!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
السبت 06 أغسطس 2011, 12:43 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: (إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍۢ كَٱلْقَصْرِ 32 كَأَنَّهُۥ جِمَٰلَتٌۭ صُفْرٌۭ)) (إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍۢ كَٱلْقَصْرِ 32 كَأَنَّهُۥ جِمَٰلَتٌۭ صُفْرٌۭ)) إضغط هنا ↓ لترى صورة لجزء من سطح الشمس (عن ناسا) http://www.nasa.gov/images/content/171879main_LimbFlareJan12_lg.jpg الشمس جرم ملتهب كروي ، تدور حول نفسِها من اليمين إلى الشمال ، وتكمل دورتَها بمدّة 25 يوماً و5 ساعات ، وقد استدلّوا على دورتِها بواسطة بقع على سطحِها ، فرأَوا تلك البقع تسير من اليمين إلى الشمال وبعد 25 يوماً و5 ساعات تصل إلى محلِّها الأوّل ، فعرفوا أنّ الشمس تدور حول نفسِها وتكمل دورتَها بِهذه المدّة . وقدّروا حجمَها أكبر من الأرض بمليون مرّة ، ولكنّها تتقلّص كلّما قلّت حرارتُها وبرد وجهُها وبذلك يصغر حجمُها لأنّها قد هرمت ودنا أجلُها 1 والشمس جرمٌ جاذبٌ للسيّارات وتوابعها من الأقمار والنيازك ، والجميع يسمّى "المجموعة الشمسيّة" . والشمس ثابتة في مكانِها والسيّارات تدور حولَها ، ومنشأ الشمس من النجوم ،أي أنّها كانت من إحدى النجوم فجذبت إلَيها من الأحجار النيزكيّة فصارت شمساً ، حيث أنّها أخذت تنمو وتكبر بواسطة النيازك التي انجذبت إليها ، والخلاصة أنّها كانت نجمة فأصبحت شمساً . وسوف تنتهي حياتها كما انتهت حياة من قبلها من الشموس 2 فحينئذٍ يقلّ ضوؤها ثمّ يبرد وجهها بمدّة ألفي سنة فتكون أرضاً ، ثمّ تنفجر وتكون تسع عشرة قطعة وتنجذب إلى أقرب شمسٍ لَها ، ثمّ يبرد وجه تلك القطع تماماً فتكون سيّارات تدور الشمس الجديدة ثمّ يخلق الله تعالى فيهنّ أحياءً وتكون أراضي مسكونة كأرضنا ؛ وهكذا كلّما انتهت حياة السيّارات تمزّقت فصارت نيازك وقامت تلك الشمس الميّتة مقامَهنّ فتكون سيّارات جديدة . وأمّا النيازك فإنّها تتمزّق أيضاً وتكون ذرّات منتشرة في الفضاء ، وما يبقى من لنيازك تجذبُها الشمس إليها . وعلى هذا المنهج فالكون مستمرّ ؛ حيث كلّما تمزّقت مجموعة شمسيّة قامت أخرى مقامَها . قال الله تعالى في سورة التكوير {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، ومعناها تقطّعت وصارت كراتٍ عديدةً أي صارت سيّارات كرويّة . فكُوِّرَتْ معناها تقطّعت ، ومن ذلك قول حسّان : وما الفخرُ إلاّ أنْ تكونَ عِمامتي مكوّرَةَ الأطراف بِالصارِمِ الهِندي والمعنى : وما الفخر إلاّ أنْ أدخلَ الحرب فأضربَ الأعداء ويضربوني حتّى تتقطّع عمامتي بسيوفِهم . وقال عزّ من قائل في سورة إبراهيم {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} ، فالأرض هنا يريد بها كلّها ، والمعنى : يوم تبدّل الأرض التي تمزّقت فصارت سيّارات بأرضٍ غيرها تقوم مقامَها فتكون سيّارات أيضاً ، وهي شمسنا الحاليّة تنتهي حياتُها ثمّ تنفجر فتكون سيّارات ؛ قال الله تعالى في سورة المدثر {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ . لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ . لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ . عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} ، فسَقَر هي الشمس الجديدة التي تظهر بعد انفجار شمسنا الحاليّة وهي جهنّم التي يتعذّب فيها الكافرون يوم القيامة ، وأمّا قوله تعالى {لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ} أي تتراءى للناس اليوم من بعيد ، والمعنى إنّ الناس يرَونَها كنجمة صغيرة لأنّها بعيدة عنهم ، ومن ذلك قول حسّان بن ثابت : وأسمرَ كلّما رَفَعَتْه كفّي يَلوحُ سِنانُهُ مثلَ الهلالِ وقال عنترة : ورمحي السمهريُّ لهُ سِنانٌ يَلوحُ كمِثلِ نارٍ في يفاعِ وأمّا قوله تعالى {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} أي عليها ثقل جاذبيّة تسعة عشر جرماً ، وذلك لأنّ شمسنا إذا انفجرت تكون تسع عشرة قطعة فتجذبهنّ سقر . وقال تعالى أيضاً في سورة المدثر{إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ} ، أي أنّ سقر من إحدى الشموس الكبيرات الأحجام . وقال تعالى في سورة الأعلى {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى . الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} ، فالنار الكبرى هي سقر لأنّها أكبر من شمسنا . -------------------------------------------------------- 1 جاء في الصحيحين قال النبيّ (ع) : "لا تزال جهنّم يلقى فيها وتقول هل من مزيد ، حتّى يضع ربّ العزّةِ فيها قدمه ،فينزوي بعضها إلى بعض" . فقوله "حتّى يضع فيها قدمه" أي حتّى يمضي علَيها وقت طويل وتكون قديمة العهد فحينئذٍ ينزوي بعضها إلى بعض ، يعني تتقلّص ويبرد وجهها وتكون لها قشرة أرضيّة . 2 جاء في إنجيل متّي الإصحاح الرابع والعشرين قال : "وللوقت بعد ضيق تلك الأيّام تظلم الشمس والقمر لا يُعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوّات السماء وقوّات السماوات تتزعزع " يعني الجاذبيّة تتضعضع . س 38 : إذا نظرنا إلى الشمس وقت شروقِها نراها أكبر مِمّا في وقت الضحى بأربع مرّات ، وكذلك نراها وقت الغروب ، فما هو سبب ذلك ؟ ج : إنّ الشمس إذا أشرقت تكون أشعّتها أفقيّة أوّل الأمر فلذلك نراها كبيرة ، لأنّ أشعّتها تضرب إلى السماء ، وكلّما دارت الأرض وارتفع النهار تأخذ أشعّتها في الانعكاس فتكون عموديّة نحو الأرض فحينئذٍ نراها صغيرة ، وكذلك تكون وقت الغروب . وإليك تجربة تعرّفك صحّة ذلك ، خذ كأساً من الزجاج واملأه ماءً ، ثمّ ضع في قعره درهماً ، فإنّك إذا نظرتَ إلى الدرهم من فوهة الكأس تراه كما هو، ولكن إذا نظرتَ إليه من خلف الكأس تراه كبيراً ، وكذلك رؤيتنا للشمس وقت الشروق والغروب . س 39 : لماذا تكون حرارة الشمس وقت الشروق والغروب أقلّ من باقي الأوقات ؟ ج : إنّ السبب الذي جعلنا نرى الشمس كبيرة وقت الشروق والغروب هو الذي جعلها أقلّ حرارةً في هذين الوقتين ، لأنّ الشمس تكون أشعّتها أفقيّة نحو السماء ، فيصل إلينا قليلٌ من حرارتِها ، ولكن وقت الضحى تكون أشعّتها عموديّة نحو الأرض فلذلك تكون ساخنة . س 40 : لماذا تكون حرارة الشمس في الصيف شديدة وقليلة في الشتاء ؟ ج : إنّ سبب الأوّل والثاني كان منه الثالث أيضاً ، لأنّ أشعّة الشمس في الصيف تكون عموديّة نحو الأرض فتتّجه الحرارة نحوها ، ولكنّها في الشتاء تكون أفقيّة فتتّجه حرارتُها نحو السماء فلا يصيب الأرض منها إلاّ القليل وبهذا السبب يكون الصيف والشتاء . س 41 : تقول إنّ الشمس ثابتة والأرض تدور حولَها وكذلك باقي السيّارات ؛ إذاً فما معنى قوله تعالى في سورة ي س {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ؟ ج : لقد قرأ الحسن وابن عبّاس وعلي بن الحسين وأبو جعفر الباقر وجعفر الصادق وعكرمة وابن مسعود وعطا ، فهؤلاء كلّهم قرأوا {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لا مُسْتَقَرَّ لَها} ، والمعنى أنّ الشمس لا تزال تدور حول نفسِها لا مستقرّ لَها ، أي لا تقف عن الحركة حتّى لو تشقّقت ، وذلك لأنّها إذا تشقّقت تكون سيّارات ، والسيّارات تدور أيضاً حول نفسِها وحول شمسٍ جديدة ، ولا يكون لهنّ مستقرٌّ حتّى ولو قامت قيامتهنّ وتمزّقنَ ؛ وذلك لأنّ السيّارات إذا تمزّقت تكون نيازك ، والنيازك لا مستقرّ لَها لأنّها تدور حول السيّارات الجديدة حتّى تتمزّق وتكون هباءً منثوراً . والدليل على ذلك قوله تعالى {مُسْتَقَرَّ لَها} ولم يقلْ "مقرّ لَها" لأنّ المقرّ هو المكان الذي يقيم بهِ الإنسان أو غيره ، وأمّا الاستقرار فهو الراحة بعد التعب والسكون بعد النصَب ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الفرقان في وصف أهل الجنّة {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} ، فالمستقر يريد به الراحة ، والمقام يريد به المكان الذي يقيمون فيه ، والمعنى : حسُنت فيها راحتهم وحسن مكانهم . وقال تعالى في سورة الأعراف في قصّة موسى {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ، فإنّ الجبل لم يستقرّ بل أخذ يرجف حتّى تهدّم وخرّ موسى صعِقاً ، وكذلك قوله تعالى في عرش بلقيس {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي} . ولفظة "تجري" نُطلق على كلّ حركة سواءً كانت سيراً أم ذهاباً وإياباً أم استدارة , ومن ذلك قول عمرو بن عديّ اللخمي : صَدَدْتِ الكأسَ عنّا أمَّ عمرو وكانَ الكأسُ مَجراها اليَمينا فقول الشاعر " مجراها اليمينا " أي تدور نحو اليمين ، لأنّ أمّ عمرو كانت تسقي واحداً بعد الآخر حتّى وصلت إلى عمرو بن عديّ فصدّت عنه ولم تسقِهِ . وقال عنترة : ظَعَنَ الذينَ فِراقَهم أتوقّعُ وجرى بِبَينِهِمُ الغرابُ الأبقعُ فهذا معنى {لا مُسْتَقَرَّ لَها} ، أمّا إذا أخَذْنا بِظاهر الآية فيكون المعنى : أنّ الشمس تدور حول نجمٍ ثابت أكبرَ منها وهو جاذبٌ لَها ، وذلك قوله تعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي} أي تسير وتدور {لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} أي : حول نجمٍ مستقرّ لا يجري وهو جاذبٌ لَها . وقد أعلن علماء الفلك بأنّ الشمس مع توابعِها تدور حول نجمٍ ثابت أكبر منها بكثير وموقعه في الثريّا وتكمل دورتَها حوله بمدّة ثلاثين سنة . س 42 : إذاً فما معنى قوله تعالى في سورة الكهف {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا} ؟ ج : إسكندر المكدوني [هو إسكندر الكبير الملقّب بذي القرنين ، توفّي في بابل ، تعلّم على يد أرسطوطاليس ، تبوّأ الحكم الملكي في مكدونيا محلّ فيلبس أبيه ، وعزم على فتح امبراطوريّة الفرس فكسرهم في آسيا الصغرى (أبسوس 334 ق م ) ، ثمّ في سواحل فينيقيا (بعد أن حاصرَ صور سبعة أشهر ) ، ثمّ في مصر (أسّس الاسكندريّة) ، أخيراً ضيّق على داريوس في العراق فانتصر عليه في أربيل (331 ق م ) ، وتابع زحفه إلى أطراف فارس وتجاوزها إلى ضفاف نهر هندوس . وذو القرنين من أعظم الغزاة وأشجعِهم . وقد تنبّأ عنه النبي دانيال قبل مولده وذلك في الإصحاح الثامن من سِفر دانيال من مجموعة التوراة ؛ فرأى كبشاً له قرنان طويلان ينطح بِهما ، فنطحَ غرباً وشمالاً وجنوباً فلم يقفْ حيوانٌ أمامه ولا منقذَ من يده وفعلَ كما يريد . فلذلك لُقِّب بذي القرنين .] لمّا وصل إسكندر إلى الغرب أي إلى الحبشة وجد سكّان ذلك القطر يعبدون الشمس ، وذلك أنّهم يجتمعون خارج المدينة وقت غروبِها وهم ينظرون إليها ويرتّلون الأناشيد الدينيّة ، فإذا كادت تختفي عن الأنظار سجدوا لَها بأجمعِهم ، وكانت لهم ملكة سوداء تؤمّهم فيتبعونَها في ذلك . التفسير : {حَتَّى إِذَا بَلَغَ} إسكندر {مَغْرِبَ الشَّمْسِ} يعني وصل ذلك المكان وقت غروب الشمس {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أي وجده تغرب في مراقبة امرأة سوداء ، وهي ملكتهم ، والمعنى : وجدها تغرب على قومٍ يراقبون الشمس عند غروبِها ويسجدون لَها ولهم ملكة سوداء تؤمّهم فيقلّدونَها . فالعين يريد بِها المراقبة يقال " فلان في عيني" أي في مراقبتي . قال الله تعالى في سورة هود{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} أي بمراقبتنا ووحينا ، وقال تعالى في سورة القمر{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ} وقال تعالى في سورة الطور{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} يعني في مراقبتنا . وقال الحاجري : أخاف عليها من عيونِ وشاتِها وآخذُ عنها حينَ تقبلُ جانبا والمعنى أخاف من مراقبة وشاتِها . وقال عمرو بن كلثوم : تريكَ إذا دخلتَ على خلاءٍ وقد أمنَت عيونَ الكاشحينا وقال أيضاً : بِيومِ كريهةٍ ضرباً وطعناً أقرَّ بِهِ مواليكِ العيونا وقال جرير : ونرهبُ أن نزوركمُ عيوناً مصانعةً لأهلِكِ وارتِقابا و"الحمِئة" معناها السوداء ، يقال "تحمّم الجدار" أي صار أسود من الدخان ، ويقال "حَمَّم الغلام" أي بدت لحيته ، و"الحُمَم" هو الرماد والفحم وكلّ ما احترق بالنار . ومن ذلك قول جرير : عاذت بِربِّكَ أن يكون قرينُها قيناً أحمَّ لِفَسوِهِ إعصارُ فالقين هو الحدّاد ، وقوله "أحمّ" يعني تلطّخ بِسواد الفحم ودخان النار وصدأ الحديد . وقوله تعالى{وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا} يعني : وجد الإسكندر عند المرأة السوداء قوماً يفعلون كفِعلِها ، {قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ} وهذه كنية الإسكندر {إِمَّا أَن تُعَذِّبَ} هؤلاء القوم الذينَ يعبدونَ الشمس إنْ لمَ يؤمنوا ، {وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} إذا آمنوا وانقادوا لأمرنا . فالعين يريد بها المراقبة وليس المراد بِها عين ماء ، والدليل على ذلك قوله تعالى عند شروقِها {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا} ؛ فلو كان المراد بالعين عين ماءٍ لقال " وجدها تخرج من عينٍ" ، ولكن معنى الكلام : وجدها تغرب على قومٍ هذه صفتُهم وتطلع على قومٍ تلك صفتُهم ، فإنّه تعالى أراد بذلك وصف القوم لا وصف الشمس ، والطلوع معناه الظهور للعيان ، ومن ذلك قول عنترة : أنا الهِزَبرُ إذا خيلُ العِدا طَلَعَتْ يومَ الوغى ودماءُ الشوس تندفقُ س 43 أ : فهل في الفضاء شمسٌ غيرُ شمسِنا ؟ ج : إنّ الشموس كثيرة ولكن لِبعدِها عنّا نراها كالنجوم . س 43 : إذاً ينبغي أن تكون لِها سيّارات تدور حولَها كما لشمسِنا سيّارات! ج : ليس لَها سيّارات لأنّها لم تتلقّح ، وليس في الكون مجموعة شمسيّة سوى مجموعتنا ، ولكن إذا تمزّقت قامت أخرى كما قامت شمسنا مقام التي قبلَها . س 44 : فهل للشموس تلقيح ؟ ج : تلقيحها أن تجذب إلَيها قطعة أرضيّة كَنيزك أو شهاب أو غير ذلك من الأقمار المتمزّقة أو السيّارات ، فتأخذ تلك القطعة في النمو والازدياد شيئاً فشيئاً حتّى تصبح تلك الشمس جرماً جامداً بعد أن كان غازيّاً ، وذلك لأنّ القطعة تكون نواةً لتلك الشمس ، فتجتمع حولَها ذرّات من مادّة الشمس حتّى يبرد وجهُها فتصبح أرضاً ، ثمّ تنفجر فتكون سيّارات . فالشمس التي لم تتلقّح تبقى جرماً غازيّاً كسائر النجوم ، كما أنّ أزهار الفواكه لا تكون فاكهةً إذا لم تتلقّح . قال الله تعالى في سورة الذاريات {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} . واعلم أنّ أوّل أرضٍ خلقها الله تعالى كانت صغيرة لأنّها تلقّحت من الذرّات عندما كانت شمساً ، ولّمّا انتهت حياتُها تمزّقت فجذبتها أقرب شمس لَها وتلقّحت بأحجارها ، وإنّ الشمس الثالثة جذبت أحجارها من الثانية والأولى ، والرابعة جذبت أحجارها من الثالثة والثانية ، وهكذا أصبحت شمسنا التاسعة ، وعلى ذلك فقد كانت الأرض الأولى صغيرة ، وأمّا الثانية فكانت أكبر منها لأنّها جذبت من الأحجار أكثر ، وأمّا الثالثة فهي أكبر من الثانية ، وهكذا أخذت الأراضي في النمو والازدياد حتّى أصبحت أرضنا تسعة سيّارات وذلك لِسعتِها لأن!ها جذبت من النيازك والأحجار أكثر مِمّن قبلَها . وستكون شمسنا الحاليّة تسعة عشر سيّاراً إذا انتهت حياتُها وذلك لسعتها ، ثمّ إنّ الشمس التي بعدها تكون أكبر من شمسنا الحاليّة ، ولذلك قال الله تعالى فيها في سورة المدثر {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ} أي أنّها من إحدى الشموس الكبيرات الأحجام ، وقال تعالى في سورة البقرة {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} ؛ فالنار هي شمسٌ من الشموس وهي التي اسمُها (سقر) ، وهي التي تجذب شمسنا بعد انفجارها ، فقوله تعالى { وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} ، يعني أحجار النيازك لأنّ الشمس تجذبُها إلَيها . وقال تعالى في سورة التحريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ، فالحجارة يريد بِها حجارة النيازك . س 45 : قال الله تعالى في سورة فصلت {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} ، فلماذا يقول {خَلَقَهُنَّ} على الجمع وهما اثنان ؟ ج : قوله تعالى { لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ} يريد بذلك جنس الشمس وجنس القمر ، والمعنى : لا تسجدوا لشمسٍ من الشموس ولا لقمرٍ من الأقمار ، وإنّما أفرَدَ ذكر الشمس وذكر القمر لأنّ أهل الأرض لهم قمرٌ واحد ويَرَوْنَ شمساً واحدةً ، وتقدير الآية يكون هكذا : لا تسجدوا للشمس التي ترَونَها ولا للقمر الذي ترَونه ، ولكن اسجدوا لله الذي خلقَ الشموس والأقمار إنْ كنتم إيّاه تعبدون . منقول من كتاب الكون والقران للمرحوم محمد علي حسن[b] الموضوع الأصلي : (إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍۢ كَٱلْقَصْرِ 32 كَأَنَّهُۥ جِمَٰلَتٌۭ صُفْرٌۭ)) // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: عبد القهار | ||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|