!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
الثلاثاء 27 سبتمبر 2011, 10:15 am | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: السماء تتفطر السماء تتفطر قلنا إنّ لفظة "سماء" مفردة يريد بِها الطبقات الغازية ، وهذه الطبقات أيضاً صائرة إلى الخراب ، وذلك لأنّ الأرض تتمزّق يوم القيامة ، ولَمّا كانت الطبقات الغازية مجذوبة للأرض تمزّقت معها وتبعثرت ، أي يختلط بعضها مع بعض فتكون كالدخان ، كما كانت في بدء تكوينها ، قال الله تعالى في سورة الأنبياء {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} فلفظة "سماء" يريد بِها الطبقات الغازية ، و"السجلّ" هو الدلو الكبير المصنوع من الجلد وجمعه سِجال ، والشاهد على ذلك قول امرئ القيس : عيناكَ دمعُهُما سِجال كأنَّ شأنَيْهما وِشالُ فالسجال جمع سجلّ ، وقالت الخنساء : أَهاجَ لَكِ الدُموعَ عَلى اِبنِ عَمرو مَصائِبُ قَد رُزِئتِ بِها فَجـودي بِسَجـلٍ مِنـكِ مُنحَـدِرٍ عَلَيـهِ فَما يَنفَـكَّ مِثـلَ عَـدا الفَريـدِ وقال أعشى ميمون : لَـهُ رِدَافٌ ، وَجَـوْزٌ مُفْـأمٌ عَمِـلٌ مُنَطَّـقٌ بِسِجَـالِ الـمَـاءِ مُتّصِـل وقال : ربَّ حيٍّ أشقاهُمُ آخرَ الدهْـ -- ـرِ وحيٍّ سقاهُمُ بِسِجالِ فبعض قبائل العرب تلفظ السَجل بفتح السين وبعضها بكسر السين . و"الطيّ" معناه الانحطاط في القوى والتدهور في الأمور والتفسّخ في الكُتل ، والشاهد على ذلك قول لبيد يصف رجلاً قتيلاً : طوتْهُ المَنَايَا فوقَ جرداءَ شطبة ٍ تَدِفُّ دَفيفَ الرَّائحِ المُتَمَطِّرِ وقال الآخر : طَوَتْكَ خُطوبُكَ بعدَ نشرٍ كذاكَ الدهرُ نشراً وطيّا وقال جرير : طَوَى البَينُ أسبابَ الوِصَال وَحاوَلتْ بكِنْهِلَ أسبابُ الهوَى أنْ تَجَذّمَا فقول الشاعر: "طَوَى البَينُ أسبابَ الوِصَال" أي قطّعَها وفرّقَها . و"الكتب" جمع كتاب ، و"الكتاب" هو الرقعة أو أيّ شيءٍ آخر فيه كتابة ، وكانت كتب العرب من عظام الحيوانات كعظام اللوح وغيرها ، أومن جريد النخل ، أومن الحجر الأبيض أو الحصى ، أومن جلود الأنعام ، فهذه كانت كتبهم حيث لم يكن في ذلك اليوم قرطاس ، وكان السجلّ عندهم كالمحفظة عندنا ، وهي التي نحفظ فيها الكتب ، فكانوا يضعون كتبهم في السجلّ ولكن على غير ترتيب ، بل كانت مخلوطة الحجر فوق الجريد ، والجريد فوق العظام والعظام فوق الجلود ، وهكذا تجد كتبهم مخلوطة بعضها فوق بعض ، ومعنى الآية يكون هكذا : يوم نمزّق الطبقات الغازية ونخلط بعضها مع بعض كما يخلط سجلّكم الكتب بعضها فوق بعض ، والدليل على ذلك قوله تعالى {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} أي كما بدأنا تكوين الطبقات الغازية من الدخان كذلك نعيدها يوم القيامة دخاناً {وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وإنّما قال تعالى {كُنَّا فَاعِلِينَ} على الماضي معناه إنّ فعلنا ذلك فيمن مضى قبلكم لَمّ قامت قيامتهم وشقّقنا تلك السماوات الغازية التي كانت فوقهم ، وكذلك نفعل لَمّا تقوم قيامة أرضكم . وقال تعالى في سورة الفرقان {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} . وقال تعالى في سورة الحاقة {وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} ، الواهي معناه المتشقّق ، والشاهد على ذلك قول امرئ القيس : كناطحٍ صخرةً يوماً لِيوهنَها فَلَمْ يَضُرْها وأَوْهى قَرْنَهُ الوَعِلُ وقال حسّان : لا يرقعُ الناسُ ما أوهـتْ أكفّهـمُ عند الدفاعِ ، ولا يوهون ما رَقَعوا وقالت الخنساء : وَمَن لِمُهِمٍّ حَلَّ بِالجارِ فادِحٍ وَأَمرٍ وَهَى مِن صاحِبٍ لَيسَ يُرقَعُ وقال الأعشى : لا يَرقَعُ الناسُ مَا أَوهَى وَإِن جَهَدوا طولَ الحَياةِ وَلا يوهـونَ ما رَقَعـا وقال الله تعالى في سورة الرحمن {فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} ، "السماء" هي الطبقات الغازية ، و"الورد" كناية عن اللون الأحمر ، و"الدهان" جمع دهن وهي نقرة تكون بين الجبال تجتمع فيها مياه الأمطار ، وكانت في دولة الإمارات العربية نقر من مناجم الحديد وفيها أوكسيد الحديد الأحمر المعروف عند العامّة باسم (مغر) ، فكانوا يأخذون المغر من تلك الدهان ويصبغون به بعض الأشياء . ولذلك صاروا يضربون بِها المثل ، ومن ذلك قول عنترة يصف الأرض بالحمرة في يوم القتال : فإذا ما الأرضُ صارَتْ وردةً مِثلَ الدهانِ والدِّما تَجري عليها لَونُها أحمرُ قاني وقال عزّ وجلّ في سورة المعارج {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ} ، والمعنى : تكون السماء في ذلك اليوم كالزيت العكر حيث تختلط تلك الغازات وتكون كالدخان . وقال تعالى في سورة المزّمل {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا . السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا} . وقال تعالى في سورة المرسلات {وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ} أي انفرج بعضها عن بعض ، والمعنى : انفطرت وفُتحت ، والشاهد على ذلك قول الخنساء : تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبـوابُ عَنـهُ وَلا يَكتَـنَّ دونَهُـمُ بِسِـتـرِ وقال جرير : نحن الحُمَـاةُ بكـلِّ ثَغْرٍ يُتَّقَى وبنا يُفـرَّج كـلُّ بـابٍ مُغْلَـقِ وقال الله تعالى في سورة النبأ {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ} . وقال تعالى في سورة الانشقاق {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} . وقال تعالى في سورة الطارق {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ} أي ترجع فتكون دخاناً كما كانت دخاناً في بدء تكوينِها . وجاء في مجموعة التوراة في صحف إشعيا النبي في الإصحاح الحادي والخمسين قال (إرفعوا إلى السماوات عيونكم وانظروا إلى الأرض من تحت ، فإنّ السماوات كالدخان تضمحلّ ، والأرض كالثوب تبلى ، وسكّانها كالبعوض يموتون .) فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الغازية . منقول من كتاب الكون والقرآن للمرحوم محمد علي حسن[/SIZE] | ||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|