السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك فى منتديات عباد الرحمن بأخلاق القرآن
يرجى تسجيل الدخول:

اسم الدخول:

كلمة السر:

ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى

التسجيل! | نسيت كلمةالسر?الدخول عبر حسابك في موقع Facebook
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك فى منتديات عباد الرحمن بأخلاق القرآن
يرجى تسجيل الدخول:

اسم الدخول:

كلمة السر:

ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى

التسجيل! | نسيت كلمةالسر?الدخول عبر حسابك في موقع Facebook
 الصفحة الرئيسيةلوحة التحكمتسجيل عضوية


الدخول عبر حسابك في موقع Facebook


الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
شارك اصدقائك شارك اصدقائك ماتيسر من سورة الحج بصوت القارئ الماليزي سابينة مامات
شارك اصدقائك شارك اصدقائك سهام الليل لا تخطئ *للشيخ محمد حسان *
شارك اصدقائك شارك اصدقائك أسماء الله الحسنى ( محمد راتب النابلسي)
شارك اصدقائك شارك اصدقائك سبل الوصول وعلامات القبول ( محمد راتب النابلسي)
شارك اصدقائك شارك اصدقائك قِــراءة راائعة من سورة عـــبس لصاحب الصوت الأسطوري الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
شارك اصدقائك شارك اصدقائك مجاناً تعلم اللغة الانجليزية مع البرنامج المميز الرائع
شارك اصدقائك شارك اصدقائك " ليس الغريب " أداء مبكـِـــي جدااا للشيخ محمود المصري -اسمعها بقلبِكـ-
شارك اصدقائك شارك اصدقائك ما هو الإسم الأعظم لله عزو جل؟!
شارك اصدقائك شارك اصدقائك أجود أنواع الفحم للبيع بدون دخان وبدون رائحة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك فرصه لمن يريد العمل من المنزل والربح وزيادة الدخل لجميع المحافظات
الجمعة 24 أبريل 2015, 11:44 pm
السبت 15 نوفمبر 2014, 10:33 pm
الأحد 19 أكتوبر 2014, 11:56 pm
الأحد 19 أكتوبر 2014, 11:45 pm
الجمعة 17 أكتوبر 2014, 12:10 am
الخميس 16 أكتوبر 2014, 11:34 pm
الخميس 16 أكتوبر 2014, 11:21 pm
الخميس 16 أكتوبر 2014, 10:54 pm
الخميس 16 أكتوبر 2014, 10:51 pm
الخميس 16 أكتوبر 2014, 10:44 pm
إضغط علي شارك اصدقائك اوشارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!


عباد الرحمن بأخلآق القرآن :: المنتديات العامه :: المنتدي العام

شاطر
 الله اهل الثناء والمجد I_icon_minitimeالثلاثاء 20 ديسمبر 2011, 12:04 am
المشاركة رقم:
المعلومات

هدي السلف
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبى
الرتبه:
عضو ذهبى

البيانات
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 05/10/2011
عدد المساهمات : 913
عدد النقاط : 3961
تقيم الاعضاء : 41

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: الله اهل الثناء والمجد



الله اهل الثناء والمجد


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مختارات من كتاب ( الله اهل الثناء والمجد).. لــِ د. ناصر الزهراني .

 الله اهل الثناء والمجد Images?q=tbn:ANd9GcQBT-7RKcby2Nbih9Er17Ymjov8M6UEvFZbkvPDGM4h8axKo9mP

الله

الله , الله , الله , ما أعذب الكلمة, الله ما أحسن الاسم, وما أجل المسمى0 كلمة حلوة فى النطق, عذبة فى السمع ,حبيبة الى القلب, قريبة من النفس, ساكنة فى الوجدان, منقوشة فى الفؤاد, محفورة فى الضمير, ممتزجة بالدماء
باسمه نبدأ وعليه نتوكل وإليه نلجأ ,وبعظمته نشدو, وبجلاله نشيد, وبصفاته نترنم ,وعلى نبيه نصلى ونسلم ,فهو الذى دعانا إلىالله , وعرفنا بالله , ودلنا على الله , وعلمنا كيف نثنى على الله , فهو القائل : (أما إن ربك يحب الثناء),والقائل : (ولا أحد أحب إليه المدحة من الله )
وهل أحد أحق بالثناء منه؟وهل خلق الانسان, وأعطى اللسان, وعلم البيان, إلا ليثنى على الله , ويمجد الله , ويسبحالله , ويذكر الله ؟من أحق بالثناء منه ؟ومن أولى بالمدح منه ؟ومن أجدر بالتمجيد منه؟


وجاء حديث لا يمل سماعه شهى إلينا نشره ونظامه اذا ذكرته النفس زال عناؤها =وزال عن القلب الكئيب قتامة
وان ثناءنا عليه, وتمجيدنا له, وإجلالنا له ,ولهجنا بذكره: نعمة منه ومنة من مننه, فهو الذى هدانا, لذلك ودلنا على ما هنالك

وهو فوق ما يثنى عليه المثنون, وفوق ما يحمده الحامدون
أطنبوا ,إن الذى فيك أعظم

لك الحمد كل الحمد =لا مبدأ له ولا منتهى
والله بالحمد أعلم

{الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(35)}

ثناؤنا عليه زلفا لنا لديه, وبوحنا بشئ من المكنون, انما نرجو به نجاة, يوم لا ينفع مال ولا بنون

ومن عجب أنى أحن إليهم =وأسأل عنهم من لقيت وهم معى
وتطلبهم عينى وهم فى سوادها =ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعى


ياالله ما اعظم الخطب!, وما اجل الموقف!, وما اصعب الامر! الضعيف يثنى على القوى, والمخلوق يمجد الخالق, والفانى يبجل الباقى, والفقير يترنم بذكر الغنى القلب يرجف, واللسان يتعثر, والجنان يخفق, والبنان يرتعش, والكلمات تعجز, والعبارات تقصر, والقوى تنهار, والفكر يحار خشية وإجلالا, وحياء من الجبار


أعلل قلبي فى الغرام وأكتم= ولكن حالى عن هواى يترجم
وإن فاض دمعى قلت جرح بمقلتى=لئلا يري حالى العذول فيفهم
وكنت خليا لست أعرف ما الهوى=فأصبحت صبا والفؤاد متيم
رفعت إليكم قصتى أشتكى بها=غرامى ووجدى كى تجودوا وترحموا
وسطرتها من دمع عينى لعلها= بما حل بي منكم إليكم تترجم

نخط بالبنان شيئا مما علمنا الرحمن, ونوظف البيان فى رضا الواحد المنان, امتثالا لأمره, واتباعا لرسوله, واملا فى رضاه, وطمعا فى مغفرته, وحبا لذكره, فهو عند حسن ظن عبده به, وهو معه حيث ذكره, فإن ذكره فى نفسه ذكره الله تعالى فى نفسه, وان ذكره فى ملأ ذكرهالله تعالى فى ملأ خير منهم,قال تعالى : (واذكرونى اذكركم )


وفى الحديث القدسي: (انا عند حسن ظن عبدى بي, وانا معه حيث ذكرنى, فإن ذكرنى فى نفسه, ذكرته فى نفسي, وان ذكرنى فى ملأ, ذكرته فى ملأ خير منهم)

فهو أحق من ذكر, وأحق من حمد ,وأولى من شكر ,أهل الثناء والمجد, أحق ما قال العبد, وكلنا له عبد, له الحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا ,له الحمد ملء السموات والارض وما بينهما ,وملء ماشاء من شئ بعد ,له الحمد حتى يرضى, وله الحمد بعد الرضى ,وله الحمد عدد خلقه ,وزنة عرشه ,ورضا نفسه, ومداد كلماته ,سبحانه لا نحصى ثناءا عليه, هو كما أثنى على نفسه

لك الحمد طوعا ... لك الحمد فرضا=وثيقا عميقا .... سماءا وأرضا
لك الحمد صمتا ... لك الحمد ذكرا =لك الحمد خفقا حثيثا ... ونبضا
لك الحمد ملء خلايا جنانى=وكل كيانى ... رنوا وغمضا
إلهى وجاهى إليك اتجاهى=وطيدا مديدا ... لترضى فارضى
فأنت قوامى ... وانت انسجامى= مع الكون, والأمر لولاك فوضى

هذه همسات قلب مؤمن, ونفثات فؤاد موحد ,هذا دعاء ورجاء وثناء وبكاء, وانطراح ونداء لرب الارض والسماء
هذه قصة التوحيد تسطر فى قالب جديد ,ورح العقيدة, يقدم فى أفانين عديدة, ومجمل اعتقاد السلف فى الاسماء والصفات, توشحت به هذه الورقات

هذا الكتاب توحيد وتمجيد وتعظيم وتبجيل وتسبيح وتكبير
هذه ومضات من خلجات الروح وأسطر من وثيقة الحب ونفحات من معين الإجلال وهمسات من هتاف الإيمان
هذه عبارات حانية وأحرف زاكية تسقى بماء واحد لتثنى على رب ماجد منها ما حبرت واجتهدت ومنها ما انتقيته من الغيرت واستجدت

هذه نفس كاد يقتلها العطش فسقيت بماء الوحى وزلال الاجلال ورحيق التوفيق فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج
اذا استسقى القلب المحب ربه واشتكى إليه فاقته وأظهر فقره

مرغ جبينه فى محرابه ونثر دموعه فى ساحته سيمده بغيث الرحمة وسقيا المعرفه فإن ضرب بعصاه الحجر انفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم
عين الإخلاص وعين الصدق وعين الحب وعين اليقين وعين التوكل وعين المعرفة وعين الرضى وعين الصبر وعين الأنس وعين الإفتقار وعين الحياء وعين الخوف وسالت أودية بقدرها
إننى آمل أن تجد قوافل المحبين فى هذا موردا طيبا فتنهل من معينه الصافى وأعينه السائغة العذبة فها أنذا قد نضحت للمحبين بدلوى وسقيت لهم بغربي من بئر المعرفة وسلسبيل الهدى وسوف أتولى إلى الظل الوارف لهذا الدين وأبتهل بلسان الحال والمقال : (رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير)

وكاان فؤادى خاليا قبل حبكم =وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح
فلما دعا قلبى هواك أجابه =فلست أراه عن فنائك يبرح

ما أعظم الفاقة وأشد الحاجة إلى مايسكب فى القلوب من عظمة علام الغيوب سيما فى مثل هذا الزمن الذى كثرت فيه الفتن وعظمت المحن وتدفق سيل الشهوات وكشرت أنيابها الشبهات أعلنت الحرب الشعواء على الفضائل وصوبت السهام الرعناء على المكارم

اللهم احفظ بلاد المسلمين من مكر الماكرين وغدر الغادرين وضلال الضالين
إلهى ثنائى عليك نعمة منك وذكرى لك منة منك وانطراحى بين يديك عطاء منك وإليك ,سبحانك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


أأذكر حاجتى أم قد كفانى= حباؤك إن شيمتك الحباء
عظيم لا يغيره صباح =عن الخلق الجميل ولا مساء
إذا أثنى عليك المرء يوما=كفاه من تعرضه الثناء


فهذا بعض ما جاد به القلم وصدح به الخاطر وفاضت به النفس وطفح به القلب وخطه البيان ولهج به اللسان آمل أن يكون سلوة للمحبين أنسا للعابدين وسرورا للخاشعين

إن الذى يتعرض بالثناء لملك من الدنيا ويشدو من مناقبه أو يتلو بعضا من محاسنه لا يخلو من العطية ولا يعدم الهدية وقد يكون أكثر الثناء وجل المديح فى غير مكانه فما بالك بمن يثنى على مالك الملك وصاحب الفضل وواهب النعماء وعظيم العطاء رب السموات والأرض أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد لا أكرم منه جودا ولا أعظم منه عطاءا ولا أوسع منه برا ولا أجل منه فضلا
إن أعظم مكافأة لمن يثنى عليه أن أكرمه بأن جعل لسانه ينطق بمدحه وبيانه يترجم بحبه وقلمه يسطر بديع فضله وجميل صفاته ووافر هباته ماذا تساوى كلمات نسطرها أو عبارات ندبجها أو صفحات نخطها عن الذى خلقنا وما نعمل وأوجدنا وما نصنع

العقل الذى يتفكر ويتدبر والنفس الذى تخشع وتتأثر والقلب الذى يؤمن ويتذكر كلها نعم من الذى خلق فقدر لو عبده المرء سنوات عديدة ما كان ذلك مقابلا لنعمة واحدة من نعمه عليه كالسمع أوالبصرأو العقل لو كانت مياه البحور مدادا للكاتبين وأشجار الدنيا أقلاما للمدونين ووجه الأرض ورقا للمسطرين ونقش عليها ثناؤهم على الله لما أوفوه حقه من الثناء فهو فوق ما يصفه الواصفون وأعظم مما يثنى به عليه المثنون فسبحانه جل فى علاه له الشكر وله الفضل وله الحمد فهو رب السموات والأرض ومن فيهن وله الحمد فهو قيم السموات والأرض ومن فيهن وله الحمد فهو نور السموات والأرض ومن فيهن عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شئ ومليكه فالق الحب والنوى الأول فليس قبله شئ والأخر فليس بعده شئ الظاهر فليس فوقه شئ والباطن فليس دونه شئ وهو الحق ووعده الحق وقوله الحق واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد

أوحشتنى خلواتى = بك من كل أنيس
ودعانى الود والحب = إلى المعنى النفيس
فبدا لى أن مهر القرب = أنفاس النفوس
فكتبت العهد للحب = على أغلى الطروس

إن القلوب إذا تعلقت ب الله وعظمت اللهوتعرفت على اللهانصاعت لأمره ورضيت بحكمه ومضت على شرعه فكيف تطلب الإجتهاد ممن لم يتعرف على الله رب العباد ؟وكيف يكون الإمتثال لمن لم يبجل المتعال ؟
وحينما تتأمل وصية المصطفى عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضى الله عنه حينما بعثه إلى اليمن تعرف أهمية التعرف على الخالق ,وأنه الأساس الذى يبنى عليه الدين وتقام عليه الشرائع
: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله ,فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات فى يومهم وليلتهم ,فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم الزكاة فى أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد فى فقرائهم ,فإذا أطاعوك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس )

وإننى آمل أن يفيد من هذا الكتاب الدعاة فى دعوتهم ,والوعاظ فى وعظهموأن يفيد منه كل محب للجلال عاشق للجمال مبجل للكمال
أسأل الله تعالى أن يغفر بهذا الجهد ذنبى وأن يرفع به قدرى ويحط به وزرى ويشرح به صدرى وييسر به أمرى وأن يرفع من قرأه وينفع به من شكره


حبيبى أما جفن عينى فمقروح=وأما فؤادى فهو بالشوق مجروح
يذكرنى مر النسيم عهودكم =فأزداد شوقا كلما هبت الريح
أرانى إذا ما الليل أظلم أشرقت =بقلبى من نار الغرام مصابيح
أصلى بذكراكم إذا كنت خاليا =ألا إن تذكار الأحبة تسبيح
يشح فؤادى أن يخامر سره =سواكم وبعض الشح فى المرء ممدوح


اللهم إنى أستغفرك من الذلل,وأعوذ بك من الخلل,وأبرأ إليك من الخطل,وأعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان الرجيم

ولو كتبت بدمع العين ملحمة= بديعة جئتكم فى ثوب معتذر
لم أستطع أن أجلى عشر عاطفتى =فى حبه لا ولا عشرا من العشر








الموضوع الأصلي : الله اهل الثناء والمجد // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف

 الله اهل الثناء والمجد I_icon_minitimeالثلاثاء 20 ديسمبر 2011, 12:25 am
المشاركة رقم:
المعلومات

هدي السلف
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبى
الرتبه:
عضو ذهبى

البيانات
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 05/10/2011
عدد المساهمات : 913
عدد النقاط : 3961
تقيم الاعضاء : 41

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الله اهل الثناء والمجد



الله اهل الثناء والمجد



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(62)الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ(63)لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(64)} سورة يونس0
وقال{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41)} سورة النازعات

الخوف من الله تعالى سمة المؤمنين, وآية المتقين ,وديدن العارفين ,خوف الله تعالى فى الدنيا طريق للأمن فى الآخرة, وسبب للسعادة فى الدارين ,ودليل على كمال الايمان وحسن الاسلام وصفاء القلب وطهارة النفس, اذا سكن الخوف فى القلب أحرق مواضع الشهوات منه وطرد بهرج الدنيا عنه, وهو سوط الله يقوم به الشاردين عن بابه ويرد به الآبقين الى رحابه .


الله تعالى يريد لعباده ان يعرفوه ويخشوه ويخافوه, وقد وصف لهم الادلة الساطعة, والبراهين القاطعة التى تدل على عظمته, وتنبئ بكبريائه ليهابوه ويخافوه ويجلوه, ووصف تعالى فى كتابه العظيم, وفيما أوحى الى نبيه الكريم؛ وصف شدة عذابه, وقوة بطشه, وسرعة أخذه, ودار عقابه, وما أعده لاعدائه من العذاب والنكال, وذكر النار واهوالها ,وما فيها من الزقوم والضريع ,والحميم والسلاسل والاغلال, والفظائع والاهوال, ودعا عباده الى خشيته وتقواه, والبعد عن سخطه والمسارعة الى رضاه, وامتثال أمره, واجتناب نهيه


قال تعالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (33) سورة لقمان

احتوى القران الكريم على آيات من الوعيد تزلزل الوجدان ,وتهز النفوس ,وتفتت الاكباد ,وتقرح الجفون, وبين أنها تخويف لعباده ليسلكوا النهج القويم ويخالفوا اصحاب الجحيم

قال تعالى{ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(15)لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ(16)}سورة الزمر

وقد اخبر تعالى أن كتابه الكريم, ومواعظه البالغة, وحكمه النافعة, ونذره القاطعة لا تظهر ثمرتها ,ولا تبدو بركتها إلا للخائفين من ربهم, والمشفقين من معبودهم

قال تعالى{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(51)}سورة الأنعام
وقال تعالى {طه(1)مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى(2)إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى(3)}سورة طه0

وقال تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(23)} سورة الزمر0
وقال تعالى{فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ(45)} سورة ق

فالخائف يتذكر ويتعظ ,ويخشع ويعتبر, ولذلك كان لسان حالنا الانبياء_ عليهم السلام_ :{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (15) سورة الأنعام,
والمؤمنون الصادقون هم: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ(37)} سورة النــور,

وهم الذين:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(16)} سورة السجدة,
ومن أعظم صفاتهم أنهم:{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا(7)وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا(Coolإِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا (9)إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا(10)} سورة الإنسان

فكانت النتيجة المبهجة, والثمرة المباركة: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا(11)} سورة الإنسان0


المسلم الصادق, والمؤمن الخاشع؛ هو الذى عرف الله تعالى حق المعرفة, وعرف قوله جل وعلا: { وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ(30)} سورة آل عمران
فهو يخاف الله تعالى ويحذره, ويهابه ويتقيه, قال صلى الله عليه وسلم Sad(من خاف أدلج ,ومن أدلج بلغ المنزل))


وقال وهب بن منبه_ رحمه الله_ :ما عبد الله تعالى بمثل الخوف
وقال ابو سليمان الدرانى: أصل كل خير فى الدنيا والاخرة هو الخوف من الله عز وجل, وكل قلب ليس فيه خوف الله فهو قلب خرب


فأين القلوب الممتلئة بخوف الله,المفعمة بخشية الله,المترعة بمهابة الله,أين القلوب التى ذلت لعزة الجبروت ,وخشعت لصاحب الملكوت ,وأعدت لما بعد الموت


الخوف شجرة طيبة إذا ثبت أصلها فى القلب امتدت فروعها الى الجوارح,فآتت أكلها الطيبة بإذن ربها وأثمرت عملا صالحا ,وقولا رابحا ,وسلوكا قويما ,وفعلا كريما تخشع الجوارح, وينكسر القلب,ويرق الفؤاد, وتزكو النفس,وتجود العين 0
إذا خاف المرء ربه أخاف الله منه كل شئ,وان لم يخف ربه أخافه من كل شئ

الخوف من الله تعالى؛مانع للذنب,عاصم من الخطأ,حافظ من الزلل,مبعد عن الخلل,حافز للنفس,موقظ للضمير,حاث على الاجتهاد,وأنى لقلب لم يزرع فيه خوف الله أن يرتدع عن
الهوى,ويرعوى عن الجهل,وكيف لفؤاد لم تسكنه خشية الله والهيبة لجلاله,والوجل من بطشه,والاشفاق من وعيده؛كيف له أن يعمر بالطاعة,ويتجافى عن المعصية,ويتنكر للخطيئة,ويستوحش من الذنب



ان الخوف سمة لأولى الالباب:{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ(20)وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} (21) سورة الرعد

وخوف الله تعالى هو الذى حجب قلوب الخائفين عن زهرة الدنيا وعوارض الشبهات.وقوة مراقبة المرء لربه,ومحاسبته لنفسه بحسب قوة معرفته بجلال ربه والخوف من وعيده


إذا ما الليل أظلم كابدوه=فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا =وأهل الأمن فى الدنيا هجوع

الخائف من الله تعالى عاقبته الامن والسلام,وثوابه ان يظله الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله,,ذكر عليه الصلاة والسلام السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم القيامة فذكر منهمSad(رجلا دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال إنى أخاف الله رب العالمين)),وذكر منهمSad(رجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه))


لقد ورد الحديث عن الخوف من الله تعالى فى القران الكريم والسنة النبوية بكلمات عدة وألفاظ متنوعة منها :الاشفاق ,والخشية ,والوجل ,والرهبة  الله اهل الثناء والمجد Images?q=tbn:ANd9GcT79DPj8V1f47vvc_bnSzgWON-9S_z8rT9hxImgFGhT4IyWRgGK




الموضوع الأصلي : الله اهل الثناء والمجد // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف

 الله اهل الثناء والمجد I_icon_minitimeالثلاثاء 20 ديسمبر 2011, 12:34 am
المشاركة رقم:
المعلومات

هدي السلف
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبى
الرتبه:
عضو ذهبى

البيانات
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 05/10/2011
عدد المساهمات : 913
عدد النقاط : 3961
تقيم الاعضاء : 41

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الله اهل الثناء والمجد



الله اهل الثناء والمجد


الــــرجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـاء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (218) سورة البقرة

الرجاء حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب, ويطيب السيرإلى العزيز القديرإنه استبشار بجود الرب, وطمع فى كرم الكريم, وأمل فى رحمة الرحيم, وثقة فى فضل العظيم , ونظر إلى سعة الرحمة, وجميل العفو, والامتنان بالغفران, والتعلق بالمحسن المتفضل, ولولا روح الرجاء لعطلت عبودية القلب والجوارح, وهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا. لولا روح الرجاء ما تحركت الجوارح بالطاعة, ولما ترنمت الألسنة بالدعاء, ولما فاضت القلوب بالثناء

إن الرجاء دليل على محبة الله, وثمرة من ثمرات الخوف, وكل محب على الحقيقة فهو راج لله خائف من عذابه, وعلى قدر تمكن المحبة فى القلب يشتد الرجاء والخوف

إن المؤمن بين ذنب يرجو غفرانه ,وعيب يرجو صلاحه, وعمل صالح يرجو قبوله, واستقامة يرجو حصولها , وصراط يرجو الثبات عليه, وقرب من الله يرجو وصوله إليه

فالرجاء حياة للقلب , ونور للعين, وجلاء للبصيرة , وحافز للعمل , وإن الخوف ملازم للرجاء, والرجاء ملازم للخوف, وهما كجناحى الطائر, إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه , وإذا نقص احدهما وقع فيه النقص , وإذا ذهبا فقد أصبح الطير فى عداد الموتى وجملة المفقودين

إن هذا الدين العظيم , والنهج الأكمل, يربي الناس على الرغبة والرهبة , والخوف والرجاء , فكما أن هنالك من آيات الترهيب وأحاديث التخويف ما يزلزل النفوس , ويهز الافئدة, ويرهب القلوب, فإن هنالك من آيات الترغيب وآحاديث الرجاء ما يطمئن النفس , ويسلى القلب , ويؤنس الخاطر, ويبعث على الأمل

قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (167) سورة الأعراف
وقال تعالى{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(49)وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ(50)} سورة الحجر
وقال تعالى{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم(13)وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ(14)} سورة الإنفطار
وقال تعالى {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (6)وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ(9)} سورة القارعة

وقال صلى الله عليه وسلمSadو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة, ما طمع بجنته أحد , ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة , ما قنط من جنته أحد))

وقال صلى الله عليه وسلم Sad(الجنة أقرب إلى احدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ))

ومن الواجب على العالم فى علمه , والمربى فى تربيته , والواعظ فى وعظه أن يجمع بين الأمرين , ويقرن بين الحسنيين , ويمزج بين الغرضين , فليس التخويف بمفرده سبيل للعلاج , وأداة للتقويم , وطريقة للدعوة , بل قد يكون الرجاء أجمل , والترغيب أوقع , وإن المتأمل لكتاب الله تعالى ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجد جانب الترغيب , ونصوص الرجاء , أكثر عددا وأجمل موقعا , وألذ سماعا , وأطرب استمتاعا

والرجاء ليس له قيمة ولا تبدو له فائدة , ولا تنال منه ثمرة إن لم يكن مصحوبا بالعمل , مقرونا بالطاعة , ممزوجا بالعطاء , فليس معنى الرجاء أن ينغمس المرء فى الذنوب , ويتقاعس عن الطاعة , ويتنكر للعبادة , ويفرط فى الحقوق , ويضيع الواجبات , ثم يرجو النجاة من النار والفوز بالجنة , بل هو يعمل ويرجو , ويجتهد ويطمع , ويبذل ويرغب , وهو معترف بتقصيره مقر بذنوبه , مؤمل فى نيل غفران ربه

وإذا تأملت الآيات القرآنية أدركت هذه الحقيقة , وآمنت بهذا المبدأ:انظرإلى قوله تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (218) سورة البقرة

وانظر الى قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ(29)لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ(30)} سورة فاطر

وانظر الى قوله تعالى :{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر

فهؤلاء الذين تعلقوا بالرجاء , وطمعوا فى العطاء كانت لهم مؤهلات ولديهم مسببات , يقول الحافظ بن حجر _رحمه الله_Sad(المقصود من الرجاء أن من وقع منه تقصير فليحسن ظنه بالله ويرجو أن يمحو عنه ذنبه , وكذا من وقع منه طاعة يرجو قبولها , وأما من انهمك على المعصية راجيا عدم المؤاخذة بغير ندم ولا إقلاع فهذا غرور , وما أحسن قول أبي عثمان الجيزى: من علامة السعادة أن تطيع وتخاف أن لا تقبل , ومن علامة الشقاء ان تعصى وترجو ان تنجو))

وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه دخل على شاب وهو فى الموت فقال Sad(كيف تجدك؟)) قال:والله يارسول الله إنى أرجو الله وإنى أخاف ذنوبي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad(لا يجتمعان فى قلب عبد فى مثل هذا الموطن إلا اعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف))

المؤمن كلما كثرت ذنوبه , وتعددت هفواته يكون رجاؤه فى الله أعظم , وطمعه فى مغفرته أكبر , فان أسواط الذنوب , ولذعات المعاصى تحرك القلب وتؤنب الضمير , وتدعو الى المناجاة , ومتى ما انقدح فى ذهن العبد أن الذنب من سماته , والخطأ من لوازمه , وأن له ربا غفورا كريما يغفر الذنب , ويأخذ بالذنب فقد وصل إلى مرتبة رفيعة ومنزلة عاليه , يقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قالSad(أذنب عبد ذنبا , فقال اللهم اغفر لى ذنبي , فقال تبارك وتعالى :أذنب عبدى ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب , ثم عاد فأذنب , فقال: أى رب اغفر لى ذنبي . فقال تبارك وتعالى : عبدى أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب . فقال : أى رب اغفر لى ذنبي فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدى ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب . اعمل ما شئت فقد غفرت لك ))


يارب ان عظمت ذنوبي كثرة =فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن =فمن ذا الذى يرجو ويدعو المجرم
مالى إليك وسيلة إلا الرجا =وجميل عفوك ثم إنى مسلم

ومن أروع ما قرأت , وأجمل ما وجدت من كلمات الرجاء , كلمات بديعة , وعبارات موحية لإمام من أئمة الدين , وأستاذ من أساتذة البيان , وهو يحيي بن معاذ_رحمه الله_حيث يقولSad(يكاد رجائى لك مع الذنوب يغلب رجائى لك مع الأعمال , لأنى أجدنى أعتمد فى الأعمال على الإخلاص , وكيف أصفيها وأحزرها وأنا بالآفات معروف ؟وأجدنى فى الذنوب اعتمد على عفوك , وكيف لا تغفرها وأنت بالجود موصوف؟))
وقال أيضا : ((إلهى , أحلى العطايا فى قلبي رجاؤك , وأعذب الكلام على لسانى ثناؤك , وأحب الساعات إلي ساعة يكون فيها لقاؤك))




الموضوع الأصلي : الله اهل الثناء والمجد // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف

 الله اهل الثناء والمجد I_icon_minitimeالجمعة 10 فبراير 2012, 9:03 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

هدي السلف
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبى
الرتبه:
عضو ذهبى

البيانات
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 05/10/2011
عدد المساهمات : 913
عدد النقاط : 3961
تقيم الاعضاء : 41

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الله اهل الثناء والمجد



الله اهل الثناء والمجد


 الله اهل الثناء والمجد 2Q==

قصيدة رحلة في موكب الجلال
د. ناصر بن مسفر الزهرانى



المقدمة :


هذه معلقة ربانية ، و مديحة إلهية ، وومضات إيمانية ، لقد و لقد كانت امنيتى أن أعطر لساني بشي من الثناء عليه ، و اضمخ بياني بعبير من عبق الانكسار بين يديه ، و أتوج شعري بيسير من المدح فيه ، فهو نور الحياة ،و ضياء الوجود ، ومعنى البيان و فخر القوافي ، و ذكره عطر القصائد ، و عنوان المحامد .
آمل اننى قد حزت قصب السبق ، و أن يكون لي في مدحه لسان صدق ، فهذه رسالة صادقة من قلب محب إلى حبيب العارفين ، و أنيس المستوحشين و رب العالمين .

( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ(78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ(79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ(80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ(81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ(82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ(83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ(84) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ) ( الشعراء )



قرّبوا ريشتي وهاتوا دواتي واتركوني من التي واللواتي
لم يعد في فؤاد مثلي مكان للتغني بالحب والغانيات
فإذا بالغرام يغدو حديثا والمحبون كومة من رفاة
كم تأمّلت من أعاجيب حبّ وغرام في الأعصر الخاليات
لأناس ذابوا هياما وشوقا وافتتانا بروعة الفاتنات
كم فؤادٍ بلوعة الحبِّ يكوى وصريعٍ للأعين القاتلات
فإذا بالغرام يغدوا حديثا والمحبّون كومةً من رفاة
قصصٌ في مجالس الأنس تروى ثم ترمى في حيّز المهملات
فتعاليت عن غرام بئيس دنيوي مآله لانبثاث


وسقيت الفؤاد من نهر حبّ يوقض القلب من عميق السبات
كم شفى الحبّ غلّة من نفوس وسقاها من سلسبيل فرات
فاستمع يا زمان هذا محبّ سوف يتلو أنشودة للرواة
يا خلايا الفؤاد يا كل نبض هات ما عندكم من الحب هات
حدثينا عن الهوى حدّثينا وأبيني بأصدق البيّنات


أشعلي جذوة الهوى في نفوس عن مراقي سعودها لاهيات
هذه نفحة من الطهر تسري في فضاء يعجّ بالمغريات
ضجّ هذا الفضاء مما دهاه من جحيم الآثام والمنكرات
وإذا بثّ في البرايا خطايا جاءك البثّ عابقاً من قناة
هذه باقة من الورد نشوى من أزاهير قلبي العاطرات


هذه قصّة من الحبّ تتلى في حروفٍ فتّانة ساحراتي
ومعاني أضحت بمحراب روحي ساهرات لربها ساجدات
هذه غرفة من الحبّ تسقي برواها ضمائراً صاديات
هذه نسمة شذاها تجلى في سماءٍ الهوى بمسكٍ فتات
وسلاف البيان يحلو مذاقاً لقلوبٍ شفافةٍ مرهفات
بعت ذاتي على حبيبٍ قريبٍ من فؤادي ومنه حبي وذاتي
تاه لبّي وذاب قلبي لربي فهو حبّي وسلوتي في حياتي
وله كل ذرّة في كياني ومماتي ومنسكي وصلاتي


يا مرادي هذه ترانيم حبٍّ من فيوض المشاعر الخاشعات

أنت أهل الثناء والمجد فامنن بعبير من الثناء المواتي
ما ثنائي عليك إلا امتنان ومثال للأنعم الفائضات
يا محبّ الثناء والمدح إني من حيائي خواطري في شتات
ذابت النفس هيبةً واحتراماً وتأبّت عن بلع ريقي لهاتي
حبّنا وامتداحنا ليس إلا ومضةً منك يا عظيم الهبات


لو نظمنا قلائداً من جمانٍ ومعانٍ خلابةٍ بالمئات
لو برينا الأشجار أقلام شكر بمداد من دجلة والفرات
لو نقشنا ثناءنا من دمانا وبذلنا أرواحنا الغاليات
لو نُشرنا في ذاته أو رُمينا برماح فتّاكةٍ مشرعات
أو جهدنا نفوسنا في قيامٍ وصيامٍ حتى غدت ذاويات
أو مزجنا نهارنا بدجانا في صلاة وألسن ذاكرات
أو قطعنا مفاوزاً من لهيبٍ ومشينا بأرجلٍ حافيات
أو سجدنا على شضايا رصاصٍ أو زحفنا زحفا على المرمضات
أو بكينا دماً وفاضت عيون بلهيب المدامع الحارقات


ما أبنّا عن همسة من معاني في حنايا نفوسنا ماكنات
ما أتينا بذرة من جلال أو شكرنا آلائك الغامرات
أي شيء يقوله الشعر لما يتغنى بخالق الكائنات
ما نسجناه من بيانٍ بديعٍ ليس إلا خواطراً قاصرات


هدي الشعر لافتراس المعاني إنما الطيبون للطيبات
أي شيء أتقى وأنقى وأرقى من حروفٍ بمدحه مترعات
فالق الحبّ والنوى جلّ شأنه وضياء الدجى ونور السّراة
قابض باسطٌ معزّ مذلٌّ لم يزل مرغما أنوف الطغاة
شافع واسعٌ حكيمٌ عليمٌ بالنوايا والغيب والخاطرات
خافض رافع سميع بصير لدبيب للنمل فوق الحصاة
يهتف العابدون من كل جنسٍ وبلادٍ على اختلاف اللغات
لم يغب عنه همسةٌ أو هتافٌ للمنادين من جميع الفئات
نافع مانع قوي شديد قاصم ظهر كل باغٍ وعات


كم تألّى ذوو عنادٍ وكفرٍ فاستحالت عروشهم خاويات
كم أتى بطشه فأردى شعوباً لاهياتٍ في دورها آمنات
ظاهر باطن حسيب رقيب ليس يخفى عليه مثل القذاة
أولٌ آخرٌ علىٌّ غنيٌّ كيف تحصى آلائه الوافرات
باعثٌ وراثٌ كفيلٌ وكيلٌ وأمانٌ للأنفس الخائفات
وجميلٌ جماله فاض طهراً وصفاءً يرفّ بالمبدعات


بارئ حافظٌ حميد مجيد فارج الهمّ كاشف المعضلات
الوليّ المتين ما خاب ظنٌّ لنفوس في فضله طامعات
مؤمنٌ محسنٌ شكورٌ صبورٌ للأذى والجحود والافتئات
خالقٌ رازقٌ سميعٌ مجيبٌ ويداه تفيض بالأعطيات
السلام القدوس كم من فيوض نتفيا ظلالها الوارفات
وله الكبرياء هل من ولي غيره قد أباد كل الولاة
مستوٍ فوق عرشه في علوٍّ وقريب بجوده للعفاة


ليس شيء كمثله فهو ربٌّ من يضاهيه في صفاة وذات
ما أتى من صفاته فهو حقّ وكمال برغم أنف النفاة
إنه الواحد الذي لا يضاهى في معاني أسمائه والصفات
ناصرٌ قادرٌ على كل شيء وهو حيّ منزّه عن سبات
قاهرٌ غالبٌ قوي عزيزٌ ونصيرٌ للمهتدين الهدات
غافرٌ راحمٌ رحيمٌ تجلى حلمه في عطائه للجناة
تتألى عليه بعض البرايا وتراها في فضله راتعات
مرسل البرق منزل الغيث صفوا وهو محي العظام بعد الفتات
صمدٌ تصمد البرايا إليه وأنيس الضمائر الموحشات
المليك القدير ذو الطول بشرى لمحبي توحيده بالعداة
ما أتوا كاهنا ولم يستغيثوا بقبورٍ مطمورةٍ بالكفاة
قصدهم أو دعائهم ليس إلا للكريم العظيم ذي المقدرات


تلك فحوى العقيدة الحقّ تتلى بوضوح في كتبه المنزلات
يا نبيّ الهدى ويا خير صوتٍ حين يتلى متيماً للحداة
يا محباً تعلم الحبّ منه ثم آتى ثماره الناضجات
ما رأينا في دفتر المجد أسمى منك حبّاً برغم كيد الوشاة
صغت للدهر قصّة من نضالٍ وفعالٍ أبيّةٍ ذائعات
وحروفٍ منسوجةٍ من ضياءٍ ما توارى عن شاشة الذاكرات
لو رميتم مفاتح الأرض عندي وأتيتم بالشمس والمقمرات
ليس في شرعة الهوى من نكوصٍ وعهودٍ مأجورةٍ مشتراة


والأمور الصعاب تبدو لعيني في رضى من أحبّه هيّنات
فإذا أظلم الدجى قام يدعو ويناجي بأدمعٍ واجفات
يا إلهي إن كنت راضٍ فإني لا أبالي بما أتو من أذات
ومضى ثابت الخطى لا يبالي بالتحدي والمكر والشائعات
أورق الحبّ والرضى في قلوبٍ بثّ فيها معنى التقى والأناة
أحدٌ والأحزاب والفتح تروي أروع الحبّ للأباة الكماة
بسيوفٍ غيورةٍ صارماتٍ وخيولٍ إلى الوغى ذابحات


كم رؤوس تعجّب الموت منها ودماءٍ منثورةٍ عابقات
أمهر الحبّ جعفر وخبيب بنفوسٍ من أجله زاهقات
يبتلى آل ياسرٍ ثم تهدى إلى المنايا سميّة الساميات
ضمّخت سكّة الهوى للصبايا بعبيرٍ من همّة القانتات
إنها درّة بعقدٍ مضيءٍ يتحلى بالكمّل المحصنات
وبلال في وقدة الرمل يلقى لينادي بلاته أو منات
كلّما أمعنوا عذابا ينادي أحدٌ لم تطق سواها شفاتي
وأبو جابرٍ ينادي كفاحاً ويمنّى بأحسن الأمنيات
وحبيبٌ يبضّع الجسم حيّاُ بسيوفٍ غدّارةٍ خائنات
لم يلن عزمه وما صاغ حرفاً من ذلة أو خضوعٍ للغواة


سطّروا قصّة الهوى بحروفٍ سوف تبقى عن البلا خالدات
هكذا الحبّ لوعة وامتثالٌ واشتياقٌ تصاغ في تضحيات
مبدع الكون يا لها من عقولٍ فــي تملي آياته ذاهلات
واسع الفضل كيف ترجى نجاةٌ لنفوسٍ عن هديه معرضات
هائماتٍ في غفلةٍ عن هداه غارقاتٍ في حمأة الموبقات
وقلوبٍ كئيبةٍ كيف تسلو وهي من فيض حبّه مقفرات
كيف يسري معنى الرضى في نفوس من شذا طيف أنسه خاليات
كم بهذا الوجود مما نراه من صنوفٍ بفضله شاهدات


لو تأملت صفحة الكون مما بثّ فيه من رائع المعجزات
أرسل الفكر في فضاءٍ بعيدٍ وسماءٍ تعجّ بالنيّرات
هل رأيت السماء والشمس تزهو في ضحاها والبدر في الحالكات
هل تأملت منظر النجم لمّا يسحر العين في دجى المظلمات
كلها الأرض والمجرّات تبدو عند ربي كحلقة في فلاة
هل تأملت روعة الروض لمّا يتبدى بأحسن المزهرات
من غصونٍ ريانةٍ وورودٍ وفروعٍ زكيّة مثمرات
وخرير المياه يهدي لحوناً يتهادى بين الربى والنبات
وغناءً يسري إلى كل قلبٍ لطيورٍ صدّاحةٍ شاديات
ورُخاءً مأمورةً من رياحٍ حين تمضي إلى الرُّبى لاقحات
كم ترى من حدائق مفعمات بغصونٍ قطوفها دانيات
وحقولٍ جميلةٍ لحبوبٍ تتجلى في أبدع السنبلات
هل تأملت أنهراً وبحوراً كم بها من عوالمٍ سابحات
هذه الفلك آية هل تراها وهي تفري عبابه ماخرات
منظر مذهلٌ فلول البرايا تمتطيه بأضخم الباخرات
رابط الجأش كم طوى في حشاه من ضحايا أمواجه العاتيات
لم تغيره حادثات الليالي والبرايا ما بين غادٍ وآت
هل تأملت أمة النحل تغدوا لعبيرٍ من الشذى راشفات
ثم تهدي بطونها من رضابٍ وشفاءٍ لأنفسٍ مزمنات
في بناءٍ معقدٍ هندسيٍّ يتحدى خوراق الهندسات
هل تأملت عالم النمــل فيه روعةٌ في فلوله المنشرات
في نظام ودقّة لا تبارى وتفاني في الكسب والاقتيات
ليس للخامل الكسول احترامٌ في قوانين عيشها الصارمات
وألوفّ من المخاليق تمضي في دروبٍ مرسومةٍ واضحات
من فراشٍ وزاحفٍ وطيورٍ وأليفٍ يقنى ومن كاسرات
وإذا جفّت العيون السواقي واستحالت رياضنا مجدبات
وبدا وجه أرضنا مقفهرٌّ قابلتك الغيوم بالبشريات
فإذا بالمغيث يزجي سحاباً ويفيض الثجاج بالمعصرات
تكتسي الأرض حلّة من نضار في وجوهٍ وضّاءةٍ باسمات
لو تأملت أبدع الصنع فيما بين جنبيك من بديع العضات
من فؤاد ومنطق واعتدال والنهى والدلائل الباهرات
والبلايين من خلاياك تمضي والكريّات أضخم الناقلات
لو تأمّلت في كتاب كريم في معاني آياته المحكمات
في الضحى والأنعام والنحل فيضٌ من ضياءٍ والنور والذاريات
من يعيد الرواء للأرض لما يطمس الجدب أوجهاً ضاحكات
من يعافي المريض من بعد سقمٍ وقنوطٍ من طبّ مستشفيات
من يبث السرور في كل بيتٍ بالبنين الأطهار أو بالبنات
من يسلّي النفوس بالصبر لمّا تبتلى بالنوازل القاصمات
من يغيث القلوب مما دهاها من همومٍ بئيسةٍ جاثمات
من يواري عيوبنا .. من حبانا بستورٍ من سترهِ مسدلات
من هدى العقل لاكتشافٍ بديعٍ لعلومٍ عجيبة مذهلات


كلما زادت العقول اكتشافاً وابتكاراً تتيه في المهمهات
علمها واكتشافها ليس إلا قطرةً من بحوره الزاخرات
إن في ساحة العلوم اهتداءً ودليلاً للأنفس الحائرات
كم هدينا بفضله لعلومٍ بمزايا توحيده هاتفات
إن في مسرح الحياة اعتباراً في ثنايا آياتها الماثلات
يا جهولا بربّه يا غفولاً عن صريح الآيات والبيّنات


كم نرى في حياتنا من فنونٍ ورســـومٍ خلاّبةٍ هائمات
أين عيناك عن تملّي جمالٍ في أفانين فضله الناطقات


في جمال الأكوان في كل همسٍ في بديع المسموع والمبصرات
في شروقٍ للشمس أو في غروبٍ في نجومٍ مطلّة آفلات
في انبلاج الصباح في هدئة الليل في لحون الشداة
في سحابٍ مسخّرٍ في غمامٍ في بروقٍ برّاقةٍ ضاحكات
في هتاف الطيور من كل فنٍّ في غناء الحمائم الساجعات
في الشذا في الندى في الورود في بسمة الفجر في سكون البيات
في الرُّبى في الضحى في الأنهار في طلعة البدر في الزواهر الحالمات
في التقاء البحرين ملحٌ أجاجٌ ليس يطغى على الزلال الفرات
في رحيق الأزهار في نفحة العطر في رياضها الناظرات
في دلال الملاح في رقّة الحب في المحاجر الآسرات
في قدودٍ فتّانة في خدودٍ في ثغورٍ وضّاءةٍ باسمات
في جمال الغزال في جفلة الظبي في عيون المهات
في اختيال الطاؤوس في عالم البحر في علوِّ البزاة
في هدير الجِمال في سطوة الأسد في انطلاقة الصافنات
في قضاء الأرواح في قصّة النومِ في حديثنا والسُّكات
في بديع الألون في نغمة الصوت في قلوبنا الخافقات
في اختلاف الأذواق في بسمة المرء في دموعه الذارفات
في صنوف الأرزاق من كلّ طعمٍ في فيوضات جوده المغدقات
في مذاق الثمار في باسق النخل في الجنا في النواة


إنه الله سلوةً وضياءً في سماءِ العبّادِ والعابداتِ
عد إلى ظلّه الظليل التماساً للرضى وحسن الصِّلاة
حيث يكسوك حُلّةً من حنانٍ وأمانٍ في هجمة العاديات


وترنّم بذكره فهوة غرسٌ سوف تجني ثمارهُ اليانعات
إنّ صدق المحبّ يبدو جليّاً في عيونٍ بالدمع مغرورقات
وامتثالاً لأمره واحتراما لمواثيق حبّه المبرمات
وقياماً بحقّه من صلاةٍ وصيامٍ ومنسكٍ وزكاةِ
هذه همستي إلى كل قلبٍ عاشقٍ للرضى وهذي وصاتي
ونداءٌ مضمّخٌ بعبيرٍ لأناسٍ يستروحون العظاة


فاعمر الوقت بالتراتيلِ وانصب تحت جنح الدجى وحين الغداة
واغنم العمر فالمنايا خفايا كم دهى الخطب أنفساً غافلات
ليس تغنيك توبةٌ أو بكاءٌ حين تمنى بهجمة النازعات
إنه موعدٌ وما عنه مأوى لو سكنت البروج والناطحات
أين أهل السلطان والجاهِ ممن تاه فخراً في الأعصر الماضيات
أولم يفتك الرّدى بقصورٍ وديارٍ بأهلها آهلات


كدّر الموت صفوهم ثمّ بادوا وتجلّت رسومهم دارسات
أين من غرّه جمالٌ ومالٌ من كبار السادات والسيدات
سكنوا باطن الثرى بعد عزٍّ في ظلال المنازل الشامخات
أكل الترب حسنهم وتمشى الدود يرعى في أعظمٍ باليات
إن في صرعة الزّمان اعتبارا كيف تمضي أيامه خاطفات
فلتبادر إلى اغتنام الليالي ولحوقٍ للركب قبل الفوات
حين تمضي إلى إلهٍ عظيمٍ وعليمٍ بالجهرِ والخافيات
جامع الناس في مقامٍ رهيبٍ ومعيد العظام بعد الشتات
في مقامٍ تكون فيه البرايا خاضعات لربها مهطعات
فيه تجثوا قوافل الناس خوفاً ويحل الذهول بالمرضعات
لو رأيت الأبناء ولّوا فراراً عن نداءالآباء والأمّهات
هلعٌ يُمطر الورى فاستكانوا في وجيفٍ وأعينٍ شاخصات
وبكاءٍ وحرقةٍ ثم يدنو كوكب الشمس من حفاةٍ عراة
ليس للمرء ملجأ فيه إلا بمزايا أعماله الصالحات
ولمن واجهوا فلول الخطايا بدروعٍ من التقى سابغات
ودعاة لهديه في البرايا بقلوبٍ رفيقة راحمات


يقطف المؤمنون أزهار أمنٍ ويرون البشائر المرضيات
حورُ عينٍ وسندسٍ وثمار وفيوض من أنهرٍ جاريات
في نعيم لا ينقضي ومزيدٍ لوجوهٍ لربها ناظرات
يا إلهي إني مقرّ بذنبي وخطايا جوارحٍ مسرفات
ما جهلت المقام أو كان قلبي مشرئبّاً إلى دروب العصاة
ضعف نفسي وحسن ظني بربي جرّني للقصور في واجباتي
يا رحيما بعبده يا عفوّاً يا محل الآمال والمكرمات


يا إلهي ومن إليه التجائي يا ربيع الأفكار والذكريات
رضّني بالقضاء وامنن بفضلٍ وببردٍ للعيش بعد الوفاة
يا منى خاطري وسلوى فؤادي ليس إلا إلى رضاك التفاتي
منك حولي وقوتي واتكالي يا نصيري فلا تكلني لذاتي
جِدْ على عبدك المرجّى نوالاً من عطايا آلائك المشرقات


واهدي قلبي يا خالقي وارض عنّي فالرضا منك منتهى الأمنيات
أنت ألبستني من الفضل ثوباً بل ثياباً فضفاضةً ضافيات
يا غياث الملهوف من كل كربٍ يا معيناً للمرء في المعضلات
لا تدعني لحادثات الليالي وأجرني مما به الغيب آت
وقني من لهيب نارٍ تلضّى بسياجٍ من التقى والثبات
يا جواداً بلطفه يا عفوّاً لرزايا كبائرٍ أهو هنات
يا ملاذاً تهفو إليه البرايا والمرجى لفك أسر العناة
أُمْحُ عنّي صحائفاً من ذنوبي واعف عنّي يا غافر السيّئات
فاقتراف الذنوب عنوان ضعفي والتمادي في غيّها من سماتي
يا أنيسي عُدّتي واعتمادي وملاذي في ظلمة النائبات
وسروري وبهجتي ورجائي وضيائي في مدلج الحالكات
هذه لوعتي وهذي دموعي واشتياقي وقصّتي وشكاتي
أبتغيها ذخراً ليومٍ عظيمٍ يا إلهي لعلّ فيها نجاتي
وصلاةً زكيّةً وسلاماً للنبي الكريم خير الدعاةِ


بقلم الخطيب الأديب الشيخ : د. ناصر بن مسفر الزهراني







الموضوع الأصلي : الله اهل الثناء والمجد // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف

 الله اهل الثناء والمجد I_icon_minitimeالأحد 12 فبراير 2012, 1:47 pm
المشاركة رقم:
المعلومات

هدي السلف
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبى
الرتبه:
عضو ذهبى

البيانات
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 05/10/2011
عدد المساهمات : 913
عدد النقاط : 3961
تقيم الاعضاء : 41

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الله اهل الثناء والمجد



الله اهل الثناء والمجد







الموضوع الأصلي : الله اهل الثناء والمجد // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف



الإشارات المرجعية
الــرد الســـريـع
..


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)




مواضيع ذات صلة


 الله اهل الثناء والمجد Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Bookmark and Share


<div style="background-color: #15eb60;"><a href="http://news.rsspump.com/" title="news">news</a></div>

Loading...




 تحويل و برمجة فريق منتديات احلى حكاية لدعم الفنى و التطوير
facebook twetter twetter twetter