!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
الأحد 04 مارس 2012, 11:35 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية قال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (سورة الزمر: 67) . هذا الكون بسمائه وأرضه وجباله وشجره ومائه وثرائه وجميع المخلوقات يجعلها الله عز وجل يوم القيامة على أصابعه ويجمعها في كفيه سبحانه كما صحت بذلك الأدلة، فهذا يدل على عظمة الله عز وجل وصغر هذه المخلوقات الهائلة بالنسبة إليه سبحانه وتعالى. ولهذا قال الله جل وعلا (و ما قدروا الله حق قدره) أي ما عظموا الله حق تعظيمه . - فالملاحدة ما قدروا الله حق قدره لأنهم نفوا وجود الله ووجود الخالق. يقال أن الإمام آبا حنيفة رحمه الله جاءه جماعة من الملاحدة وقالوا: نريد المناظرة. فقال لهم قبل المناظرة بلغني خبر عجيب، قالوا: وما هو؟ قال: بلغني أن سفينة تسير بنفسها في البحر وتحمل نفسها بالبضائع ثم تأتي وتفرغ حمولتها بنفسها بدون عمال و بدون قائد ! قالوا: هذا محال. لا يتصور ذلك. قال: هكذا بلغني, قالوا: هذا محال. قال يا سبحان الله. وهل يعقل أن هذا الكون كله ليس له خالق وليس له مدبر وليس له رب ! فأفحمهم بهذه الحجة. كما أن هذه الآية مفحمة لكل ملحد (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) فهل يعقل أن هذا الخلق بدون خالق؟ - وكذلك المشركون الذين أقروا أن الله هو الخالق الرازق المحيي المدبر أي أنهم أقروا بتوحيد الربوبية، وخالفوا في توحيد الألوهيه فعبدوا مع الله غيره من الأصنام والأحجار والأشجار والقبور والأضرحة، هؤلاء ما قدروا الله حق قدره حيث أنهم أشركوا معه في عبادته من لا يخلق ولا يرزق ولا يملك نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فسووا بين الخالق والمخلوق. - وكذلك ما قدر الله حق قدره من جحد الأسماء والصفات، فمن أنكر الأسماء والصفات التي أثبتها الله لنفسه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم أو تأولها على غير معناها وألحد فيها ما قدر الله حق قدره. فالذي قال: أن الله لا يوصف بصفات،ولا يسمى بأسماء وإنما هي مجازات لا حقيقة لها، فلا يوصف الله عنده بأن له يدين أو وجه ولا يوصف الله بالعلو وأنه سبحانه عال على خلقه مستو على عرشه، ثم أخذ يؤول هذه الصفات إلى معان لا تحتملها فهذا ما قدر الله حق فدره حيث أنه ألحد في أسمائه وصفاته ويدخل في ذلك الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وكل من ألحد في الأسماء والصفات أو جحد بعضها أو شيئا منها، فإنه ما قدر الله حق قدره ولا عظمه حق تعظيمه. - كذلك ما قدر الله حق قدره من نفى القدر. فالقدرية والجبرية ما قدروا الله حق قدره حيث نفوا القدر، فقالوا: أن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه دون أن يكون لله قدر سابق وعلم سابق بهذه الأشياء. - وأيضا ما قدر الله حق قدره من عصى الله وارتكب ما حرم الله من المعاصي وترك ما أوجب الله من الطاعات فمن عصى مخلوقا فقد تنقصه فكيف بمن عصى الخالق (ولله المثل الأعلى). إذا كل مخالف لأوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه وأحكامه فإنه ما قدر الله حق قدره حيث لم يمتثل شرع الله ومن لم يمتثل شرع الله فإنه ما يقدره حق قدره. - كذلك من حكم بغير ما أنزل الله وجعل القوانين الوضعية بديلا عن الأحكام الشرعية التي شرعها الله لعباده ما قدر الله حق قدره حيث يقول بلسان الحال أو بلسان المقال إن شرعك لا يصلح للبشر وإنما يصلح للبشر القوانين البشرية التي وضعها المخلوق. - كذلك من جحد الرسالة وقال: أن الله لا يبعث رسولا من البشر فهذا ما قدر الله حق قدره. إذا كل من خالف في أمور العقائد و الأحكام فإنه ما قدر الله حق قدره. عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: جاء حَبر من الأحبار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضيين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وفي رواية لمسلم: والجبال والشجر على إصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، أنا الله وفي رواية للبخاري: يجعل السماوات على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع . وروي عن ابن عباس قال: ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم. وقال ابن جرير: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس . وقال: قال أبو ذر -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض . وعن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله -سبحانه وتعالى- فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم أخرجه أبو داود وغيره، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. فإذا نظر الإنسان إلى هذه الأرض على عِظمها، وعلى غرور أهلها فيها، ونظر إلى حجمها، وإلى سعتها، وإلى ما فيها، فهي قبضة الرحمن -جل وعلا-، يعني في داخل قبضة الرحمن -جل وعلا- يوم القيامة، فهذه صفات الله -جل جلاله-، هذه صفاته، فإن الأرض التي يتعاظمها أهلها، والسماوات التي يتعاظمها من نظر فيها، هي صغيرة وآيلة في الصغر إلى أن تكون في كف الرحمن -جل وعلا-، والله -سبحانه وتعالى- أعظم من ذلك وأجلُّ، بل هو -سبحانه وتعالى- الواسع الحميد، الذي له الحمد كله، وله الثناء كله، ويبين لك ذلك، عظمة الرب -جل وعلا- في ذاته، وعظمة الرب -جل وعلا- في صفاته، إذا تأملت هذه الأحاديث. فإنك إذا نظرت إلى هذه الأرض، ونظرت سعة هذه الأرض، وغرور أهل الأرض بها، غرور أهل الأرض في الأرض بهذه الأرض وبسعتها، وبقواهم فيها، نظرت إلى أن الأرض بالنسبة إلى السماء أنها صغيرة، وأن بين الأرض وبين السماء الأولى مسيرة خمسمائة سنة في مسير الراكب السريع، وكذلك بين السماء الأولى والسماء الثانية مسيرة خمسمائة سنة، وهكذا حتى تنتهي السبع سماوات. فالأرض التي أنت فيها، وأنت فيها في نقطة صغيرة صغيرة، هي بالنسبة إلى السماء هذا وصفها، والأرض والسماوات بالنسبة للكرسي هذا وصفه، والكرسي أيضا فوقهما وفوق ذلك العرش -عرش الرحمن جل وعلا-، والكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، فهو متناهي الصغر بالنسبة إلى عرش الرحمن، الذي الرحمن - جل وعلا - مستو عليه، وهو فوقه - سبحانه وتعالى -. ما عظموه حق تعظيمه؛ لأنهم تعاظموا وتكبروا وتجبروا، ونظروا إلى أنفسهم أنهم كذا وكذا من الصفات، ولو تأملوا صفة الرب - جل وعلا -، وما يجب له من الجلال، وما هو عليه - سبحانه وتعالى- من صفات الذات، ومن صفات الفعل، وما هو في ذلك على الكمال الأعظم؛ فإنهم سيحتقرون أنفسهم، وسيعلمون أنه ما ثَمَّ ينجيهم ويشرفهم إلا أن يكونوا عبيدا له وحده دون ما سواه، فهل يعبد المخلوق المخلوق؟ الواجب أن يعبد المخلوق هذا الذي هو متصف بهذه الصفات العظيمة؛ فهو الحقيق بأن يذل له، وهو الحقيق بأن يطاع، وهو الحقيق بأن يُجَلَّ، وهو الحقيق بأن يُسأل، وهو الحقيق بأن يُبذل كل ما يملكه العبد في سبيل مرضاته -جل وعلا-، إذ هذا من قدره حق قدره، ومن تعظيمه حق تعظيمه. فإذا تأمل العبد صفات الربوبية، وصفات الجلال، وصفات الجمال لله -جل وعلا-، وأن ذات الله - جل وعلا - عظيمة، وأنه - سبحانه وتعالى - مستو على عرشه، بائن من خلقة، على هذا العِظم؛ وجد أنه ما ثَم إلا أنه يتوجه إليه بالعبادة، وألا يعبد إلا هو، وأن من عبد المخلوق الحقير الوضيع فإنه قد نازع الله -جل وعلا- في ملكه، ونازع الله -جل وعلا- في إلاهيته، ولهذا يحق أن يكون من أهل النار المخلدين فيها، عذابا دائما؛ لأنه توجه إلى هذا المخلوق الضعيف، وترك الرب العلي القادر على كل شيء -سبحانه وتعالى- فتنظر إلى نفوذ أمر الله في ملكوته الواسع، الذي ما نعلم منه إلا ما حولنا من هذه الأرض وما هو قريب منها، بل نعلم بعض ذلك، والله -جل وعلا- هو المتصرف. ثم تنظر إلى أن الله -جل وعلا- هذا الجليل العظيم، المتصف بهذا الملك العظيم، أنه يتوجه إليك -أيها العبد الحقير الوضيع- فيأمرك بعبادته، وهي شرف لك - لو شعرت-، ويأمرك بتقواه، وهو شرف لك - لو شعرت -، ويأمرك بطاعته، وذاك شرف لك - لو شعرت -. فإنه إذا علمت حق الله، وعلمت صفات الله، وما هو عليه من العلو المطلق في ذاته وفي صفاته -جل وعلا-، وفي نفوذ أمره في هذه السماوات السبع، التي هي في الكرسي كدراهم ألقيت في ترس، ثم ما فوق ذلك، والجنة والنار وما في ذلك؛ وجدت أنك لا تتمالك إلا أن تخضع له -جل وعلا- خضوعا اختياريا، وأن تذل له، وأن تتوجه إلى طاعته، وأن تتقرب إليه بما يحب. مما سبق أيضا يتضح لنا أمور منها : أولا: فيه قبول للحق ممن جاء به، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحق من هذا اليهودي وفرح به. ثانيا: مشروعية التحدث عن آيات الله الكونية من أجل أخذ العبرة والعظة ,وتعظيم الله جل جلاله وأفراده بالعبادة وليس التحدث بهذه الأمور من باب الاستطلاع أو زيادة المعلومات . ثالثا: فيه أثبات اليدين لله جل وعلا والكف والأصابع ( وكلتا يديه يمين ) . رابعا: فيه رد على الذين لا يؤمنون بوجود السموات وهذه المخلوقات العلوية .والقول على الله بغير علم . كذلك من هذه الأحاديث يتبين أن : الأرض فوقها السموات السبع والكرسي فوق السموات السبع والبحر فوق الكرسي والعرش فوق البحر فيجب الإيمان بذلك. خامسا : هذه الأحاديث توضح كيفية هذه المخلوقات وأن بعضها فوق بعض . سادسا: أن الكرسي غير العرش. سابعا: فيها إثبات إحاطة علم الله جل وعلا بكل شيء وأنه لا تخفى عليه أعمال عباده صغيرها وكبيرها . ثامنا: فيها وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة لأنه إذا كانت هذه المخلوقات العظيمة حقيرة وصغيرة بالنسبة إليه سبحانه وأنه يتصرف فيها جل وعلا ويعلم ما يجري فيها وما يكون ,فهو المستحق للعبادة وحده وبطلان عبادة ما سواه ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. تاسعا: أنها تحمل الإنسان على أن يستحي من الله ليس بدافع الخوف ولكن بدافع الحب والرجاء فيندفع إلى الطاعة وترك المعصية لمعرفته بكرم الله ولطفه و رحمته . رغم علو الله سبحانه وتعالى في السماء إلا أنه لا يخفى عليه شيء في السماء ولا في الأرض وبعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .ويعلم جميع أعمال بني آدم على كثرتهم وتفرقهم في الأرض. وأنك إذا تلوت كلامه، تلوت كلام من يخاطبك به، ويأمر وينهى به، فيكون عندك حينئذ التوقير غير التوقير، ويكون التعظيم غير التعظيم. قال -جل وعلا-: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ فهذا في الإنزال، في إنزال الكتاب، وفي إرسال الرسول. وقال - جل وعلا - في بيان صفة ذاته قال:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ يعني ما عظموه حق تعظيمه، ولو عظموه حق تعظيمه لما عبدوا غيره، ولما أطاعوا غيره، ولعبدوه حق العبادة، ولذلوا له ذلا وخضوعا دائما، وأنابوا إليه بخشوع وخشية، ولكنهم ما قدروه حق قدره، يعني ما عظموه حق تعظيمه الذي يجب لقدره -جل وعلا-، وعِظم ذاته -سبحانه وتعالى- وصفاته. ثم بين -جل وعلا- شيئا من صفة ذاته العظيمة الجليلة، فقال سبحانه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فإن عقل الإنسان لا يمكن أن يتحمل صفة الله -جل وعلا- على ما هو عليه، والله -جل وعلا- بين لك بعض صفاته، فقال سبحانه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}. فنفهم من ذلك أن كف الرحمن -جل وعلا-، وأن يد الرحمن -جل وعلا- أعظم من هذا، وكذلك السماوات مطويات كطي السجل في كف الرحمن -جل وعلا-، كما قال سبحانه هنا: { وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ وقال في آية سورة الأنبياء: يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}. والأرض بالنسبة للسماوات صغيرة، ولهذا مثّل السماوات السبع النبي -عليه الصلاة والسلام- في الكرسي الذي هو فوق ذلك وهو أكبر بكثير من السماوات بقوله: إن السماوات السبع كدراهم سبعة ألقيت في ترس يعني هذه السماوات صغيرة جدا بالنسبة إلى الكرسي، بل كدراهم سبعة ألقيت في ترس، والترس مكتنفها متقوس عليها، فهي صغيرة فيه، وهو واسعها كما قال -جل وعلا- عن الكرسي: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} . فتلحظ أن هذه المخلوقات جميعا تتناهى في الصغر، وأنك على الأرض هذه التي تعاظمها تتناهى في الصغر، فما بقي إلا أن تعلم أن الله -جل جلاله- المستوي على عرشه، الذي له علو الذات على خلقه، وله علو الصفات، علو القهر وعلو القدر، أنه -جل وعلا- هو العظيم، وهو الواسع، وهو الحميد وأن الخلق ما قدروه حق قدره - جل وعلا - كما قال سبحانه:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}, وهو سبحانه ولي النعمة والفضل، فترى أفعال الله - جل وعلا - في السماوات، وترى عبودية الملائكة في السماوات، تراها متجهة إلى هذا الرب العظيم المستوي على عرشه كما قال -عليه الصلاة والسلام-: أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك قائم وملك راكع أو ملك ساجد ؛ وهذا لأجل تعظيمهم لأمر الله. ولهذا كان من أسباب رسوخ الإيمان في القلب وتعظيم الرب -جل وعلا- أن يتأمل العبد، ويتفكر في ملكوت السماوات والأرض، كما أمر الله -جل وعلا- بذلك حين قال: قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وقال - جل وعل-:{ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ}. وقال أيضا -جل وعلا- في وصف الخلَّص من عباده: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } إلى آخر دعواتهم، وهم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون، ومع ذلك يسألون النجاة من النار، فهم في ذل وخضوع لما عرفوا من آثار توحيد الربوبية، ولما عرفوا من آثار توحيد الإلوهية في القلب وفي النفس. وإذا تأمل الإنسان في بعض مخلوقات الله لأيقن بعظمة الخالق . - فهذه الشمس التي نراها ضئيلة وصغيرة نجد أنها تكبر الأرض بمئات المرات إذ يمكنك أن تحشو الشمس بمليون وثلاثمائة ألف كرة أرضية . - أما القمر فهو أقرب إلينا من الشمس والنجوم وبعده عنا لا يقل عن ربع ملبون ميل والأرض أكبر منه بخمسين مرة . - والأرض لو كانت أسمك مما هي عليه بمقدار بضع أقدام فقط لامتص ثاني أكسيد الكربون والأكسجين ولما أمكن وجود حياة . - ولو أعدت النظر في نفسك أيها الإنسان لوجدت ما يغنيك عن التفكر في باقي المخلوقات فكما قال ابن القيم رحمه الله: فأعد الآن النظر فيك وفي نفسك مرة ثانية من الذي دبرك بألطف التدابير وأنت جنين في بطن أمك ,في موضع لا يد تنالك ولا حيلة لك في التماس الغذاء ولا في دفع الضر عنك ,فمن الذي أجرى إليك من دم الأم ما يغذيك به كما يغذي الماء النبات ولم يزل يغذيك به في أضيق المواضع وأبعدها من حيلة التكسب والطلب حتى إذا كمل خلقك واستحكم , وقوي أديمك على مباشرة الهواء , وبصرك على ملاقاة الضياء , وصلبت عظامك على مباشرة الأيدي والتقلب على الغبراء , هاج الطلق بأمك فأزعجك إلى الخروج أيما إزعاج إلى عالم الابتلاء , فركضك الرحم ركضة منه كأنه لم يضمك يوما ,فمن الذي فتح لك بابه حتى ولجت ثم ضمه عليك حتى حفظت وكملت , ثم فتح لك الباب ووسعه حتى خرجت منه كلمح البصر ,لم يخنقك ضيقه ولم تحبسك صعوبة طريقك فيه . ...... فلو تأملت حالك في دخولك من ذلك الباب و خروجك منه لذهب بك العجب كل مذهب ,فمن الذي أوحى إليه أن يتضايق عليك و أنت نطفة حتى لا تفسد هناك ثم أوحى إليه أن يتسع لك وينفسح حتى تخرج منه سليما ... فخرجت فريدا وحيدا ضعيفا لا قشرة ولا لباس ولا متاع ولا مال , أحوج خلق الله وأضعفهم وأفقرهم , فصرف ذلك اللبن الذي كنت تتغذى به في بطن أمك إلى خزانتين معلقتين على صدرها ,تحمل غذائك على صدرها كما حملتك في بطنها . فمن عطف عليك قلب الأم ووضع فيه الحنان العجيب والرحمة الباهرة حتى تكون في أهنأ ما يكون - وكلما اتسع نطاق العلم زادت البراهين القوية الدامغة على وجود خالق قوي لا حد لقدرته . فكل ما في الكون ينبئك بوجود حكمة عالية و إرادة سامية وسيطرة قوية ونواميس في غاية الدقة و الإحكام يسير عليها الوجود ورب هذه الحكمة و صاحب هذه العظمة وواضع هذه النواميس هو الله . وهل يملك الإنسان بعد ذلك ألا أن يقدر الله حق قدره ؟ إن في ذلك لذكرى لمن كان قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . الموضوع الأصلي : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف | ||||||||||||||||||||||||||||||
الإثنين 05 مارس 2012, 8:39 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية الحمدُ لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون ، وبعدله ضل الضَّالون . لا يُسئل عما يفعل وهم يُسئلون . أحمدهُ سبحانه حمد عبد نزه ربه عما يقول الظالمون . وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له . وسبحان الله رب العرش عما يصفون يا منبت الأزهار عاطرة الشذى هذا الشذى الفواح نفح رضاك إن لم تكن عيني تراك فإنني في كل شئ أستبين علاك رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى واستقبل القلب الخلي هداك ونسيت حبي واعتزلت أحبتي ونسيت نفسي خوف أن أنساك يا رب جئتك نادما أبكي على ما قدمته يداي لا أتباكى أخشى من العرض الرهيب عليك وأخشلى منك إذ ألقاك أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين . أتى رجل في يوم من الأيام إلى شيخ عالم يسأله عن سؤال ، سؤال لربما لم يخطر على قلب بشر ، ولربما إذا سمع به المرء لضحك أو تفلسف وأخذ ينظر ويتكلم بكلام العلماء . أتدرون ما هو السؤال قال هذا الرجل الحريص التقي أيها الشيخ لماذا يعصى الله ؟؟ لماذا يعصى الإنسان ربه ؟ ... سؤال بسيط بصياغته ، بسيط في شكله . وو الله إلا من رحم الله القليل منا يعرف للسؤال جوابا ، ووالله إن لهذا السؤال لأهمية و إنه لخطير وعظيم في مضمونه. وهذا السؤال نابع وآتي من فكر سليم منطقي ، لماذا نعصي الله ليلا ونهارا ، خفية وجهارا ، وهو الذي أعطى وأنعم وأسبغ النعم علينا التي هي له . قال العالم : مخاطبا ذاك الرجل الصالح والله يا بني لقد جعلنا الله أهون من ينظر إلينا ، اقترفنا الذنوب والمعاصي ونستتر من الناس خوفا من أن يفتضح أمرنا ، أحكمنا غلق الأبواب على أنفسنا ، ونحن نعلم أن الله لا تخفى عليه خافية ، ومع ذلك نعصيه . اسمع بني الحبيب إلى قول الله تبارك وتعالى في سورة الزمر تجد لسؤالك جوابا يقول الحق جل شأنه " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " نعم يا ولدي ما قدرنا الله حق قدره ، و لو قدرناه حق قدره وعرفناه حق المعرفة لما نما الليل ولا ذقنا طعم الراحة ولكن " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ " . إخوة الإسلام ... في هذا العصر تسمع العجب العجاب بل ترى العجب العجاب ، انتشر الزنا وفشى في أمة الإسلام ، ناهيك عن شرب الخمور وأكل الربا ، بل ولقد تجرأنا على سب الذات الإلاهية بأبشع وأقبح الألفاظ كل ذلك لأن عظمة الله ضعفت في قلوبنا ، أكل بعضنا بعضا ، حقد وحسد بعضنا البعض ، كل ذلك لماذا ، لأن عظمة الله ضعفت في قلوبنا ، أصبحنا لا نبالي بالكذب بل بالغيبة و النميمة ، كل ذلك لماذا ؟ لأننا ما قدرنا الله حق قدره " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " لقد ضعفت عظمة الجبار في قلوبنا فدفعنا لإرتكاب المحرمات والمعاصي ، فبالله عليك أنت أنت يا من تعصي الله ، من أنت ؟ ومن تكون بجوار الأرض بما فيها من الجبال والأشجار والأنهار وغيرها ؟ من أنت بجوار السماء بأفلاكها ونجومها وما فيها ؟ فهل تعلم أن الأرض والسماوات أدركت عظمة ربها وأنها لا تقدر على عصيانه وغضبه ، اسمع إلى قول الملك جل جلاله وهو يقول " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ " . قولوا لمن يتلذذ بغير طاعة الله كيف تبغي غير ما شرعه الله لك وكل من في السموات والأرض اسلموا لربهم ؟ كيف تشذ عنهم؟ استمع لعتاب ربك لك ولأمثالك إذ يقول " أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا و*******رْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ " ، ويقول " قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ** وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " يامن يسكنون بين هذه الجبال الشاهقة قولوا لمن يعصي الله قف إلى جوار أحد هذه الجبال وتأمل كيف يكون حالك فيما لو سقطت صخرة عظيمة منها على رأسك ؟ ماذا تفعل بك ؟ فمن أنت إلى جوار هذا الجبل العظيم ؟ هذا الجبل انهد واندك من عظمة الجبار واستمع لذلك في كتاب ربك إذ يقول سبحانه " وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا و*******لَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ م*******انَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَان******* تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ " ، هذا الجبل يندك من عظمة الله ،هذا الجبل بصخاره الصماء يقف خاشعاً متصدعاً أمام كلمات الله " لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " قولوا لمن عصى الله أين أنت من النار العظيمة المتأججة التي أوقدت لحرق نبي الله إبراهيم فما ملكت يوم أن أمرها ربها بقوله " يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ " ،إ لا أن أطاعت ربها وخالقها فكانت برداً وسلاماً على إبراهيم . قولوا له أين أنت من البحر الأجاج الذي ما تمالك يوم أن أمره ربه أن يكون طريقا يابسا لموسى ومن معه إلا أن أطاع أمر ربه ومولاه ؟ أين أنت من القمر الذي يوم أن أمره ربه أن ينشق آية لرسولنا ما تمالك إلا أن ينشق كما أمره ربه ؟ قولوا له أين أنت من خلق الله كله فكل ما في هذا الكون في حالة عبودية دائمة لله ؟ " أ لَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ و*******ثِيرٌ مِنْ النَّاسِ و*******ثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ " هذا الكون كله حيوانه وجماده ونباته في عبودية لله أترضى أن تكون أنت وحيداً فريداً طريداً مع العاصين ؟ قولوا للعاصي عصى قبلك قوم نوح فما كانت نهايتهم ؟ عصى قبلك قوم عاد فما كانت نهايتهم ؟ عصى قبلك قوم لوط فما كانت نهايتهم ؟ عصى قبلك فرعون فما كانت نهايته ؟عصى قبلك قارون فما كانت نهايته ؟ فمن أنت إلى جوار هذه الأعداد من البشر العاصين الذين إ أتموا بإبليس في معصيتهم لربهم ؟ من أعطاك الأمان بأن لا يصيبك ما أصابهم ؟ دعك من وعود إبليس فقد أخبرك ربك بقوله " يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا "و هل تعلم أنه غداً سيتنصل من وعوده استمع لقول الله فيه وهو أي الشيطان يخطب خطبة فيقول " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " أرأيت متى يتخلى عنك ، بعد أن يقع الفأس في الرأس ولا يمكنك التراجع والعودة ؟ أيها المسلمون إن باب التوبة مفتوح طالما لم ينزل بك الموت وطالما لم تشرق الشمس من المغرب ، فإن توفاك الله أو أتت العلامات التي نعرفها فلا تقبل عندها التوبة مثل شروق الشمس من المغرب وخروج الدابة التي تكلم الناس فقد خسرت خسرانا مبينا ، ها أنتم ترون بأم أعينكم أن الزمان يتغير ، ها أنتم ترون أن الوقت يمر مر السحاب لا نشعر به ، فبالأمس القريب استقبلنا سنة جديدة وها نحن على وشك أن نودع هذه السنة . إخواني والله إنها من علامات اقتراب الساعة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار)) . أيها المسلمون إغتنموا الفرصة فما زلتم على قيد الحياة بادروا بالتوبة ، تقربوا إلى الله بالنوافل ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم محدثا عن رب العزة في حديث قدسي " من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته " قم الليل فو الله لا يعلم قيمة ذلك إلا ثلة قليلة ، إسمع لقول الله تبارك وتعالى " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ " بادر بالخيرات ادفع بالتي هي أحسن إذا كان بينك وبين أخيك شئ ، اقرأ كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ، استعن بالله على التوبة ولا تعجز ، ادعو الله ميقنا بالإجابة ادعوه أن يرحمك ويلطف بك ويأخذ بيدك إلى طريق التوبة . لاتسوف بالتوبة فوالله لربما يكون الموت أسرع ، الحذر كل الحذر أحبتي في الله . أسأل الله لي ولكم الثبات حتى الممات وأسأله أن يعمر قلوبنا بالإيمان . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الموضوع الأصلي : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف | ||||||||||||||||||||||||||||||
الإثنين 05 مارس 2012, 10:37 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية جزاك الله خيرا عالموضوع القيم جعله بميزان حسناتك ان شاء الله الموضوع الأصلي : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: raylan | ||||||||||||||||||||||||||||||
الإثنين 05 مارس 2012, 11:01 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية مرحبا بك بين إخوانك عباد الرحمان سائلين المولى جل في علاه أن يجمعنا بإخواننا على سرر متقابلين في جنات النعيم الموضوع الأصلي : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وقفة مع آية // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف | ||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|