!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
السبت 10 مارس 2012, 11:40 am | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: سلسلة إصلاح القلوب للشيخ حين يعقوب (كيف يولد القلب..) سلسلة إصلاح القلوب للشيخ حين يعقوب (كيف يولد القلب..) لفضيلة الشيخ/ محمد حسين يعقوب.. حفظه الله عز وجل.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمد تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمد عبده ورسوله.. اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [ آل عمران/102] { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } [ النساء/1] { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً } [ الأحزاب/70]{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [ الأحزاب/71] أما بعد.. فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وإن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. ثم أما بعد.. فأحبتي الأخيار.. حقا، لقد وحشتموني وأنا أحبكم في الله.. حقا لقد وحشتني هذه الوجوه الطيبة، وهذه اللقاءات التي نسأل الله عز و جل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.. اللهم اجعل عملنا كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا.. اللهم اجعل لقاءنا هذا موفقا مباركا خالصا لوجهك الكريم، نافعا لجميع المسلمين.. نعم إخوتاه.. هذا اللقاء تتمة للقاء فائت، سبق أن تكلمنا فيه عن القلوب، وذكرنا القلوب لماذا؟ فقلنا لخمسة أسباب لو تذكرون: السبب الأول، القلوب لماذا؟ 1) لأن الطريق إلى الله تقطع بالقلوب ولا تقطع بالأقدام. الطريق الموصلة إلى الله، لكي تصل إلى الله فالله يريد منك قلبك، لا يريد منك شيئا غيره، "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم". بهذا النص في صحيح مسلم نعم.. إن الله يريد منك قلبك فهذا هو السبب الأول عن أهمية وخطورة القلوب. 2) الخطورة الثانية للقلب أن القلب بيد الله عز وجل، قال الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-: "القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فأيما قلب أراد أن يقيمه أقامه، وأيما قلب أراد أن يزيغه أزاغه" فقلبك ليس في يدك.. قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [ الأنفال/24] استجيبوا، ولكن اعلموا أنه قد يحال بينكم وبين الاستجابة.. والله يقذف الإيمان في قلوب المؤمنين ويزين الطاعة في قلوب الطائعين، ويقذف الكفر في قلوب الكافرين، سبحانه بعدله، وحكمته وعلمه.. قال سبحانه وتعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } [ الفتح/4] انظر { هُوَ الَّذِي.. } من هو؟ الله {.. أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ..} لماذا؟ { .. لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ.. } لماذا؟ انظر بعدها.. {... لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } [ الفتح/4]{ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ.. } [ الفتح/5] انظر إلى الأصل.. أنزل السكينة.. ليزدادوا..ليدخلهم الجنة.. وفي المقابل، قال الله سبحانه وتعالى: { كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ } [ الحجر/12]{ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } [ الحجر/13] فالذي يسلك الكفر في قلوب الكافرين.. الله. والذي يزين الطاعة ويحبب الإيمان ويزيده في قلوب المؤمنين: الله.. فقلبك ليس في يدك وهذا أخطر ما فيه، قال الله: { .. فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ.. } [ الصف/5] فخطورة القلب أنه ليس في يدك، في يد ملك عليم بالبواطن مطلع على السرائر، يجازي بالحسنة حسنة، وبالسيئة سيئة، خطورة القلب ثانية، أنه بيد الله، ثالثا: أن دخول الجنة لا يكون إلا من جهة القلب ودخول النار لا يكون إلا بسبب القلب، قال الله تعالى: { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [ الشعراء/89] وقال تعالى: { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } [ ق/31]{ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } [ ق/32]{ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } [ ق/33]{ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ } [ ق/34] فالذي يدخل الجنة، لابد أن يكون قلبه منيبا سليما، اللهم أصلح قلوبنا.. ودخول النار من.. قال الله تعالى: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا.. } [ الأعراف/179] أول صفة من صفات أقوام خلقوا لجهنم، أنشئوا لجهنم، ذرئوا لجهنم، لهم قلوب لا يفقهون بها.. فدخول الجنة من جهة القلب، ودخول النار من جهة القلب، ولو تذكرون فقد كان هذا منذ شهرين تقريبا تكلمنا في أجزاء القلب، وقلنا أن القلب أربعة أجزاء، الصدر.. القلب.. الفؤاد.. اللب، وقلنا أن دخول الإيمان في هذه الأربعة ودخول الكفر في هذه الأربعة.. دخول الإيمان في الصدر، من العلم الشرعي الديني، قال الله تعالى: { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ.. } [ العنكبوت/49] فإن انشرح الصدر به، انتقل إلى القلب، { فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ.. } [ الأنعام/125] ينشرح الصدر فينتقل إلى القلب، فيطمئن به القلب.. { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ.. } [ الرعد/28] فإذا اطمئن به القلب انتقل إلى الفؤاد فحصل التثبيت، { .. كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ.. } [ الفرقان/32] بالعلم الشرعي من الصدر إلى القلب إلى الفؤاد، يثبت الفؤاد فإذن ثبت الفؤاد حصل اليقين، فإذا حصل اليقين، حصلت الرؤية.. { كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ } [ التكاثر/5]{ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ } [ التكاثر/6] فإذا رأى الإنسان آيات الله التي يسمعها ويقرأها ويتعامل بها، ويتعلمها رآها مشاهدة واقع، فإنه بذلك يحب الله، فإذا أحب الله، أحبه الله، هل جزاء الحب إلا الحب؟.. نعم.. فإذا أحبه الله.. "..فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها..". فإذا حصل هذا، انتقل هذا العلم إلى اللب، فعمل العقل بنور الله، كما قال ابن مسعود: "يعمل بطاعة الله على نور من الله، يرجو ثواب الله".. هكذا يصبح يعمل على نور، قال سبحانه وتعالى: { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [ الزمر/18] وصل العلم إلى اللب.. وفي المقابل تدخل المعصية في الصدر، يوسوس الشيطان في الصدر { .. الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ } [ الناس/4]{ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } [ الناس/5]، يوسوس في الصدر، فإذا انشرح الصدر بالوسوسة، بالمعصية، بالنفاق بالكفر.. واحد يقول.. الصدر ينشرح بالكفر؟! نعم.. أم أنه لا ينشرح؟ ينشرح بالكفر، الصدور المريضة تنشرح بالكفر، قال الله تعالى: { .. إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً.. } [ النحل/106] بعض الناس تنشرح صدورهم بالكفر، قال الله تعالى: { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [ الزمر/45] فهناك صدور تنشرح بالكفر.. صدور تستبشر بالكفر، صدور تحب الكفر، تلتذ بالكفر، تتمتع بالكفر، وتكره الله، نعوذ بالله من شر ذلك، ولذلك قلنا في هذا الموطن: أنك إذا أردت أن تعرف قلبك سليم أم مريض اعرض نفسك على القرآن، فإذا انشرح صدرك بالقرآن فقلبك سليم، وإذا انشرح بالأغاني وكلام الناس فهو مريض.. نسأل الله أن يشفي قلوبنا.. نعم.. فإذا انشرح الصدر بالنفاق ووسوسة الشيطان، انتقلت الوسوسة إلى القلب، فقلب الشيطان القلب. { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. } [ الأنعام/110] لو أنه وهو في الصدر قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لرجع، ولكنه تركه يمر إلى القلب، فإذا وصل إلى القلب قلبه، إذا انتقل إلى الفؤاد حصل التثبيت، لا تثبيت الإيمان، وإنما تثبيت الشيطان. ثبت الشيطان في القلب، وهذا يحتاج لإزالته إلى عملية جراحية كما قلت لكم في المرة الفائتة، إلى غسيل سبع مرات إحداهن بالنور، لكي يخرج الشيطان من قلبك، فإن لم تفعل وصل إلى اللب، فإذا وصل الشيطان إلى اللب، كان العبد في يد الشيطان، مثل الدمية في يد الطفل يفعل بها ما يشاء. { .. وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي.. } [ إبراهيم/22] فدخول الجنة من جهة القلب بالعلم الشرعي ومتابعته حتى يصل إلى اللب فيتم العمل به، ووصول النار من جهة القلب حين تدخل المعصية من الصدر فتتتابع إلى أن تصل إلى اللب، فيصبح العبد من جنود الشيطان وأولياء الشيطان وحزب الشيطان.. أولا: أن الوصول إلى الله من جهة القلب، الطريق إلى الله تقطع بالقلوب ولا تقطع بالأقدام. ثانيا: أن القلب بيد الله. ثالثا: أن دخول الجنة من جهة القلب. رابعا: أن العقوبة تقع على القلب. قال -صلى الله عليه وسلم- والحديث صحيح: "سيكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف". خسف ومسخ وقذف، هذا الخسف والمسخ والقذف، وقد يكون وسيكون ولكن قد يكون على القلوب وهو أخطر. قد يكون على القلوب وهو أخطر، أخطر ما يكون أن تقع العقوبة على القلب، قلنا العقوبة نوعان: عقوبة شرعية، وعقوبة قدرية.. وصلنا أن العقوبة القدرية تقع على الأرزاق والأقوات، { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الروم/41] وقد تقع على الأجساد، وقد تقع على القلوب وهذه أخطرها، قد يخسف بالقلب إلى أسفل سافلين، { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } [ التين/5] وقال الله عز وجل: {.. وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } [ الحج/31] فهذا خسف بالقلب، لأننا نرى المشرك يمشي على الأرض لم يخسف بجسده، وإنما الذي خسف قلبه، وكم من صاحب قلب مخسوف به وهو لا يشعر، فإذا خسف بالقلب تراه يحوم حول الدنايا، القلوب جوالة، منها ما يجول حول العرش، ومنها ما يجول حول الحش (في الحمام) في الحمام تجده دائما همته الدنايا، القاذورات، خسف بالقلب، أو طبع على القلب أو طمس على البصيرة فيعمى القلب فلا يبصر { .. فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [ الحج/46] يصبح قلبه أعمى، يرى الحق واضحا مشاهدا بينا كالشمس في واضحة النهار، ويأبى إلا اللجاجة والمماراة، والمماطلة، لا يرى أعمى.. أعمى القلب،{ وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً } [ الإسراء/72] لكن هنا في الدنيا أعمى القلب، يوم القيامة أعمى البصر، {.. وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } [ الإسراء/97] الطف بنا يا رب.. وقال الله: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [ طه/124]{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } [ طه/125]{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } [ طه/126] نسيت آياتنا: عميت عن آياتنا وكذلك اليوم تنسى. قال يمسخ القلب كلبا أو قردا أو خنزيرا أو حمارا، قد يمسخ القلب، قد تصبح الشكل من الخارج شكل إنسان ومن الداخل قلبه قلب كلب أو قلب خنزير.. كنت أمس أتكلم في السيرة، سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرنا الإسراء والمعراج وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى الزناة أمامهم لحم طيب سمين مطهي، ولحم نتن قذر نيء، يتركون المطهي المشوي اللذيذ، ويأكلون النتن القذر.. هكذا في الآخرة، انتبهوا إخوتي في الله، في الآخرة تكون الأمور مشاهدة، { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } [ الحاقة/18] الآن هذا من عمل القلوب، بعض القلوب تترك الجميل الطيب الحلال المطهي المشوي اللذيذ، وتركن إلى النتن المريح النيء القذر، وهذا مثل الرجل يترك زوجته في الحلال وينظر إلى النساء الأجنبيات في الحرام، هذا قلبه صار قلب كلب.. لأنه لا يفعل ذلك إلا كلب، صح أم لا؟ لو أتيت للكلب بلحم مشوي مطهي لذيذ، ووضعته على طبق وأمامه جيفة حمار، فإنه يترك المطهي المشوي ويقع على جيفة الحمار، اليس الأمر كذلك؟ بلى.. نعم يحصل.. فهكذا، لما كان قلبه قلب كلب، صارت تصرفاته كلبية، قال الله تعالى: { وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث.. } [ الأعراف/176] كذلك سألني أحد الإخوة.. سؤال قال: ما بالنا نرى البعض، بعض الناس ممثل مثلا وزوجته، زوجته يتركها عارية أمام الممثلين، وفلان يحضنها وفلان يقبلها وفلان يفعل كذا، وهو لا يغار؟! أمر لا يتصور.. الإجابة واضحة، أن القلب صار قلب خنزير، والخنزير لا يغار، لا يغار، فأنى يغار، بل هو يعجب ممن يغار.. عادي.. مفيش مشكلة خالص.. خليك إيزي.. هكذا، خليك خنزير يعني يقصد.. فالمقصود: أن هكذا قلوب خنزير لذلك تتحرك بخنزيرية محضة، محضة، لا يغار أبدا، وصلى على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذي كان أشد الناس غيرة، غيرة.. قال: "أتعجبون من غيرة سعد، والله إني لأغير من سعد وإن الله أغير مني ومن سعد، من أجل ذلك حرم الفواحش" حرم الفواحش، حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.. وقد يمسخ القلب قلب قرد مقلد، كما ذكرنا أمثلة، وقد يمسخ القلب قلب حمار، حمار صفاته ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداءا، هذا الحمار، يحمل أسفارا فلا تفيده، يتعلم العلم ثم لا يعمل به، فيكون ماذا؟ حمار.. قلبه قلب حمار، ومن كان في هذه قلبه قلب حمار، صار في الآخرة في النار حمارا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يؤتى بالرجل يوم القيامة فيرمى في جهنم فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيقال يا فلان: ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه".. فالذي يحمل شيئا من العلم ولا يعمل به، فقد مسخ قلبه قلب حمار. السؤال الآن: وبمنتهى الصدق، في لحظة صدق بينك وبين الله.. القلب الذي بين جنباتك الآن، قلب مؤمن أم قلب كلب؟ القلب الذي بين جوانحك الآن، قلب مؤمن أم قلب قرد؟ القلب الذي في صدرك الآن، قلب مؤمن أم قلب خنزير؟ القلب الذي تحمله الآن، قلب مؤمن أم قلب حمار؟ أسألك.. ألك قلب، أم ليس لك قلب أصلا؟ اللهم هبنا قلوب تحبك، نعم نحتاج إخوتاه، أن نتحسس قلوبنا أن نستشعر وجودها، أن نبحث في صلاحها، أن نعمل في تسديدها.. تطهيرها.. تنظيفها.. توجيهها.. إعادتها.. إعادة القلوب.. لأنك قد تكون فقدت قلبك، ابحث عن قلبك أين هو؟ أين هو؟ أين قلبك يا عبد الله؟ أين قلبك؟ هل هو لين غض؟ أم قاس جاف غليظ؟ ابحث عن قلبك.. نسأل الله أن يصلح قلوبنا.. إذا قلنا هذه المقدمة الطويلة، آسف لأنها استغرقت منا وقتا، ولكن لارتباط الموضوع بعضه ببعض، قلنا في الآخر، ما السبيل؟ ما السيبل؟ دائما نقول: أن دعوتنا هذه دعوة واقعية جدا، دعوتنا واقعية، نريد واقعا نعمل به، كيف نصلح قلوبنا؟ اليس هذا هو السؤال؟ بلى.. بلى.. أرعني سمعك يرعاك الله.. إنك لن تصل إلى الله، حتى يولد قلبك مرة أخرى، يقول ابن القيم في كتاب طريق الهجرتين، صفحة 244: "صدق التأهب للقاء الله، من أنفع ما للعبد وأبلغه في حصول استقامته، فإن من استعد للقاء الله، انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها، ومطالبها، وخمدت من نفسه نيران الشهوات، وأخبت قلبه، إلى الله، وعكفت همته على الله، وعلى محبة الله، وإيثار مرضاة الله، واستحدثت همة أخرى وعلوم أخر، وولد ولادة أخرى". إخوتاه الكلام يحتاج إلى أن نعي.. إلى أن ننتبه.. كل واحد يحرك نفسه هكذا ويقعد متحفزا لينتبه لهذا الكلام، لأننا.. إن لم تولد قلوبنا فستظل محجوبة عن الله أبد الدهر، حتى نلقاه وقلوبنا في حجاب، لابد من تلك الولادة، كيف تولد، أنظر.. يقول ابن القيم: "وولد ولادة أخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة كنسبة اسمه إلى هذه الدار، بعد أن كان في بطن أمه، فيولد قلبه ولادة حقيقية، كما ولد جسمه حقيقة، وكما كان في بطن أمه حجابا لجسمه عن هذه الدار، فهكذا نفسه وهواه وطبعه حجاب لقلبه عن الدار الآخرة، فخروج قلبه عن نفسه بارزا إلى الدار الآخرة، كخروج جسمه عن بطن أمه بارزا إلى هذه الدار". واضح.. أم لا؟ يعني.. نريد أن يولد قلبك، كما ولد جسمك، كما كانت بطن أمك حجاب بينك وبين الدنيا، وأنت في بطن أمك هل كنت ترى الدنيا، تحس بالدنيا؟ أبدا. كانت بطن أمك حجاب بينك وبين الدنيا، وكذلك نفسك وهواك وطبعك حجاب بينك وبين الآخرة، كما خرجت من بطن أمك إلى الدنيا، خرجت فأنت شيء وبطن أمك شيء آخر، ينبغي أن يكون كذلك، أن يولد قلبك فيصبح قلبك شيئا، وهواك ونفسك وطبعك شيء آخر.. واضح.. مطلوب أن تولد في ولادة، أن تولد ولادة حقيقية.. يا شباااب.. ليس هذا كلام، هذا واقع ينبغي أن يكون حقيقة واقعة.. أن يولد قلبك حقيقة، فيخرج من نفسك وهواك وطبعك. يقول ابن القيم في موضع آخر، صفحة 20 يقول: "والمقصود أن القلوب في هذه الولادة ثلاثة، قلب لا يولد، ولم يأن له أن يولد، بل هو جنين في بطن الشهوات، والغي والجهل والضلال". قلب لم يولد هو جنين في بطن الشهوت والغي والجهل والضلال، وقلب قد ولد وخرج إلى فضاء العبودية... انظر.. كما كنت في بطن أمك في ضيق، لما خرجت إلى الدنيا صرت في سعة، في فضاء، كذلك أنت في نفسك وهواك وشهواتك في ضيق، فإذا خرجت إلى عبوديتك لله صرت في سعة،{ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ.. } [ البقرة/257] هكذا، وقلب قد ولد وخرج إلى فضاء التوحيد ومعرفة الله ومحبته، وتخلص من مشيمة الطباع، وظلمات النفس والهوى، كما كنت في بطن أمك في ظلمات ثلاث، قال الله تعالى: {.. يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ..} [ الزمر/6] فكذلك قلبك في ظلمات ثلاث لكن بخلاف، ظلمات البطن، تلك ظلمات أخر.. تلك ظلمات آخر، الظلمات الثلاث للقلب، ظلمة النفس، وظلمة الطبع، وظلمة الهوى، وتخلص من مشيمة الطباع وظلمات النفس والهوى، فقرت عينه بالله، اللهم اجعلنا منهم يا رب.. ممن ولدت قلوبهم يعني، فقرت عينه بالله، وقرت عيون به وقلوب، وأنست به الأرواح.. ذكرت رؤيته بالله، فاطمئن بالله، وسكن إلى الله، وعكف بهمته على الله، وسافرت هممه وعزائمه إلى الرفيق الأعلى، لا يقر بشيء غير الله، ولا يسكن إلى شيء سوى الله، ولا يطمئن بغير الله، ولا يجد من كل شيء سوى الله عوضا، لا يجد من الله عوضا أبدا، فذكر الله حياة قلبه، ورضى الله غاية مطلبه، ومحبة الله قوته، ومعرفة الله أنيسه، عدوه من جذب قلبه عن الله، وإن كان قريبا مصافيا، وحبيبه ووليه من رده إلى الله وجمع قلبه عليه وإن كان البعيد المناويا، اللهم اجعلنا ممن ولدت قلوبهم" يقول ابن القيم: "فهذان قلبان متباينان غاية التباين، قلب لم يولد، ولم يأن له أن يولد، وقلب ولد وخرج إلى فضاء العبودية، وتخلص من مشيمة النفس وظلمات الطبع والهوى، وقلب ثالث في البرزخ، قلب.. ثالث.. في البرزخ" إذا تساءلنا الآن أي أنواع تلك القلوب قلبي؟ قلبك ولد أم لم يولد؟ لعل الثالثة نجد فيها مخرجا، قلب في البرزخ، ينتظر الولادة صباحا ومساءا، قد أصبح على فضاءالعبودية، وأنس من خلال الجدار أشعة الهدايا، تأبى غلبات الحب والشوق إلى التقرب إلى الله، إلى من السعادة كلها في قربه، والحظ كل الحظ في طاعته و.. على باب الولادة.. على فضاء العبودية يطالع من خلال الجدار أشعة الهدايا، يرى نور الطريق، يريد أن يخرج، ولكن: وتأبي غلبات الطبع إلا جذبه، وإيقافه وتعويقه، وإعادته مرة أخرى جنينا، فهو بين الداعيين، تارة وتارة، قد قطع عقبات وآفات وبقي عليه مفاوز وفلاوات.. لعل هذا والله قلبي.. نود أن نولد ولكن تأبي غلبات الطبع والنفس والهوى إلا إعاقة، إلا منعا، إلا كبحا، إلا تعويقا، نعم.. هذا القلب الذي في البرزخ كالحامل المقرب، ينتظر ولادتها ليلا ونهارا، حامل في التاسع على وشك الولادة، كذلك هذا الذي قلبه في البرزخ، ينتظر ولادة القلب صباحا ومساءا، فإن من لم يولد قلبه ويخرج من مشيمة نفسه، ويتخلص من ظلمات طبعه وهواه وإرادته، فهو كالجنين في بطن أمه لم يرى الدنيا وما فيها، فهكذا هذا الذي بعد في مشيمة النفس والظلمات الثلاثة، الطبع والنفس والهوى، فلابد من الولادة مرتين.. أيها الإخوة هذا مجمل كلام ابن القيم، نحتاج أن نسقطه على واقعنا.. أولا: أود أن أقول كلمة مهمة جدا، وهي أن: لما كان أكثر الناس لم يولد هذه الولادة الثانية ولا تصوروها، فضلا عن أن يصدقوا بها، يقول القائل: كيف يولد الرجل الكبير؟، كيف يولد القلب؟ لذلك لا يكون لهم همة إليها ولا عزيمة.. كيف يعزم الإنسان على شيء لا يعرفه ولا يصدقه؟ ولكن أقول إخوتاه إذا كشف حجاب الغفلة عن القلب صدق بذلك وعلم أنه لم يولد بعد.. تعالوا.. لنقول: كيف تولد قلوبنا؟ اللهم ارزقنا عملا بما نسمع.. لكي يولد قلبك لابد أن يخرج من الظلمات الثلاثة، ظلمة النفس ومشيمة الطبع وظلمة الهوى، لابد.. أن يخرج قلبك من تلك الظلمات الثلاث.. السؤال الآن: وكان عنوان محاضرة موعودة: "كيف تقتل نفسك؟".. زمان قلنا: نريد محاضرة بعنوان: كيف تقتل نفسك؟ ليس معنى "تقتل نفسك" يعني تنتحر، فالإنتحار حرام، وإنما تقتل نفسك الأمارة بالسوء، تتخلص منها.. يقول ابن القيم ولكن في موضع آخر في كتابه القيم "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" يقول ابن القيم: "وقد اتفق السالكون على اختلاف طرقهم وتباين سلوكهم على أن النفس قاطعة بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وأنه لا يدخل عليه سبحانه، ولا يوصل إليه جل وعلا، إلا بعد إماتتها، إلا بعد.. إماتتها". لابد أن تتخلص من نفسك، لابد أن تقتل نفسك حتى تصل إلى الله.. ويقول ابن القيم في موضع ثاني، في المدارج الجزء الثاني صفحة 7 في منزلة الإخبات، يقول: النفس -وهذا الكلام قلته في رمضان، ولكن نعيده الآن لاقتضاء المقام، المقام الآن يقتضي هذا الكلام، فيكون أوضح- يقول ابن القيم: "فالنفس جبل عظيم شاق في طريق السير إلى الله عز وجل، وكل سائر إلى الله، لا طريق له إلا على ذلك الجبل، فلابد أن ينتهي إليه، حتى تصل إلى الله، لابد أن تعبر الجبل، جبل النفس".. يقول ابن القيم: "ولكن منهم من هو شاق عليه، ومنهم من هو سهل عليه، وإنه ليسير على من يسره الله عليه".. "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وإنك إن شئت جعلت الحزن سهلا"، فسهل اللهم لنا كل صعب.. نعم نحتاج إن يسهل جبل النفس لتعبره.. يقول ابن القيم: "وفي ذلك الجبل أودية، وشعاب، وعقبات، و.. وشوك و.. وعليق و. و.. وقطاع طرق يقطعون الطريق على السائرين إلى الله عز وجل.. في ذلك الجبل، أودية (جمع وادي: وهو المكان الفسيح المتسع) وشعاب (جمع شعب: وهو المكان الضيق) وعقبات و.. (وهي الأماكن المرتفعه) وشوك وعوزج وعليق وشبرك ولصوص وقطاع طرق، كل هذا في الجبل أم في النفس؟ في جبل النفس.. اللهم اكفنا شر نفوسنا.. ولذلك لما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحصين أبو عمران ابن حصين، لما أسلم قال: "أسلم حتى أعلمك كلمات، فأسلم. قال: علمني. قال: قل اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي". اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر نفوسنا.. لابد من التخلص من النفس.. لابد من قطع هذا الجبل، ولكن العقبات كثيرة.. أودية.. شعاب.. لصوص.. قطاع طرق.. أشواك.. يقول ابن القيم: وقطاع طرق يقطعون الطريق على السائرين إلى الله ولا سيما أهل الليل المدلجين، خصوصا المدلجون.. (من يصلون الفجر، أم من يقومون الليل).. من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة.. من خاف أدلج، يمشي بالليل وبالنهار. قال صلى الله عليه وسلم: "واستعينوا بالروحة والغدوة وشيء من الدلجة" لابد أن ندلج سفرا إلى الله، وكان بودي أن يكون درس الليلة طريق مختصر إلى الله.. لعله يأتي مستقبلا بإذن الله تعالى، نحن نريد أن نصل إلى الله يا شباب.. أم لا؟ إي والله.. أليست غايتنا أن نصل إلى الله، ليس وراء ذلك غاية، نريد أن نصل إلى الله.. كيف نصل إلى الله؟، لابد من الغدوة والروحة وشيء من الدلجة كي نصل، ولكن قطاع الطرق كثر.. نسأل الله أن يهلك قطاع الطريق.. الموضوع الأصلي : سلسلة إصلاح القلوب للشيخ حين يعقوب (كيف يولد القلب..) // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف | ||||||||||||||||||||||||||||||
الثلاثاء 03 أبريل 2012, 7:44 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: سلسلة إصلاح القلوب للشيخ حين يعقوب (كيف يولد القلب..) سلسلة إصلاح القلوب للشيخ حين يعقوب (كيف يولد القلب..) جزاكم الله خيرا الموضوع فعلا اخي ان في الجسد مضغة ادا صلحت صلح ساءر الجسد والقلب لا يصلح القلب إلا بعمليتين: التخلية – التحلية. - موانع تجعل القلب قاسي (التخلية): 1- التعلق بالدنيا.. " شياطين الإنس" < الإعـلام: من أكبر المصائب في زمن يحبه الله ويرضاه. - هناك من يزداد قلبه قسوة في رمضان أكثر من الشهور الأخرى. - ( لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ) - لا يشترط الحسد بل الإعجاب والتعلق. - كلما تعلق الإنسان بالدنيا كلما فرّ قلبه إليها. - كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لبيك لا عيش إلا عيش الآخرة". - الدنيا دار ممر. - إن الله يحيي العبد حتى تظهر له حالة قلبه، أي: يربيه الله حتى يظهر له حالة قلبه ثم يقبضه بعدها فإن كان على خير مات عليه وإن على شر مات عليه. - عند وقت الموت يذكر الإنسان ما هو متعلق به "دسيسة قلبه". - كلما ظهر في نفسك متطلب للدنيا في رمضان كلم نفسك وقل لها : "لبيك لا عيش إلا عيش الآخرة". - من أسباب التعلق بالدنيا عدم الصبر على طاعة الله، مثال: تقرر أن تقرأ جزء من القرآن فتقرأ صفحة صفحتان ثلاث عند الرابعة تتلفت حولك تنظر في من أمامك تفكر تعود لتقرأ ثم تتلفت مرة أخرى تعدّ كم صفحة تبقى على نهاية الجزء.. فهل هذا قلب يطلب الطاعة؟ أم قلب مسرع للدنيا؟ - قلب الصائم هو سبب الأجر بالجمع بين "التخلية والتحلية" 2- إعتقاد العبد أنه مقبول بمجرد قيامه بالعمل.. - عش بالدنيا كما ورد في الآية {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }فاطر34 - في الآيات التي قبلها أخبر الله سبحانه عن حالهم {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ }فاطر29 - (إن الذين يتلون) يقرؤون (كتاب الله وأقاموا الصلاة) أداموها (وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية) زكاة وغيرها (يرجون تجارة لن تبور) تهلك - مثال: بعد أن تنتهي من الصلاة لا يطمئن قلبك أن الله سيقبل منك، بل يجب أن يكون القلب راجي لله طالب منه المغفرة على النقص الذي حدث في الصلاة، طالبا أن يشكر الله له العمل ويعظمه. [color=green]3- ترك التوبة.. - هناك أنواع من المعاصي منها: ظاهرة ، باطنة - صغيرة ، كبيرة. - ذرة كبر في القلب كفيلة بأن تمنع العبد من دخول الجنة.. لذلك نحتاج إلى تكرار التوبة. - ( التوبة وظيفة العمر والسعيد من كانت منيته لحظة توبته ). - المنّ كبيرة في القلب حتى لو لم ينطق بها. - "المن من الكبائر التي تسبب هبوط العمل". - إن حصول الكبائر القلبية لا تأخذ وقتا إنها ثانية أو أقل. - تب عن ما تعلم أنك فعلته وما لم تعلم أنك فعلته. - يجب ترك ترك التوبة يجب الاستمرار في التوبة. - كلما زاد إيمان العبد كلما شعر بذنوبه. - الله يعامل الخلق باسمه الحليم: لا يعاجل بالعقوبة.. فإما أننا ننسى الذنب لأننا لم نرى أن الله عاقبنا أو أن نظن أنه ليس بذنب.[/color] - بسبب موت القلوب نرتكب الذنب ولا نحس به. - من حلم الله على العبد يرزقه باب من أبواب الطاعة فيزيد إيمانه فتذهب قسوة قلبه فيشعر بذنبه. - إن حلم الله سبحانه يمتد لسنين. - مع التوبة يأتي الاستغفار. - الاستغفار غسول القلوب. - إذا لم تستطع الاستغفار فاعلم أن قلبك قاسي. - إن أثر العبادة لا يصل إلى القلوب بسبب الموانع. 4- الإعتماد على النفس في تحصيل الطاعة.. - لا حول ولا قوة إلا بالله وهي الإستبراء من الحول والقوة. - إذا وفق العبد في آداء الأعمال فهو بحول الله وقوته. - البركة التي تحصل في (إياك نعبد) على قدر (إياك نستعين) فإن الدين كله يدور فيهما. - حتى تستطيع جمع نفسك في الصلاة استعن بالله.. "بسم الله الرحمن الرحيم" هي الإستعانة. - "إذا لم تعطى حول وقوة من الله لن تفعل وإن فعلت لا يصلح عملك". - ( إياك نعبد وإياك نستعين) يقول الله سبحانه هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. - "إن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". - الأعمال التي يجب أن نهتم بها في رمضان (التحلية): 1- الفرائض.. - تحلّي بها القلب وتعتني بها كي لا يلتفت قلبك لمعصية. - السنن الراتبة أعظم أجرا من السنن المطلقة، مثال: هناك من يهتم إهتماما كبيرا بصلاة التراويح وتجده لا يصلي السنن الرواتب. 2- الصلاة/ العناية بالفاتحة. - "إن الله لا يقبل دعاء من قلب لاهيٍ" - كلما زاد العبد إتقانا للفاتحة كلما وفق فيما بعدها. - كلما وجدت في نفسك صعوبة في شكر الله هذا يعني أنك ابتدأت في الشكر.. فمن نعم الله عليك التي لا تحصى لم تعلم كيف تشكر. - من أبواب الخير الدعاء قبل التسليمتان"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، فإن حياتنا تجتمع في هذا الدعاء. - كن ذاكرا يذكرك الله. - كن حامدا يزدك الله. 3- تدبر القرآن/ قال السلف: "آية تحرك القلب خير من ختمة كاملة". - كان السلف من فرحهم بفهم آية لا يباتون ليلتهم تلك. - إن الناس يبكون أثناء دعاء الامام أكثر مما يبكون في تلاوة القرآن! لماذا..؟ لأن كلمات الدعاء مفهومة و واضحة للجميع، وهذا ليس عيبا في كلمات القرآن بل العيب فينا لأننا لا نقرأ التفسير، فمن الأمور المهمة التي يجب التركيز عليها في رمضان قراءة كتب التفسير. الموضوع الأصلي : سلسلة إصلاح القلوب للشيخ حين يعقوب (كيف يولد القلب..) // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: ابنة الاسلام | ||||||||||||||||||||||||||||||
الثلاثاء 03 أبريل 2012, 7:53 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: سلسلة إصلاح القلوب للشيخ حين يعقوب (كيف يولد القلب..) الموضوع الأصلي : سلسلة إصلاح القلوب للشيخ حين يعقوب (كيف يولد القلب..) // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: هدي السلف | ||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|