسي! اذهبوا إلى غيري. فيذهب الناس إلى خليل الرحمن فيقولون:
يا إبراهيم! أنت خليل الله في الأرض، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما قد
بلغنا؟! فيقول إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن
يغضب بعده مثله، وقد كذبت في الإسلام ثلاث كذبات).اذهبوا
إلي غيري، نفسي نفسي! فيذهب الناس إلى موسى، ويقولون: يا موسى! لقد اصطفاك
الله بكلامه ورسالاته، ألا ترى ما وقع بنا؟! ألا ترى ما قد بلغنا؟! اشفع
لنا إلى ربك، فيقول موسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله،
ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها، نفسي نفسي! اذهبوا
إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فتذهب الخلائق إلى عيسى فيقولون: يا روح الله!
إن الله قد اصطفاك، إنك كلمة الله وروحه، ألا ترى ما قد بلغنا؟! ألا ترى
ما وقع بنا؟! اشفع لنا إلى ربك، فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم
يغضب مثله قبله ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر عيسى عليه الصلاة والسلام
ذنباً من الذنوب، ويقول لهم: نفسي نفسي! اذهبوا إلى محمد بن عبد الله، إنه
عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فتأتي الخلائق إلى حبيبنا
المصطفى صلى الله عليه وسلم، يقول الحبيب: فيقولون لي: يا رسول الله! إنك
قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت خاتم الأنبياء والمرسلين،
ألا ترى ما وقع بنا؟! ألا ترى ما قد بلغنا؟! ألا تشفع لنا إلى ربك؟! فيقوم
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فينطلق إلى عرش الرحمن، وإذا ما رأى
الحبيب ربه جل وعلا سجد له، فيسجد ما شاء الله أن يسجد، ثم ينادي عليه
العلي الأعلى ويقول له: يا محمد! ارفع رأسك وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع
تشفع، يقول صلى الله عليه وسلم: فيلهمني الله جل وعلا بمحامد وثناء لم يلهم
الله بها أحداً من قبلي، فأحمد الله بمحامد علمنيها، ثم أشفع وأقول: يا
رب! لقد وعدتني الشفاعة؛ فشفعني في الخلق لتقضي بينهم، فيرد عليه العلي
الأعلى ويقول: نعم، آتيكم يا محمد؛ لأقضي بينكم).
هذه هي الشفاعة العامة، وهذه هي الرحمة المطلقة: وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107] فيرجع الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ ليقف مع
الناس في أرض المحشر حتى يجيء الحق جل وعلا مجيئاً يليق بجلاله، فينادي على
عباده ويقول: يا عبادي! لقد أنصت إليكم كثيراً في الدنيا، فأنصتوا اليوم
إلي. هذه هي الشفاعة الأولى لنبينا صلى الله عليه وسلم.

ثانيا

الشفاعة في استفتاح باب الجنة

*****************************


أما الشفاعة الثانية: فهي شفاعة الرسول صلى الله
عليه وسلم في استفتاح باب الجنة، والحديث في صحيح البخاري
ومسلم
من حديث أنس
بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا
أول الناس شفاعة في الجنة يوم القيامة) أي: أنا أول من يشفع عند الله
في أن يفتح الله باب الجنة يوم القيامة، ولقد ورد في صحيح البخاري
ومسلم
أيضاً من حديث أبي
هريرة و حذيفة
رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لكل
نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته في الدنيا، إلا أنا فإني اختبأت
دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، وإنها نائلة إن شاء الله تعالى من مات من
أمتي لا يشرك بالله شيئاً).


فيقوم الحبيب إلى باب الجنة فيستأذن فيقول له خازن الجنة: من؟ فيقول: محمد
بن عبد الله) وهذا أكبر دليل على أنه لا يعلم الغيب إلا الله، لا
عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ [البقرة:32] (،
ويرد خازن الجنة ويقول: أمرت ألا أفتح الجنة لأحد قبلك يا رسول الله).
أول من يحرك حلق باب الجنة هو الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم،

ولقد ورد في الحديث الصحيح الذي خرجه الإمام الترمذي
عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال: (جلس
بعض الصحابة رضي الله عنهم يتذاكرون في تفاضل الأنبياء، فقال أحدهم: هل
هناك بأعجب من أن يتخذ الله من خلقه خليلاً؟! فقال آخر: لقد اصطفى الله آدم
على البشرية، فقال آخر: لقد كلم الله موسى تكليماً، فقال آخر: عيسى روح
الله وكلمته، فخرج عليهم رسول الله صلى عليه وسلم وقال لهم: لقد استمعت إلى
كلامكم وعجبكم، ألا إن إبراهيم خليل الرحمن وهو كذلك، وآدم اصطفاه الله
على البشرية وهو كذلك، وموسى كليم الله وهو كذلك، وعيسى روح الله وهو كذلك،
ألا وأنا حبيب الله ولا فخر -إنه التواضع- ، وأنا أول شافع ومشفع يوم
القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق باب الجنة فيدخلنيها ربي ومعي فقراء
المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر)


ثالثا

الشفاعة في إخراج عصاة الموحدين من النار
**************************************


أما الشفاعة الثالثة فهي شفاعة النبي صلى الله عليه
وسلم في عصاة الموحدين الذين دخلوا النار،وقالوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، صلوا كما
صلينا، وزكوا كما زكينا، وحجوا كما حججنا، وتصدقوا كما تصدقنا، ولكنهم
أصروا على كبيرة من الكبائر وعلى معصية من المعاصي، وهم يعلمون أن الله شدد
فيها العقوبة، ولكنهم أصروا على هذه المعصية؛ فأدخلهم الله النار
بمعصيتهم، ولكن لهم شفاعة عند نبيهم وحبيبهم صلى الله عليه وسلم، والحديث
في صحيح البخاري
و مسلم
عن أبي
هريرة و أبي
سعيد رضي الله عنهما وغيرهما، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أذهب
إلى ربي فأنطلق فأسجد تحت العرش -هذا جزء من آخر الحديث- إذا ما نظرت إلى
ربي جل وعلا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم ينادى علي ويقال: يا محمد!
ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع، فأحمد الله بمحامد علمنيها،
فأشفع فيشفعني ربي عز وجل، فأذهب إلى عصاة الموحدين في النار، فيحد الله لي
حداً -أي: عدداً محدداً ومعيناً- فأذهب إلى النار فأخرجهم من النار
وأدخلهم الجنة، ثم أعود إلى ربي مرة ثانية، فأستأذن على ربي في دار كرامته،
فيؤذن لي، فأسجد لربي إذا ما نظرت إليه، فيدعني ما يشاء الله أن يدعني، ثم
يقال: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع، فيحد الله لي حداً،
فأذهب فأُخرج من النار من عصاة الموحدين ما شاء الله جل وعلا، ثم أعود مرة
ثالثة فأستأذن على ربي في دار كرامته، فيؤذن لي، فإذا ما نظرت إلى ربي وقعت
ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك، وسل
تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع، فيحد الله لي حداً، فأذهب فأُخرج من النار من
عصاة الموحدين ما شاء الله جل وعلا، ثم أعود في المرة الرابعة، فأستأذن على
ربي فيحد لي ربي حداً، فأُخرج من النار من عصاة الموحدين ما شاء الله جل
وعلا) .
وهذه الشفاعة أنكرها الخوارج والمعتزلة، وآمن بها أهل السنة والجماعة



شفاعة الأنبياء والملائكة والموحدين من هذه الأمة

*******************************************


تبقى شفاعة الملائكة وسائر النبيين والمؤمنين، فتذهب
الملائكة فتخرج من النار من مات لا يشرك بالله شيئاً، ممن شاء الله جل
وعلا لهم أن يخرجوا منها، وتبقى شفاعة النبيين، فيشفع النبيون لمن شاء الله
عز وجل، وتبقى شفاعتكم أنتم أيها الموحدون! فإن من مات على التوحيد صادقاً
مع الله خالصاً لله فإنه من أهل الشفاعة.
وإن من أمة الحبيب من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، وهم سبعون ألفاً،
والحديث في صحيح مسلم،
اللهم اجعلنا منهم يا كريم يا تواب! فيشفع المؤمنون عند ربهم جل وعلا
لإخوانهم من المؤمنين الصادقين،
يقول الله لهم: (اذهبوا
فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه من النار، فيذهب المؤمنون
إلى النار فيخرجون من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان،



شفاعة الجبار سبحانه وتعالى

****************************


فيقول الجبار جل وعلا -كما في الحديث الذي رواه البخاري
ومسلم-
(شفع
الأنبياء والملائكة وسائر النبيين، وبقيت شفاعتي -وهو الحليم الكريم-
فيقبض الله جل وعلا قبضة من النار -ولا يعلم قدر عظم قبضة العزيز الجبار
إلا هو سبحانه- فيقبض الحق تبارك وتعالى قبضة من النار -أي: من أهل النار-
فيخرجون وهم كالفحم قد امتحشوا -أي: صاروا كالفحم- فيخرجون إلى نهر في
الجنة يقال له: نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم توضع
في رقابهم الخواتيم، يخرجون من هذا النهر كحبات اللؤلؤ فيدخلون الجنة بغير
عمل عملوه، فيقول أهل الجنة: هؤلاء هم عتقاء الرحمن من النار).

فلا نجاة إلا بصدق التوحيد لله جل وعلا، ولا فوز إلا
باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن أناساً سيذهبون إليه يوم القيامة،
فيتساقط لحم وجوههم حياءً من رسول الله؛ لأنهم زعموا المحبة وهم أهل بدع
وأهل هوى! زعموا المحبة وعطلوا السنن!

إذا
سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على
أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو
اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت
الأقلام وجفت الصحف).
هذا هو تجريد التوحيد لله جل وعلا، وهذه هي النجاة، فقولوا: لا إله إلا
الله بإخلاص، وقولوها بصدق ويقين،

اللهم اختم لنا بالتوحيد والإيمان، اللهم لا تدع
لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا
ديناً إلا أديته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً
إلا هديته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين

ولنا بقيه من سلسله المحاضره قبل وصف الجنه والنار مع الحساب والميزان والصراط

******************************************************************‬





الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:42 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  26948_383237405492_222059925492_4403948_4200317_n





‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان

***************************************************


رابعا الحساب

****************************

لقد حرم الله عز وجل الظلم على
نفسه، وجعله بين العباد محرماً، ومن عدل الله أن يجازي عباده يوم القيامة
على ما قدموا من خير أو شر -إلا أن يتغمد من يشاء برحمته-، وأمر الحساب أمر
عصيب يجب على العبد أن يستعد له، وأن يتوب من سيئاته، ويحاسب نفسه على
النقير والقطمير، والصغير والكبير من العمل.

القاعده الاولى لا ظلم اليوم
**************************


أيها الأحباب الكرام! والله لو
عذب الله أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، فهم عبيده وفي ملكه،
والمالك يتصرف في ملكه كيف يشاء، ولكنه جل وتعالى قد حرم الظلم على نفسه،
وجعله بين العباد محرماً:
قال تعالى: إِنَّ
اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النساء:40].
وقال جل وعلا: وَمَا
رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [فصلت:46].
وقال جل وعلا: وَمَا
اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ [غافر:31].
وقال في الحديث القدسي الذي رواه مسلم
من حديث أبي
ذر ، عن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة أنه قال: (يا
عبادي! إني حَرَّمْتُ الظلمَ على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).
فالله
جل وعلا عدل لطيف، حليم كريم، لا يظلم أحداً من خلقه، ولا يظلم أحداً من
عباده، ولذا فإن الله جل وعلا يحاسب العباد يوم القيامة وفق القواعد
التالية:
...

1 )) تبديل السيئات حسنات

**********************

وهذا خاص بعباد الرحمن من المؤمنين والموحدين، قال
تعالى في صفات عباد الرحمن: وَالَّذِينَ
لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ
الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ
ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ
لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا
مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ
اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
[الفرقان:68-70]


2 )) مضاعفة الحسنات لأهل الإيمان

****************************


قال تعالى ( ذَلِكَ
فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
[المائدة:54].فالله سبحانه يضاعف الحسنة إلى عشر أمثالها.
قال تعالى: مَنْ
جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ
بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
[الأنعام:160].يضاعف الله الحسنة في الدنيا إلى عشر أمثالها،

وفي الحديث الذي رواه الترمذي
وصححه الشيخ الألباني
من حديث ابن
مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من
قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، أما إني لا
أقول: ألم حرف، بل (ألف) حرف، (ولام) حرف، (وميم) حرف).
وقد يضاعف الله الحسنة إلى سبعمائة ضعف

3)) إقامة الشهود على العباد

****************************


وأعظم شهيد على العباد يوم القيامة هو الملك، الذي
يعلم السر وأخفى، وعلم ما كان، وما هو كائن، وما سيكون،
قال تعالى: إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا [النساء:33].ثم تأتي الرسل
فتشهد على جميع الأمم، وتأتي أمة
الحبيب فتشهد على جميع الأمم، قال تعالى: وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ
وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة:143].


ثم تشهد الملائكة، قال تعالى: وَجَاءَتْ
كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ [ق:21].
ثم تشهد الأرض بما عمل على ظهرها من طاعات وسيئات،


فتقول: يا رب! لقد عمل كذا وكذا، في يوم كذا وكذا فيجادل العبد اللئيم ربه
الكريم ويقول العبد: يا رب!
أنا أرفض هذه الشهادة! وأرفض هؤلاء الشهود!)، يا سبحان الله! يظن أنه في
محكمة من محاكم الدنيا،

كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم
من حديث أنس
: (أنه
صلى الله عليه وسلم جلس يوماً فضحك! -بأبي هو وأمي-، ثم قال لأصحابه: لم
لا تسألونني مِمَّ أضحك؟! فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟! فقال المصطفى:
أضحك من مجادلة العبد لربه يوم القيامة، يقول العبد لربه: يا رب! ألم تجرني
من الظلم؟! فيقول:بلى قد أجرتك من الظلم، فيقول العبد: فإني لا أجيز
شاهداً علي إلا من نفسي، فيقول الله سبحانه: كفى بنفسك اليوم عليك حسبياً،
فيختم الله -على فمه، وعلى لسانه الذي تعود الجدال والكذب واللؤم
والنفاق- ويأمر أركانه وجوارحه أن تنطق، فتشهد عليه جوارحه وأركانه، فإذا
خلي بينه وبين الكلام سب ولعن أركانه وقال لها: سحقاً لكن.. سحقاً لكن،
فعنكن كنت أناضل). الْيَوْمَ
نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ
أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس:65].


4)) لا تزر وازرة وزر أخرى

***********************

لا تؤاخذ نفس بذنب نفس أخرى، بل إن كل نفس تؤاخذ بإثمها وتعاقب بجرمها:
وَكُلَّ
إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ
كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ
اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا
يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا
مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء:13-15]


5)) إعذار الله لخلقه

*********************


هذه هي قواعد العدل التي سيحاسب الله بها عباده يوم
القيامة: إعذار الله لخلقه.
الله جل وعلا هو الحكم العدل، وهو اللطيف العليم الخبير، وهو الذي يعلم ما
عمل العباد من يوم أن خلقهم إلى يوم أن قبضهم، ومع ذلك فمن عظيم عدله
وفضله: أنه يعرض أعمال العباد عليهم يوم القيامة، حتى لا يكون لأحد عذر بين
يديه جل وعلا، قال سبحانه: يَوْمَ
تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ
مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [آل
عمران:30].

6)) العدل التام الذي لا يشوبه أي ظلم

********************************


قال تعالى: وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ
شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا
وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47]

وقال تعالى: فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [الزلزلة:7-8]، وقال تعالى: لا
ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر:17]

القاعده التانيه وهى العرض
على الله وأخذ الكتب

*******************************************


قال تعالى: وَجَاءَتْ
كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ
كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ
الْيَوْمَ حَدِيدٌ * وَقَالَ
قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا
فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ
لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي
جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ
الشَّدِيدِ * قَالَ
قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ
* قَالَ
لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا
يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
[ق:21-29].

وفى الصحيحين من حديث عائشة
أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من
نوقش الحساب يوم القيامة عُذِّبْ، قالت عائشة
: يا رسول الله! أو ليس الله يقول: فَأَمَّا
مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ
يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا [الانشقاق:7-8]؟! فقال المصطفى: إنما ذلك
العرض، وليس الحساب
يا عائشة
، فمن نوقش الحساب يوم القيامة عذب).
سينادى عليك ليكلمك الله، كما في الصحيحين من حديث عدي
بن حاتم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما
منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه يوم القيامة، ليس بينه وبينه تُرجُمَان،
فينظر العبد أيمن منه فلا يرى إلا ما قَدَّمَ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا
ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو
بشق تمرة).
تنادي الملائكة: أين فلان بن فلان؟!!
فإذا تَيَقّنْتَ أنك أنت المطلوب، وقرع النداء قلبك؛ فاصفر لونك، وتغير
وجهك، وطار قلبك، وقد وُكّلَت الملائكة بأخذك أمام الخلق أجمعين، على رءوس
الأشهاد، ويرفع الخلائق جميعاً أبصارهم إليك وأنت في طريقك للوقوف بين يدي
الملك تتخطى الصفوف!



لترى نفسك واقفاً بين يدي الحق جل جلاله؛ ليكلمك
الله، ولتعطى صحيفتك! هذه الصحيفة التي لا تغادر بلية كتمتها، ولا مخبأة
أسررتها، فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك الله إياها! وكم من مصيبة قد كنت
أخفيتها أظهرها الله لك وأبداها!
فيا حسرة قلبك -وقتها- على ما فرطت في دنياك من طاعة مولاك! فإن كان العبد
من أهل السعادة -اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك- وممن رضي الله عنهم في
الدنيا والآخرة، أعطاه الله كتابه بيمينه، وأظهر له في ظاهر الكتاب
الحسنات، وفي باطنه السيئات، فيأمر العبد أن يبدأ، فيقرأ السيئات؛ فيصفر
لونه، ويتغير وجهه ويخشى العذاب والعياذ بالله!
فإذا ما أنهى قراءة السيئات وجد في آخر الكتاب: هذه سيئاتك وقد غفرتها لك؛
فيتهلل وجهه، ويسعد سعادة لا يشقى ولن يشقى بعدها أبداً، ويواصل القراءة
حتى إذا ما وصل إلى آخر الكتاب قرأ الحسنات؛ فازداد وجهه إشراقاً، وازداد
فرحاً وسروراً، وقال له الملك جل جلاله: انطلق إلى أصحابك وإخوانك -أي: من
أهل التوحيد والإيمان- فبشرهم أن لهم مثلما رأيت، فينطلق وكتابه بيمينه،
والنور يشرق من وجهه وأعضائه، ويقول لأصحابه وخلانه: ألا تعرفونني؟!
فيقولون: من أنت لقد غمرتك كرامة الله؟!! فيقول: أنا فلان بن فلان! انظروا
هذا كتابي بيميني! اقرءوا كتابيه! شاركوني السعادة والفرحة، انظروا: هذا
توحيدي، وهذه صلاتي، وهذه زكاتي، وهذا حجي، وهذا بري بوالدي، وهذه صدقتي،
وهذا إحساني للجيران، وهذا ولائي وبرائي، وهذا بغضي لأعداء الله، وهذه
أعمالي، وهذه دعوتي، وهذا أمري بالمعروف، وهذا نهيي عن المنكر، وهذا بعدي
عن الغيبة والنميمة، وهذا بعدي عن ظلم العباد: هَاؤُمُ
اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي
ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ
فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي
جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا
دَانِيَةٌ * كُلُوا
وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ
[الحاقة:19-24].


وإن كانت الأخرى أعاذنا الله وإياكم من الأخرى، إذا
كان العبد من أهل الشقاوة وممن غضب الله عليهم في الدنيا والآخرة، ينادى
عليه: أين فلان بن فلان؟!! وسبحان من لا تختلظ عليه الأصوات، ولا تشتبه
عليه اللغات، ولا تشتبه عليه الأسماء والصفات!
أين فلان بن فلان؟! ماذا تريدون يا ملائكة الله؟!
هلم إلى العرض على الله جل وعلا! فيتخطى الصفوف فيرى نفسه بين يدي الله،
فيعطى كتابه بشماله أو من وراء ظهره، فيقرأ فيسود وجهه، ثم يكسى من سرابيل
القطران! ويقال له: انطلق إلى من هم على شاكلتك فبشرهم أن لهم مثلما رأيت،
فينطلق في أرض المحشر وقد اسود وجهه، وعلاه الخزي والذل والعار، وكتابه
بشماله من وراء ظهره! فينطلق فيقول لخلانه ومن هم على شاكلته: ألا
تعرفونني؟! فيقولون: لا، إلا أننا نرى ما بك من الخزي والذل فمن أنت؟!!
فيقول: أنا فلان بن فلان، وهذا كتابي بشمالي، ولكل واحد منكم مثل هذا!
ويصرخ في أرض المحشر: لقد شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبداً!
يصرخ بأعلى صوته ويقول: يَا
لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ
أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا
لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا
أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ
عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ
فَغُلُّوهُ * ثُمَّ
الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ
فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ
كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا
يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ
لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلا
طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لا
يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ [الحاقة:25-37



تذكر وقـوفك يوم العرض عريانا مستوحشـاً قلق الأحشاء
حيرانا
والنار تزفر من غيض ومن حنق على العصاة ورب العرش غضبانا
اقــرأ كتابك يا عبدي على مهل فهـل ترى فيه حرفاً غير ما كان
فلما قـرأت ولم تـنكر قـراءته إقـرار من عـرف الأشياء عرفانا
نادى الجليل خذوه يا ملائكـتي وامضوا بعبد عصى في النار عطشانا
المشركون غـداً في الـنار يلتهبوا والمـؤمنون بدار الخلـد سكـانـا
وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم. ......




مع انتظار تكمله باقى الحساب

**************************************‬





الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:43 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  26438_383663470492_222059925492_4412022_2745005_n







‫سلسله الدار الاخره للشيخ محمد حسان
*************************************


تابع الحساب
********************


أول
أمة سيحاسبها الله تعالى

***********************



فلقد ذكرنا أن العباد في أرض
المحشر يقفون صفوفاً صفوفاً، ينتظر كل واحد منهم أن ينادى عليه للعرض على
الله جل وعلا ، ليحاسب الله تبارك وتعالى عباده وفق قواعد العدل التي ذكرت
في اللقاء الماضي،

وبعدها يبدأ الحساب، فيا ترى من هي أول أمة سيحاسبها الله؟! ومن هم أول من
يقضي الله بينهم يوم القيامة؟.. وما هو أول ما يحاسب عليه العبد؟
أسأل أن يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض،
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
إن ذل القيام بين يدي الله في أرض المحشر لعظيم،
فالشمس فوق الرءوس بمقدار ميل فقط! تكاد الرءوس أن تغلي من حرارتها،
والبشرية كلها من لدن آدم إلى آخر رجل قامت عليه القيامة في صعيد واحد!
يكاد الزحام وحده أن يخنق الأنفاس، وجهنم قد أتي بها لها سبعون ألف زمام،
مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، إذا رأت جهنم الخلائق زفرت وزمجرت غضباً
منها لغضب الله جل وعلا، فتجثو جميع الأمم على الركب قال تعالى: وَتَرَى
كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجاثية:28].
في هذه اللحظات من بين سبعين أمة تقف كلها في أرض المحشر؛ ينادي الله جل
وعلا أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليرحمها من ذل القيام بين يديه
في أرض المحشر، بل وليكرمها على جميع الأمم، حينما ينادى عليها لتشهد على
هذه الأمم كلها، ففي الحديث الذي رواه ابن
ماجة بسند صحيح عن ابن
عباس قال صلى الله عليه وسلم: (نحن
آخِرُ الأمم وأول الأمم حساباً يوم القيامة، يقال: أين الأمة الأمية
ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون)

ففي الصحيحين من حديث عبد
الله بن عمرو (أن
النبي صلى الله عليه وسلم قرأ يوماً قول الله في إبراهيم رَبِّ
إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ
مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [إبراهيم:36]، وتلا قول الله في عيسى: إِنْ
تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ
أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة:118]، ثم رفع النبي يديه إلى السماء وبكى، فقال الله
جل وعلا لجبريل عليه السلام: يا جبريل سل محمداً ما الذي يبكيه؟ وهو أعلم،
فنزل جبريل للمصطفى فقال: ما الذي يبكيك يا رسول الله؟! قال: أمتي أمتي يا
جبريل! فصعد إلى الله، وأخبر الحق تبارك وتعالى -وهو أعلم- فقال الله
لجبريل: انزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولا
نسوءك).
فأمة النبي صلى الله عليه وسلم أمة ميمونة مباركة

اول من يقضى بينهم يوم القيامة
*****************************


فمن هذه الأمة من يدخل النار
لأنه انحرف عن طريق النبي المختار، فاعرف لهذه النعمة قدرها، واعلم بأن
الموحدين الصادقين المتبعين المتجردين هم أسعد الناس بشفاعة سيد المرسلين،
وبرحمة رب العالمين جل وعلا.
في صحيح مسلم
من حديث ابن
مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن
أول من يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد) أي: سقط شهيداً في ميدان
القتال، في ساحة البطولة والوغى، في ميدان تصمت فيه الألسنة الطويلة، وتخطب
فيه الرماح والسيوف على منابر الرقاب! (رجل
استشهد فأتي به فَعَرَّفَهُ نعمه فعرفها، قال جل وعلا: فماذا عملت فيها؟
قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، فيقول الله سبحانه: كذبت -إنك كذاب! إنك ما
أردت بذلك وجه الله، بل أردت التلميع السياسي والإعلامي- بل قاتلت ليقال:
هو جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار! ورجلٌ
تَعَلَّمَ العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال:
فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال له: كذبت!
بل تعلمت وعلمت ليقال: هو عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم
أمر به فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار) اللهم سلم سلم! اللهم سلم
سلم! عالم يا عباد الله ملأ المساجد علماً، وسود صفحات الجرائد والمجلات،
عالم تعلم العلم وعلم الناس، ولكنه أراد الشهرة والسمعة، وأراد المنزلة
والكرسي الزائل، والمنصب الفاني، أراد الوجاهة عند أولي الحكم والسلطان، ما
ابتغى بعلمه وجه الرحمن جل وعلا

اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا، اللهم ارزقنا
الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا، اللهم لا تجعل حظنا من ديننا قولنا، وأحسن
نياتنا وأعمالنا، وأحسن لنا الخاتمة يا أرحم الراحمين!
عالم تسعر به النار! وقارئ للقرآن تسعر به النار!

أما الثالث: (رجل
آتاه الله من أصناف المال -منّ الله عليه بالأموال- فأتي به فعرفه نعمه
فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت باباً من أبواب الخير تحب أن
ينفق فيه لك إلا وأنفقت فيها لك، قيل له: كذبت! بل تصدقت ليقال: جواد
-ليقال: المحسن الكبير، ليقال: المنفق السخي الكريم الباذل- فقد قيل، ثم
أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار).

إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني
فكم من زلة لي في البرايا وأنت علي ذو فضل ومنِّ
يظن الناس بي خيراًً وإني لشر الناس إن لم تعف عني ......






ولنا وقفه مع الرياء وخطورته على الفرد والمجتمع وعلاجه قبل تكمله الحساب‬








الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:45 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  25787_384233715492_222059925492_4426269_6771154_n



‫سلسله رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان *******************************************
تابع الحساب
**********************


كنا
وعدنا ان نتوقف على الرياء وخطورته قبل تكمله الحساب ************************************************


الرياء لغة: مشتق من الرؤية كما
قال الفيروزأبادي : راءيته مراءاة ورئاءً -أي: أريته خلاف ما أظهر-
والر...ياء اصطلاحاً مشتق من معناه اللغوي، فمعنى
الرياء اصطلاحاً: أن يبطن العبد شيئاً ويظهر شيئاً آخر.وحد الرياء
هو: إرادة العباد بطاعة رب العباد جل وعلا.فيا من تعملون ابتغاء مرضاة
الله اسجدوا لله شكراً، وسلوا الله أن يثبتكم على ذلك، ويا من تعمل
العمل ولا تبتغي به وجه الله، لا تريد إلا السمعة، ولا تريد إلا
الشهرة، ولا تريد إلا أن ترتقي مكانتك بين الناس، فاعلم أن عملك حابط؛
لأن الله جل وعلا لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً صواباً،
والخالص: هو ما ابتغيت به وجه الله، والصواب: هو ما كان موافقاً لهدي الحبيب
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الله جل وعلا: وَمَا أُمِرُوا
إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
[البينة:5]، وقال الله جل وعلا: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ
رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110].
وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من
حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى:
أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، فمن عَمِلَ عَمَلاً أشرك فيه معي غيري
تركته وشركه)، وفي لفظ: (فهو للذي أشرك وأنا منه بريء). الرياء: هو
الشرك الخفي، والشرك الأصغر، والرياء هو الذي يحبط الأعمال ويدمرها،
روى الإمام أحمد في مسنده بسند حسنه شيخنا الألباني في صحيح
الترغيب والترهيب من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (ألا أخبركم بما هو أَخْوَف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا:
بلى يا رسول الله! قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فَيُزِيِّنُ
صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه). يقوم الرجل فيصلي، فإذا انتبه أن
أحداً من الناس ينظر إليه زين صلاته، وتظاهر بالخشوع، وادعى الخشوع
والمسكنة والذلة بين يدي الله، هذا هو الشرك الخفي الذي خاف النبي صلى
الله عليه وسلم منه على أمته أكثر مما خاف عليهم من فتنة المسيح
الدجال، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

علاج الرياء
********************1
)-
الاستعانة بالله سبحانه وتعالى
*************************


أعظم

دواء لهذا الداء الذي يحبط العمل: أن تستعين بالله جل وعلا في أن
يرزقك الإخلاص، تضرع إلى الله في الليل والنهار أن يرزقك الإخلاص في
قولك وعملك، وسرك وعلنك، وهذا خليل الله إبراهيم، إمام الموحدين، وقدوة
المحققين، يتضرع إلى رب العالمين أن يجنبه وبنيه الشرك، قال الله عنه:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ [إبراهيم:35].

2)-
معرفة عاقبة الرياء في الدنيا والآخرة
********************************


الجرعة

الثانية من جرعات دواء الرياء: أن يعلم المرائي عاقبة الرياء في
الدنيا والآخرة.عاقبة الرياء في الآخرة أنه لا عمل له عند الله جل
وعلا! مهما صلى المرائي، ومهما أنفق المرائي، فسيأتي يوم القيامة لا
يجد له ركعة، ولا يجد له جنيهاًً واحداً، ولا يجد له عملاً واحداً،
لماذا؟ لأنه ما ابتغى بعمله وجه الله، الله جعل عمله كله هباءً
منثوراً، اللهم سلم سلم يا أرحم الراحمين! فعاقبة الرياء في الآخرة
الخسران.وفي الدنيا: المرائي يريد أن يرضي الناس بعمله، يريد أن ينال
المكانة والمنزلة في قلوب الناس، فيظهر عملاً وقولاً وسمتاً وسلوكاً،
والله جل وعلا يعلم من قلبه أنه يبطن خلاف ذلك، فإن كان الرياء في أصل
الدين -أي: يبطن الكفر ويظهر الإيمان- فهذا أغلظ أبواب الرياء، وصاحبه
مخلد في جهنم: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ
وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ
لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا
يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ
الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ
[البقرة:204-206]،أما إن استقر في قلبه أصل الدين والإيمان، وهو
يرائي الناس بالأعمال فقط، فهذا هو الشرك الأصغر، ويخشى على هذا أن
يختم له بسوء الخاتمة والعياذ بالله، فالمرائي لا جزاء له في الآخرة،
وفي الدنيا هو يرائي الناس؛ لأنه يريد أن يرضي الناس، ومن ظن أنه سيرضي
كل الناس فهو غبي جاهل، لو رضي كل الناس عن أحد، لرضوا عن الحبيب
المصطفى.يأتي إليَّ كثير من إخواني وقد تشنج وانفعل، ويقول: سمعت
فلاناً من الناس يتكلم فيك بسوء، إنه يبغضك، فأقول: هذه علامة خير، هذه
علامة صحة، ثم أقول: يا أخي! أتريد أن يحب كل الناس أحداً بعينه؟!
مستحيل! فلو كان الأمر كذلك لتعلقت كل القلوب بحبيب القلوب محمد بن عبد
الله، كيف وقد عادوه؟! كيف وقد آذوه؟! كيف وقد طردوه؟! كيف وقد
حاربوه؟! كيف وقد وضعوا النجاسة على ظهره؟! فمن ظن أنه سيرضي
كل الناس فهو غبي جاهل، بل والله لو رضي الناس عن أحد لرضي الناس عن
خالقهم جل وعلا، كل الناس لم يرضوا عن الخالق، الله خلقهم ورزقهم،
وأنعم عليهم، ومنهم من كفر بالله، ومن الناس من سب الله، إذاً:
فعلق قلبك بالله، وابتغ بقولك وعملك وجه الله، فلو اجتمع أهل الأرض
بالثناء عليك فلن يقربك ثناؤهم من الله إن كنت بعيداً عن الله، ولو
اجتمع أهل الأرض بالذم فيك فلن يبعدك ذمهم عن الله إن كنت قريباً من
الله، فما الذي يضرك؟! ماذا ينفعك مدح الناس وأنت مذموم عند الله؟!
ماذا يضيرك ذم الناس وأنت محمود عند الله، وقريب من الله؟! فعلق قلبك
بالله، واعلم يقيناً بأن من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى
عنه الناس المؤمنين الصادقين، فإن المنافق لا يحب مؤمناً على ظهر
الأرض، المنافق يبغض المؤمن كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ
وُدًّا [مريم:96] (وداً) أي: محبة في قلوب عباده المؤمنين، فإذا رأيت رجلاً
يبغض مؤمناً صالحاً فاعلم أن قلبه قلب خبيث مريض بالنفاق والعياذ بالله!
فإنه لا يحب المؤمن إلا مؤمن، ولا يبغض المؤمن إلا منافق كما في الصحيحين
من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (الناس معادن
كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)
وقال: (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها
اختلف)

3)- معاقبة
الله للمرائي في الدنيا بضد قصده ونيته
********************************


أن
الله يعاقب المرائي في الدنيا بضد قصده ونيته، والمعاقبة بضد القصد
والنية ثابت شرعاً وقدراً.ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم
من حديث ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سمّع
سمّع الله به، ومن راءى راءى الله به) نقل الحافظ ابن حجر في فتح
الباري عن الخطابي قال: أي: من عمل عملاً من أعمال الخير والطاعة يبتغي
أن يراه الناس، وأن يسمعوه، عاقبه الله بضد قصده ونيته، ففضحه الله جل
وعلا، وأظهر للناس باطنه.اللهم استرنا ولا تفضحنا،
فالمرائي يظهر الله سريرته ونيته، ويبين الله للناس قصده، ألم تسمع
أيها الحبيب أناساً يشهدون لرجل بالصلاح، ويشهدون لرجل بالنفاق، كما قال المصطفى:
(هذه الأمة هم شهداء الله في الأرض) لماذا؟ لأنه ظن المسكين أنه أغلق
على نفسه الأبواب والنوافذ، وأرخى الستور، وتجرأ على معصية الله جل
وعلا، فلم يره أحد، فليعلم بأن الله سيظهره ويفضحه على رءوس الأشهاد في
الدنيا قبل الآخرة، هذا لمن جاهر بالمعصية، وتجرأ عليها من غير خوف من
الله أما أن يزل الرجل بمعصية، فإذا قارف المعصية بكى، وارتعد
قلبه، وخاف من الله عز وجل؛ فهذا هو المؤمن التقي الذي أرجو الله أن
يختم لي وله بخاتمة التوحيد والإيمان، فإن الله قد ذكر المتقين في قرآنه، وذكر
من صفاتهم أنهم قد يقعون في الفاحشة، قال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ
وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا
فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ
يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:133-135].فشتان
بين مصر وبين وجل من الله العلي الأعلى جل وعلا.أيها الأحبة الكرام!
لا أريد أن أترك الحديث عن الرياء، فإن الأمر خطير، وكيف لا وهو أول
شيء يقضي الله فيه يوم القيامة؟! أول من يقضى عليهم يوم القيامة هم أهل
الرياء،

فوالله إن الأمر يحتاج إلى تذكير في كل لقاء، بل في الليل
والنهار؛ لتكون القلوب على وجل، وليكون المسلمون على حذر من الله، ليجدد
الإنسان نيته مع كل شربة ماء، ومع كل عطاء، ومع كل عمل، ومع كل دعوة،
ومع كل طاعة، أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال. ......


مع
انتظار باقى محاضره الحساب

*************************************‬





الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:46 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  25787_384661060492_222059925492_4439686_5318276_n





‫تابع سلسله رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان
******************************************


تابع الحساب
********************


أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة

**********************************


ما
هو أول ما يحاسب عليه العبد بين يدي الله جل وعلا؟ هذا هو عنصرنا
الثالث من عناصر هذا اللقاء. والجواب في الحديث الصحيح الذي رواه أبو
داود والنسائي والترمذي وابن ماجة وغيرهم، وصحح الحديث شيخنا
الألباني في صحيح الجامع من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من
عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر).والله
إن القلب ليبكي، وإن العين لتدمع، وإنا لما حل بأمة الصلاة لمحزونون!
فوالله إن من هذه الأمة من لا يدخل بيوت الله جل وعلا إلا في كل جمعة فقط،
ومن هذه الأمة من لا يدخل إلى المساجد إلا في العيدين! ومن هذه الأمة من لا
يدخل المسجد في حياته إلا مرة واحدة! لا من أجل أن يصلي، وإنما من أجل أن
يصلى عليه! وليته ما جيء به ليصلى عليه.الصلاة الصلاة! الصلاة الصلاة!
فإن آخر وصية أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة.الصلاة
ضيعتها الأمة إلا من رحم ربك جل وعلا، ومن صلى ضيع الصلاة بإخلالها،
ما اطمأن في ركوعه، ما اطمأن في سجوده، ما اطمأن في قيامه، ولقد روى
البخاري من حديث حذيفة بن اليمان أنه رأى رجلاً يصلي لا يتم
الركوع، ولا يتم السجود، فلما أنهى الرجل صلاته قال له حذيفة :
(والله ما صليت، ولو مت على هذا لمت على غير سنة محمد).أحذر من ينقرون
الصلاة كنقر الغراب! إذا وقف بعضهم في الصلاة واستمع إلى الإمام غلت
الدماء في عروقه! إن أطال الإمام يسيراً، يريد أن ينفلت من الصلاة!
بينما يقف في إستاد رياضي الساعات الطوال، ويقف أمام راقصة داعرة فاجرة
في عرس ساهر ماجن طوال الليل! وإن أطال الإمام يريد أن يتفلت! ثم يحتج
على ذلك بأحاديث لا يفهم مرادها ولا مناطها، والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا
من كلام ربنا، إلا أن القلوب خبيثة إلا من رحم الله سبحانه وتعالى،
فهذا صلى ولكنه لم يحسن الركوع ولا السجود، فقال له حذيفة بن
اليمان : (والله ما صليت، ولو مت على هذا لمت على غير سنة محمد) فماظنكم
بمن ضيع الصلاة؟! ما ظنكم بمن ترك الصلاة؟! قال جل في علاه: فَخَلَفَ
مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم:59]. ما هو الغي؟ قال ابن عباس وعائشة:
الغي نهر في جهنم، بعيد قعره، خبيث طعمه. وقال جل وعلا: كَلَّا
وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا
أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ *
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ * كُلُّ
نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي
جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ
فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ
نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ *
وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا
الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ * فَمَا
لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ
مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ
امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً * كَلَّا بَلْ لا
يَخَافُونَ الآخِرَةَ * كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ
ذَكَرَهُ [المدثر:32-55]. أيها المسلم! لماذا تعرض عن التذكرة لماذا
أعرضت عن الله يا من ضيعت الصلاة؟! لماذا أعرضت عن رسول الله؟! كم من
المسلمين من يجلس على المقاهي ويسمع الأذان: حي على الصلاة ولا يجيب
وهو مسلم يدعي الإسلام، ويتغنى به، بل ولو ذهبت لتذكره لقال لك: إنني
أحمل قلباً أبيض كاللبن، وقلبه أسود من ظلام الليل، لو كان قلبه يحمل
ذرة إيمان لاتقى الرحمن، ولانقاد لسيد ولد عدنان، وسمع النداء: حي على
الصلاة، وقام يسرع كما يسرع لشهوة حقيرة من شهواته، وكما يسرع للذة
فانية من لذات الدنيا، لو جاءه عقد عمل في دولة من الدول، وقيل له:
الطائرة ستقلع في السادسة صباحاً، أو في جوف الليل، لذهب إلى المطار
قبل الموعد بساعات، لماذا؟ لأنه ينطلق إلى عمل من أعمال الدنيا، إلى
لذة من لذائذه، أما أمر الله فيجلس على المقهى، ويجلس على المعصية، ويجلس
أمام التلفاز في الليل والنهار، أمام المباريات والمسلسلات والأفلام،
ويأتيه التلفاز الخبيث ليقول له: حان الآن موعد صلاة الظهر! حان الآن موعد
صلاة العصر! هل يتحرك هذا المسلم؟! وهل هذا مسلم؟! كيف يسمع الأذان ولا يتحرك؟!
أين إسلامك؟! أين إيمانك؟! كفى هذا الزعم الباهت الذي لا يغني ولن يغني
عنك من الله شيئاً، أين صلاتك؟! أين إذعانك لله وانقيادك لرسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم؟ يسمع النداء ولكنه لا يحمل قلباً، فإن قلبه قد مات،
ولا يحمل أذناًُ فإن أذنه قد صم إلا على الأغاني الماجنة، إلا على المسلسلات
الخليعة الفاجرة، إلا على المباريات التافهة التي حولت الأمة من الجد
إلى الهزل، يوم أن ضيعت الأمة الجد والرجولة، وعشقت الهزل واللعب. ......
خطر ترك الصلاة **********************روى
مسلم من حديث جابر بن عبد الله أنه صلى الله عليه وسلم قال: (بين
الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) والحديث في صحيح مسلم، وفي الحديث
الصحيح الذي رواه أبو داود والترمذي وصححه شيخنا الألباني من
حديث بريدة أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العهد الذي
بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، هل تصدقون رسول الله؟! اسمع
هذه الكلمات يا من تدعي الإيمان برسول الله وقد ضيعت الصلاة، والله يكاد
قلبي أن ينخلع! الرسول يقول: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها
فقد كفر) سيقول رجل: يا شيخ! لكنني أصلي في البيت، هل أنت امرأة؟! هل
فيك الحيض؟! لا يصلي في البيوت إلا النساء،لماذ بنيت المساجد؟! هل
ليصلي المسلمون في البيوت؟!أحذر هؤلاء الذين تخلفوا عن الصلاة بالحديث
الذي رواه ابن ماجة وصححه الألباني من حديث أسامة بن زيد رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لينتهين رجال عن ترك
الجماعة أو لأحرقن بيوتهم)، الرسول توعد من صلى في بيته وترك الجماعة
أن يحرق عليه بيته. وصلاة الفجر! آه من صلاة الفجر! ذلكم المقياس
الدقيق الذي يظهر النفاق وأهله من الإيمان وأهله، صلاة الفجر مقياس، إن
كنت ممن يحافظ على الفجر فأبشر واستبشر خيراً، فأنت من أهل الإيمان،
وإن كنت ممن ينام عن الفجر فاعلم أن قلبك قد ملئ بالنفاق وأنت لا تدري
يا مسكين! يا من سهرت الليل كله أمام التلفاز وضيعت الفجر، يا من سهرت
الليل كله أمام الأفلام الداعرة وضيعت الفجر اسمع لرسولك في الحديث
الذي رواه البخاري ومسلم، قال عليه الصلاة والسلام: (أثقل صلاة
على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء) هما أثقل صلاة على المنافقين
بشهادة الصادق الأمين، يا من ضيعت الفجر محكوم عليك بالنفاق من كلام
الصادق. نقب وفتش المساجد في صلاة الفجر تجدها تبكي!والله لا نصرة
للأمة إلا إذا عادت إلى الله، إلا إذا امتلأت المساجد في صلاة الفجر
كما تمتلئ في صلاة الظهر، الفجر ضاع وأنت نائم، كن نائماً إلى أن
تستيقظ بين الأموات في القبور! يا من ضيعت الفجر احذر النفاق ونقب عن
النفاق في قلبك الآن، لماذا تضبط المنبه على وقت العمل، ولا تضبط
المنبه على وقت الصلاة؟!في صحيح البخاري أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: (من ترك صلاة العصر -أي: متعمداً- فقد حبط عمله) هذا
كلام الصادق إن كانت الأمة تصدق الصادق! فكيف تضيع العصر عامداً، أمام
التلفاز من أجل المباراة؟ روى مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود
قال: (من سره أن يلقى الله تعالى غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء
الصلوات حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، ولو صليتم في بيوتكم كالمتخلف
الذي يصلي في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا
وما يتخلف عن صلاة الجماعة إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتى بالرجل
يهادى به -يتمايل بين الرجلين من المرض حتى يقام في الصف).أكتفي
بهذا وأسأل الله أن يستر علي وعليكم في الدنيا والآخرة، اللهم اهد ضال
المسلمين، اللهم اهد ضال المسلمين. اللهم رد الأمة إلى الدين رداً
جميلاً، اللهم رد الأمة إلى الدين رداً جميلاً، اللهم رد الأمة إلى
الدين رداً جميلاً، اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن
لنا ولا تكن علينا، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك،
ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، أنت ولي ذلك

والقادر عليه.مع انتظار تكمله باقى الحساب


*************************************‬




الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 12:48 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  30039_387178675492_222059925492_4497158_7439874_n




‫تابع سلسله الدار الاخره للشيخ محمد حسان
****************************************

الميزان


*********
من عدل الله عز وجل أنه ينصب
ميزاناً يوم القيامة
للحساب، ويزن فيه الأعمال من خير وشر، فالمؤمن يفرح
بعمله الصالح،
ويظهر فضله، والكافر يحزن ويتحسر، ويظهر ذله وخزيه، والميزان
من الأمور
الغيبية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله، فالواجب على المسلم أن
يؤمن
به كما أخبر الله تعالى عنه.

حقيقة الميزان
**************


فهل
يا ترى بانتهاء الحساب تنتهي أهوال القيامة؟!!
الجواب: كلا! بل إذا
انقضى الحساب أمر الله جل وعلا أن ينصب الميزان؛ فإن
الحساب هو لتقرير
الأعمال، والميزان لإظهار مقدارها؛ ليكون الجزاء بحسبها،
وليظهر عدل
الله للبشرية كلها في ساحة الحساب، فتوزن أعمال المؤمن لإظهار
فضله،
وتوزن أعمال الكافر لإظهار خزيه وذله على رءوس الأشهاد، قال عز وجل: وَمَا

رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ [فصلت:46].
فما هو الميزان؟ وما الذي
يوزن فيه؟ وما هي الأعمال التي تثقل في الميزان
يوم القيامة؟


الميزان
على صورته وكيفيته التي يوجد عليها هو من الغيب الذي أمر الصادق
المصدوق
أن نؤمن به من غير زيادة ولا نقصان، وهذه هي حقيقة الإيمان، ويا
خسران
من كذب بالغيب وأنكر وضع الميزان، وقدح في آيات الرحيم الرحمن،
ولقد
نقل الحافظ ابن
حجر رحمه الله إجماع أهل السنة على الإيمان بالميزان،
وأن الميزان له
لسان وكِفتان أو كَفتان -بكسر الكاف وفتحها، واللغتان
صحيحتان- وأن أعمال
العباد توزن به يوم القيامة.

هل تستطيع أن
تتصور ميزاناً يوضع في يوم القيامة
يقول فيه المصطفى صلى الله عليه
وسلم: (لو
وزنت فيه السماوات والأرض لوزنهما)؟
وكيف تتصور هذا
الميزان؟!
ففي الحديث الذي رواه الحاكم
في المستدرك، وصححه على شرط
مسلم
، وأقره الذهبي،
وصحح إسناد الحديث الألباني
في السلسلة
الصحيحة، من حديث سلمان
الفارسي أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (يوضع
الميزان يوم القيامة، فلو وزنت فيه السماوات والأرض لوسعت،
فتقول الملائكة
إذا رأت الميزان: يا رب! لمن يزن هذا؟ فيقول الملك جل
وعلا: لمن أشاء من
خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك! ما عبدناك حق
عبادتك).
فإذا رأت الملائكة الميزان عرفت أنها ما عبدت الرحمن حق
عبادته، وهذا من
شدة الرعب والهول؛ فإن مشهد الميزان من أرهب مشاهد
القيامة.
فالميزان حق، قال جل وعلا: وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ
الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ
شَيْئًا وَإِنْ
كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا
وَكَفَى بِنَا
حَاسِبِينَ [الأنبياء:47].


أقسام الناس عند
الميزان

************************
بين الله
تعالى أن الميزان إن ثقل ولو بحسنة واحدة
فقد سعد صاحبه سعادة لا يشقى
بعدها أبداً، وإن خف الميزان ولو بسيئة واحدة
فقد شقي صاحبه شقاوة لا
يسعد بعدها أبداً، قال جل وعلا: فَإِذَا
نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا
أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا
يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ

ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ

خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي
جَهَنَّمَ
خَالِدُونَ * تَلْفَحُ
وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ
[المؤمنون:101-104].


فمن ثقل ميزانه ولو بحسنة سعد سعادة لا
شقاوة بعدها أبداً، ومن خف ميزانه
ولو بسيئة شقي شقاوة لا سعادة بعدها
أبداً، أما من استوت موازينه بأن تساوت
حسناته مع سيئاته، فهؤلاء -على
الراجح- هم أهل الأعراف الذين يحبسون على
قنطرة بين الجنة والنار،
وهؤلاء قصرت بهم سيئاتهم فلم يدخلوا الجنة،
ومنعتهم حسناتهم من أن
يدخلوا النار، فحبسوا على قنطرة بين الجنة والنار،
فإذا التفت أهل
الأعراف إلى أهل الجنة سلموا عليهم، كما قال عز وجل: سَلامٌ
عَلَيْكُمْ
لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ [الأعراف:46]. أي: لم يدخل أهل
الأعراف الجنة وهم يرجون رحمة
الله، ويطمعون أن يدخلهم الجنة، فإذا ما
التفتوا إلى الناحية الأخرى ورأوا
أهل الجحيم في الجحيم؛ تضرعوا إلى
الملك العليم ألا يجعلهم مع القوم
الظالمين، كما قال جل وعلا:
وَبَيْنَهُمَا
حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا
بِسِيمَاهُمْ
وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ
لَمْ يَدْخُلُوهَا
وَهُمْ يَطْمَعُونَ * وَإِذَا
صُرِفَتْ
أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا

تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأعراف:46-47].
إذاً: أيها
المسلم! حري بك إذا ما تعرفت على أقسام الموازين الثلاثة ألا
تحتقر أي
عمل صالح وإن قل، وألا تستهين بمعصية وإن صغرت، فبحسنة واحدة قد
يثقل
الميزان، وبسيئة واحدة قد يخف الميزان، بل بكلمة واحدة قد تنال رضوان
الرحمن،
وبكلمة واحدة قد تنال سخط الجبار سبحانه وتعالى.
ففي الصحيحين من حديث
أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن
العبد ليتكلم
بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها
درجات، وإن
العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوى بها
في
جهنم).
فقد يستهين كثير منا بخطورة الكلمة، وكم من كلمات أشعلت حروباً
بين أمم
ودول؟! بل بكلمة يهدم بيت، وبكلمة يدخل المرء دين الله، وبكلمة
يخرج المرء
من دين الله، وبكلمة يستحل الرجل فرج امرأة، وبكلمة يحرم
عليه فرجها؛
فالكلمة لها خطرها في دين الله، فبكلمة تنال الرضوان،
وبكلمة قد يتعرض
المرء لسخط الرحمن، فحسنة قد تدخل العبد الجنة؛ لأنها
تثقل ميزانه، وسيئة
قد تدخل العبد النار؛ لأن بها يخف ميزانه عند الملك
القهار جل وعلا.
ولذا ثبت في صحيح مسلم
من حديث أبي
ذر أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا
تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن
تلقى أخاك بوجه طليق).
فلا تقل: هذا عمل بسيط، وهذه طاعة صغيرة أو
حقيرة؛ فكم من عمل صغير عظمته
النية!

بل لقد قال الصادق المصدوق
صلى الله عليه وسلم -كما في الصحيحين من حديث أبي
هريرة-: (إن

بغياً -أي: زانية- من بغايا بني إسرائيل دخلت الجنة في كلب -كيف ذلك؟!-
مرت
على كلب يلهث يأكل الثرى من شدة العطش، فعادت إلى بئر ماء فملأت موقها
-أي:
خفها- ماءً وقدمته للكلب فشرب، فغفر الله لها بذلك)
أود أن أقول: إذا
كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا، فكيف تصنع
الرحمة بمن وحد
رب البرايا؟!
فنحتاج إلى رحمة، فالرحمة والرفق -يا شباب- يصلحان ولا
يفسدان أبداً،
والشدة والعنف -يا شباب- يهدمان ويفسدان ولا يصلحان
أبداً، وهذه سنة الله
في خلقه، قال صلى الله عليه وسلم: (ما
كان
الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع الرفق من شيء إلا شانه).
وقد حدثنا
المصطفى صلى الله عليه وسلم عن امرأة حبست هرة -أي: قطة- فدخلت
بسببها
النار. والحديث رواه البخاري
ومسلم
من حديث ابن
عمر رضي الله
عنهما.
وجاء في الصحيحين من حديث عدي
بن حاتم عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: (فاتقوا
النار ولو بشق تمرة).
أي: ولو بنصف تمرة
تتصدقون بها لوجه الله، فقد ينجو العبد من النار بشق
تمرة، فإن ثقل
الميزان بحسنة سعد صاحب هذه الحسنة سعادة لا شقاوة بعدها
أبداً، وإن خف
الميزان بسيئة شقي العبد شقاوة لا سعادة بعدها أبداً، وإن
تساوت
الموازين فهؤلاء هم أهل الأعراف، والراجح من أقوال كثيرة لأهل العلم:

أن الله جل وعلا يتغمدهم برحمته، فيدخلهم الجنة.


مع انتظار تكمله
باقى الميزان
*****************************‬





الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالثلاثاء 26 أبريل 2011, 12:39 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مسلمة حفيدة عائشة
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
عدد المساهمات : 1057
عدد النقاط : 1995
تقيم الاعضاء : 31

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان




 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  31434_389376265492_222059925492_4546381_8364009_n



سلسله الدار الاخره للشيخ محمد حسان
***************************************

الصراط
**********


كنا قد توقفنا في اللقاء الماضي
مع مشهد الميزان، وقلنا: إن الحساب لتقرير الأعمال، وإن الوزن لإظهار
مقدارها ليكون الجزاء بحسبها.
فإذا وزنت الأعمال، وتقرر الجزاء، وما بقي إلا أن يلقى كل واحد مصيره،
فيأمر الملك جل وعلا أن ينصب الصراط على متن جهنم؛ ليمر عليه المتقون إلى
جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدراً، ليمر عليه المتقون إلى جنات عدن،
وليمر عليه المشركون والمجرمون إلى نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى.
وهذا هو موضوعنا اليوم مع حضراتكم بإذن الله جل وعلا، فإننا اليوم على
موعد مع مشهد الصراط بعد الميزان.

قال الإمام ابن
أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية: اختلف المفسرون في قوله
تعالى: وَإِنْ
مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم:71] يعني: جهنم والعياذ بالله، فقال بعض أهل العلم:
الأظهر والأقوى أن الورود في الآية هو: المرور على الصراط، (وَإِنْ
مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) أي: لابد لكل أحد أن يرد على النار، أي: من
فوق الصراط.

، روى مسلم
من حديث عائشة
قالت: يا رسول الله! أين يكون الناس حين تبدل الأرض غير الأرض والسماوات،
وبرزوا لله الواحد القهار؟ فقال المصطفى: (يا
عائشة!
هم في الظلمة دون الجسر)، وفي لفظ في مسلم:
قال: (هم
على الصراط، فيلقي الله ظلمة حالكة السواد لا يستطيع مخلوق أن يتحرك إلا
بنور، وهنا يقسم الله الأنوار ، قال ابن
مسعود : فمنهم من يكون نوره كالجبل -هنا يقسم الله الأنوار بقدر
الأعمال- ومنهم من يكون نوره كالنخلة، ومنهم من يكون نوره كالرجل القائم،
وأدناهم نوراً من يكون نوره على إبهامه -أي: على أصبع قدمه الكبير- يتقد
مرة وينطفئ مرة، ومنهم من تحيط الظلمة به من كل ناحية)، وأثر ابن
مسعود رواه أحمد
والحاكم
وابن
حبان وابن
أبي حاتم، وصححه الألباني
وغيره، قال الله: يَوْمَ
لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ
يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ [التحريم:8]، يقسم الله الأنوار على أهل
الإيمان كل بحسب عمله في الدنيا، قال تعالى: يَوْمَ
تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ [الحديد:12].
وإذا أراد المنافقون أن يقتربوا من الصراط سلب الله نورهم، أو كما قال الضحاك
: طفئ نور المنافقين، فيتمايز أهل النفاق من أهل الإيمان، فإذا رأى أهل
الإيمان نور المنافقين طفئ على الصراط وجلوا وأشفقوا، وقالوا: رَبَّنَا
أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ [التحريم:8]، حينئذ يرى أهل النفاق في
الظلمات الحالكة أهل الأنوار من أهل الإيمان والتوحيد ينطلقون على الصراط
فينادي المنافقون أهل الظلمات على أهل الإيمان من أهل الأنوار: يا أهل
الإيمان! يا أهل الأنوار! انظرونا نقتبس من نوركم، لا تتركونا في هذه
الظلمات الحالكة السواد! انتظرونا لنمشي في رحاب أنواركم. قِيلَ
ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا [الحديد:13]، وهذا من جنس الخداع للمنافقين كما خادعوا الله في
الدنيا يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ [النساء:142] هذه هي اللحظات الحرجة! (قِيلَ
ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ
لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ
الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ
[الحديد:13-14] أي: ينادي أهل النفاق أهل الإيمان..
أهل الأنوار: أَلَمْ
نَكُنْ مَعَكُمْ [الحديد:14] ألم نصل معكم الجمعات؟! ألم نحضر معكم الجماعات؟!
ألم نشهد معكم الغزوات؟! ألم نقف معكم على عرفات؟! ألم نؤد معكم سائر
الواجبات؟! قَالُوا
بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ [الحديد:14] أي: بالشهوات والمعاصي والملذات والذنوب والشبهات.
وَتَرَبَّصْتُمْ
[الحديد:14] أي: بالحق وأهله والسنة وأهلها. وَارْتَبْتُمْ
[الحديد:14] تشككتم في البعث والميزان والصراط
والنار. (وَغَرَّتْكُمُ
الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ [الحديد:14] حتى جاءكم الموت، وانتقلتم من علم اليقين إلى عين
اليقين،

في سنن ابن
ماجة بسند صحيح من حديث ابن
عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: (نحن
آخر الأمم وأول من يحاسب يوم القيامة، فيقال: أين الأمة الأمية ونبيها؟
فنحن الآخرون الأولون)، وفي رواية أخرى لـابن
عباس: (فتفرز
لنا الأمم طريقنا، فنمضي غراً محجلين من أثر الوضوء، فتقول الأمم في أرض
القيامة: كادت هذه الأمة كلها أن تكون أنبياء!)
يقول الحبيب: (فأكون
أنا وأمتي أول من يجوز، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ:
اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان).
الخطاطيف: جمع خطاف: وهو الحديدة المعروفة، والكلاليب: جمع كلوب، والكلوب:
بمعنى الخطاف. والسعدان: نبت له شوكة عظيمة كالخطاف، صلبة قوية، فالنبي صلى
الله عليه وسلم يشبه الكلاليب والخطاطيف التي تخطف الناس من على الصراط
لتلقي بهم في جهنم والعياذ بالله بشوك السعدان.
ثم قال: (هل
تعرفون شوك السعدان؟ قالوا: نعم يا رسول الله! قال: فإنها مثل شوك السعدان
غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم
الموبق بعمله، ومنهم المجازى حتى ينجى).



عن أبي
سعيد الخدري -في صحيح مسلم-
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثم
يشفع المؤمنون -أي: في إخوانهم الذين سقطوا في النار- فيقول المؤمنون:
ربنا! إن إخواننا كانوا يصلون ويصومون ويحجون معنا، فيقول الله جل وعلا:
ارجعوا فأخرجوا من النار من عرفتم.
فيرجعون فيعرفونهم في النار بأثر السجود، فإن الله حرم على النار أن تأكل
من ابن آدم أثر السجود، ثم يرجعون إلى الله فيقولون: ربنا لم نذر فيها
أحداً ممن أمرتنا به، فيقول الملك جل جلاله: ارجعوا -أي: مرة ثانية- فمن
وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم
يقولون: ربنا لم نذر فيها أحداً ممن أمرتنا به، فيقول الملك -للمرة
الثالثة-: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه.
فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يعودون ويقولون: ربنا لم نذر فيها أحداً ممن
أمرتنا به. فيقول الملك -للمرة الرابعة-: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال
ذرة من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقاً كثيراً. ثم يقول -الملك الرحيم الرحمن
غافر الذنب وقابل التوب، أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، ورب العالمين جل
وعلا-: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم
الراحمين).

لك الحمد يا سيدي على حلمك بعد علمك، لك الحمد يا خير راحم، وإن عذبت فغير
ظالم، فإن عفوت فخير راحم، لك الحمد على حلمك بعد علمك، وعلى عفوك بعد
قدرتك، يا سيدي! إن رأينا ذنوبنا فزعنا، وإن رأينا حلمك وجودك وكرمك طمعنا.
يقول المصطفى: (فيقبض
الله قبضة من النار، فيخرج من النار خلقاً كثيراً، يخرجون حمماً -أي: قد
احترقوا من شدة النار- فيلقي عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، من أنهار على
أفواه الجنة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل! فيخرجون كاللؤلؤ، في
رقابهم الخواتيم، يعرفهم أهل الجنة فيقولون: هؤلاء عتقاء الرحمن من النار،
أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه!) اللهم اجعلنا من عتقائك
من النار برحمتك يا عزيز يا غفار.







ولنا باقيه مع الصراط انتظرونا
************************************************‬





الموضوع الأصلي : ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: مسلمة حفيدة عائشة

 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالأربعاء 27 أبريل 2011, 8:51 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

امة الله
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسى
الرتبه:
عضو ماسى

البيانات
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 27/12/2010
عدد المساهمات : 1651
عدد النقاط : 3666
تقيم الاعضاء : 54

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


ماااااااااااااااااشاء الله
ربي يحفظك من كل مكروه
سلمت يداكي غاليتي
[img] ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  Fekrh-comf6c7641bfb[/img]





 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالجمعة 29 أبريل 2011, 4:41 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

مولود الإسلام
الكاتب:
اللقب:
المدير العام .
مؤسس المنتدى .
الرتبه:
المدير العام . مؤسس المنتدى .

البيانات
البلد : مصر
الجنس : ذكر
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
عدد المساهمات : 2177
عدد النقاط : 5403
تقيم الاعضاء : 87

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://3badelr7man.0wn0.com/


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


ما شاااااااااااء الله

جزاكم الله خيرا ياختنا الكريمه

وجعله الله فى ميزان حسناتكم

ولكن هذه السلسه مفرغه
يجب ان تكون فى قسم الخطب المفرغه
ساقوم بنقلها
جزاكم الله خيرا


..





 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالأحد 15 مايو 2011, 2:25 am
المشاركة رقم:
المعلومات

Ali Chouaibi
الكاتب:
اللقب:
المـدير العـــام
الرتبه:
المـدير العـــام

البيانات
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 22/12/2010
عدد المساهمات : 413
عدد النقاط : 941
تقيم الاعضاء : 15

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


السلام عليكم

بسم الله ما شاء الله - فعلا ما قدمتموه في غاية الروعة واشبه بالكمال
حيث ان الكمال لله وحده ولا يشابه ويضاهيه شئ


ارجو ان تكون هناك من الإضافات من الإخوة والأخوات الكرام
ما استطاعو من نقل ما علموا من دروس أو خطب مفرغة جديدة أم قديمة كانت
فالفائدة منها كريمة وجليلة وليس كلّ ما هو قديم ليس منه نفع أو جدوى


فهناك اشياء من القدم تضهر عودة لها في ايامنا
وهنا تأتي من الدروس ومن الخطب ما يبين لنا مدى قيمة
ما ضهر في ايامهم من سيآت أو حسنات ما كان من أمور حدثت
في تلك الأزمنة والتي عادت وكأنّ عجلة الأيام باتت تدور للوراء


واني ارجو ان اكون اول او بعبارة اخرى من بين من ينقلون ان شاء الله
دروسا او خطبا ان امكن لي طبعا بنقلها معكم الى هنا وكل يكون في قسمه الخاص بحول الله


اكرر الشكر الجزيل لمن كان له بادرة النقل الكريم في قسم جعل ولفترة شبه طالت
وهي خاوية من ثراء العطاء من شيوخنا الأفاضل وها قد بات عامرة بعون الله
وبمجهودات من ساهمو في نشر الخطب والدروس وهذا لشرف كريم لمن كانت منه المبادرة الكريمة
فجازاكم الله عنّا كل خير


أحبّكم في الله





 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  I_icon_minitimeالأربعاء 18 مايو 2011, 1:35 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

avatar
الكاتب:
اللقب:
عضو جديد
الرتبه:
عضو جديد

البيانات
الجنس : ذكر
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 18/05/2011
عدد المساهمات : 5
عدد النقاط : 11
تقيم الاعضاء : 0

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: جزالكم الله خير



‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان


قلــــــــ مؤمنة ــــــب كتب:
 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  26948_381421065492_222059925492_4359079_4302995_n



‫تابع *** سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان ************************************************

اولا ****
علامات الساعه الكبرى
****************************

2 )) - نزول سيدنا عيسى من السماء إلى الأرض
******************************************


بين لنا الله عز و جل أنه رفع سيدنا عيسى إليه إلى يوم
الوقت المعلوم، الذي سينزله فيه مرة أخرى إلى الأرض؛ ليكون علامة كبرى على
قيام الساعة، فقال تبارك وتعالى في سورة الزخرف مخاطباً نبيه المصطفى: وَلَمَّا
ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ))

وفي الصحيحين من حديث أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي
نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب،
ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد)

صفات سيدنا عيسى
*********************


أيها الحبيب! لا تعجب إذا قلت لك: بأن الصادق
المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، قد بين وحدد لنا شكل عيسى ووصف لنالونه
ووجهه عليه السلام، بل وثيابه ورأسه وعرقه، وفي أي مكان ينزل.
اسمع ماذا قال الحبيب! والحديث رواه أبو
داود في سننه بسند صحيح من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (ليس
بيني وبين عيسى نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، إنه رجل مربوع -أي:
ليس بالقصير ولا بالطويل ولا بالنحيف ولا بالسمين- إلى الحمرة والبياض كأن
رأسه يقطر ماء من غير بلل).
وفي رواية النواس
بن سمعان في صحيح مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، أنه صلى الله
عليه وآله وسلم قال: (ينزل
عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين)، وفي رواية: (بين
ممصرتين أو مهرودتين -أي: ثوبين مصبوغين بصفرة خفيفة يسيرة- واضعاً كفيه
على أجنحة ملكين).
ثم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا
طأطأ رأسه قطر، وإذا رفع رأسه تحدر منه جمان كحبات اللؤلؤ) أي: إذا
رفع عيسى رأسه نزلت حبات من الماء على وجهه كحبات لؤلؤية فضية بيضاء، وإذا
رفعه تحدر منه جمان كحبات اللؤلؤ، وصف عجيب!
وينطلق نبي الله أول الأمر إلى بيت المقدس -اللهم طهره من دنس اليهود يا
عزير يا حميد- وأبشر أيها الحبيب! فهناك حيث حاصر الدجال
المسلمين حصاراً عنيفاً، وفتن المسلمين فتنة قاسية شديدة، قال المصطفى: (فينزل
نبي الله عيسى على المسلمين الموحدين -من أتباع سيد النبيين- وهم يصلون
صلاة الصبح)، فإذا رأى الإمام الفطن الذكي نبي الله عيسى عرفه فتقهقر
-أي: أراد أن يرجع إلى الخلف- ليتقدم نبي الله عيسى، فيقول له نبي الله:
لا، ويأخذه من كتفه ويقدمه، ويقول: صل أنت فإن الصلاة لك أقيمت، فإن بعضكم
على بعض أمراء، تكرمة الله لأمة محمد)، أي: تكرمة الله لهذه الأمة الميمونة
المباركة، فمن بين أضلاع هذه الأمة من يصلي إماماً بنبي الله عيسى!

(فيصلي
نبي الله عيسى خلف إمام المسلمين، فإذا انتهوا من الصلاة انطلق نبي الله
عيسى إلى باب بيت المقدس، وأمرهم أن يفتحوا الباب، فإذا فتحوا الباب رأوا الدجال
خلف الباب، معه سبعون ألف يهودي بالسيوف، فإذا نظر الدجال
إلى نبي الله عيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء، فيتبعه نبي الله عيسى
ويمسك به عند باب لد الشرقي (فيقتله.))

الرخاء بعد مقتل الدجال
****************************


جاء في مسند الإمام أحمد وصحيح
ابن حبان، وصحح السند الحافظ ابن
حجر من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه وفيه: أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (فيهلك
الله في زمان عيسى الملل كلها إلا الإسلام).. إِنَّ
الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19]، وكما وعد في قرآنه:

(فيهلك
الله الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله المسيح
الدجال ، وتنزل الأمنة في الأرض -أي: الأمان- حتى ترتع الأسود مع
الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم) الله أكبر!
وفي حديث أبي
أمامة وسنده صحيح، قال المصطفى: (فيكون
الذئب مع الغنم كأنه كلبها، ويمر الوليد على الأسد فلا يضره، وتمر الوليدة
على الحية فلا تضرها)، رفع الظلم واستقر الأمن والأمان والرخاء، وزادت
البركة، وكثر الخير.
بل وفي رواية النواس
بن سمعان قال صلى الله عليه وسلم: (فيقال
للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، ويبارك في الضرع حتى إن اللقحة من الإبل
-وهي التي وضعت ولدها حالاً- لتكفي الفئام من الناس -أي: لتكفي الجماعة
الكبيرة من الناس- وإن الرمانة لتكفي الفئام من الناس، وإنهم ليستظلون
بقحطها)



وفى انتظار البقيه مع ظهور يأجوج ومأجوج وموت سيدنا عيسى عليه السلام‬










الإشارات المرجعية
الــرد الســـريـع
..


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)




مواضيع ذات صلة


 ‫سلسله محاضرات رحله الدار الاخره للشيخ محمد حسان  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Bookmark and Share


<div style="background-color: #15eb60;"><a href="http://news.rsspump.com/" title="news">news</a></div>

Loading...




 تحويل و برمجة فريق منتديات احلى حكاية لدعم الفنى و التطوير
facebook twetter twetter twetter