!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
الجمعة 20 يوليو 2012, 12:45 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: ...بين الخوف و الرجاء ...بين الخوف و الرجاء الله أهل الثناء و المجد يا رب العالمين يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا الطول و الإنعام يا حنّان يا منّان يا مغيث المستغيثين و يا راحم المخلوقين يا من خضعت له الرقاب و رغمت له الأنوف وفاضت له العيون و ذلت له القوب ربنا اعددنا لكل هول و شدة لا اله إلا الله ولكل هم وغم ما شاء الله ولكل نعمة الحمد لله ولكل رجاء الشكر لله ولكل اعجوبه سبحان لله ولكل ذنب استغفر الله و لكل ضيق حسبي الله و لكل مصيبه إنا لله و إنا اليه راجعون و لكل قضاء وقدر توكلت على الله و لكل معصية لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و لكل خوف إعتصمت بالله و لكل إبتداء بسم الله الحمد لله جعلنا مسلمين موحدين الحمد لله جعلنا صائمين شاركين الحمد لله جعلنا ساجدين قانتين سبحانك يا من رفعت على الأرض الشجر و جعلت الصلب من طبع الحجر سبحانك يا من جمَّلت حبات الرمان وجعلت في الارض البركان سبحانك يا من بأمرك الشمس تكسف والقمر بالأمر يخسف سبحانك يا من اطلت عنق الزرافه و سهّلت للدود إلتفافه سبحانك يا من زينت الشجر بالأزهار و مددت في الارض الأنهار سبحانك يا من يسمع بقدرته دبيب النمل و يخرج مخلوقا من بعد الحمل سبحانك ارسلت لنا السحاب مبشرا بالخيرات و لغيرنا عقابا و مدمرات سبحانك خلقتنا اطوارا ربي أعوذ بك أن أستنصر بغيرك او أن أستجير بسواك او أن أستعين بمن هو دونك او أن أسترشك بغير منار هديك او أن أستضيئ بغير ضحى تنزيلك اللهم يا من احل المغفرة محل الجزاء و انزل العفو منازل العقاب أسألك ان لا تترك بيني و بين اقصى امالي فيك حجابا إلا كشفته و لا عائقا إلا ازلته و أسألك يا مولاي ان لا تترك بيني وبين انوار جلالك حاجزا إلا رفعته ربي قادتني خطاي الى هاوية مهلكه وهجم علي اليأس و تملكني القنوط و ناديت في الظلمات فزعا و صرخت في وحشتي جزعا فلم يسمعني إلا مقيل العثرات و لم يجب دعائي وندائي إلا راحم العبرات و لم يُنر طريقي إلا خالق انوار الرحمات التي يعود بها كريما على العصاة والخاطئين و اصحاب الزلات يا من ناديتك في الظلمات فكان النور في كلماتك شافيا قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فأنت يا رب نور العصاة التائبين و انت يا رب منزل الأمان بالخائفين و انت يا رب واهب الرحمات للأوابين اتيتك يا مولاي بتذلل العصاة وترجي التائبين و عبرات الخائفين و قد وقفت على اعتاب رحماتك اتوق اليك قولا و عملا فتب علي جواد عاطفا وتحنن علي إحسانا و عفوا اللهم امين إن المؤمن الموحد المحسن ، حبه لله تعالى مقرون بالإجلال والتعظيم إنه حب المملوك لمالكه ، حب العبد لسيده ، حب المخلوق المقهور الضعيف لله الواحد القهار. ولذلك فإن المحبين الصادقين هم في هذا المقام في مقام المحبة هم في مقام موزون بين الرجاء والخوف. فرجاؤهم معلق برحمة الله تعالى ولا يخافون إلا الله هم أشد الناس خوفًا من الله تعالى، وقد جمع الله تعالى أركان هذا المقام الإيماني الإحساني الرفيع في وصفه للملائكة المقربين والأنبياء المرسلين والصالحين العابدين فقال جل جلاله :[color=blue]{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }orange]]الإسراء57 لكي يبقى المسلم مطمئناً ومتيقظاً ، يحدوه الأمل والرجاء في رحمة الله ومغفرته وهو كذلك يخشى ويخاف من الله سبحانه ، وهذا هو المنهج الوسط العدل . فالرجاء منزلة عظيمة من منازل العبودية وهي عبادة قلبية تتضمن ذلاً وخضوعاً ، أصلها المعرفة بجود الله وكرمه وعفوه وحلمه ، ولازمها الأخذ بأسباب الوصول إلى مرضاته ، فهو) حسن ظن مع عمل وتوبة وندم (. والخوف كذلك منزلة عظيمة من منازل العبودية وهو من عبادات القلوب التي لا تكون إلا لله سبحانه ، وصرفها لغيره شرك أكبر. إذ أنه من تمام الاعتراف بملكه وسلطانه ، ونفاذ مشيئته في خلقه . قال الامام ابن القيم: رحمه الله ( من استقر في قلبه ذكر الدار الآخرة وجزاءها ، وذكر المعصية والتوعد عليها وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح هاج في قلبه من الخوف مالا يملكه ولا يفارقه حتى ينجو ) . أيها المسلم الخوف والرجاء كجناحي الطائر كما ذكر أهل العلم متعاضدان مقترنان ، المسلم يرجوا ماعند الله ولكن يخافه ويخشاه . قال تعالى { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90 ومن الأسباب الباعثة على الخوف من الله والرجاء له سبحانه التفكر في الخاتمة والحساب فيما أعد الله سبحانه لأهل طاعته من النعيم المقيم الأبدي وما أعد الله لأهل معصيته إن هو عذبهم من العذاب الذي لايطيقه بشر . فقال تبارك وتعالى في الجنة وأهلها ونعيمها : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ، كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ، يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ، لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ، فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) . وقال الواحد جل جلاله في النار وأهلها وعذابها : ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا في بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ) قال بعض العلماء: الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى تم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت وقال بعضهم: الراغب في سيره إلى الله – عز وجل – بمنزلة الطائر. فالمحبة رأسه. والخوف والرجاء جناحاه. فمتى سَلِمَ الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضه لكل صائد وكاسر الخوف والرَّجاء للمؤمن كالجناحيْن بالنِّسبة للطائر، لكنَّه يطير بهما في سماء التعبُّد لربِّه - عزَّ وجلَّ - ولابدَّ من تَحقيق التَّكافؤ والتَّوازُن بين الخوْف والرَّجاء؛ حتَّى تستقيمَ حياة المؤمن في الدُّنيا، ويفوز بالنَّعيم في الآخرة؛ إذ إنَّ تغليب الخوف دون حاجةٍ إليْه يُفضي إلى القنوط، كما أنَّ تغليب الرَّجاء دون حاجة إليه يُفضي إلى الأمن المؤدِّي إلى التفريط. وحدُّ الاعتدال في ذلك أن تُغلِّب جانبَ الخوْف عند الحاجة إليْه، وتغلِّب جانب الرَّجاء عند الحاجة إليه، فالمرءُ عند كثْرة العصيان مع شدَّة الخوف يَحتاج إلى تغليب الرَّجاء على الخوْف، أمَّا العصيان مع الأمْن، فصحابُه بِحاجةٍ إلى تغليب جانب الخوف على جانب الرَّجاء. قال ابن القيِّم: "السَّلف استحبُّوا أن يُقَوِّي في الصِّحَّة جناح الخوْف على جناح الرَّجاء، وعند الخروج من الدُّنيا يقوِّي جناح الرَّجاء على جناح الخوْف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره". وقال: "ينبغي للقلْب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ". وقال غيره: "أكمل الأحْوال اعْتدال الرَّجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبَّة هي المرْكَبُ، والرَّجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه". اهـ. قال حافظ الحكمي في "المنظومة الميميَّة في الوصايا والآداب العلمية": وَاقْنُتْ وَبَيْنَ الرَّجَا وَالخَوْفِ قُمْ أَبَدًا تَخْشَى الذُّنُوبَ وَتَرْجُو عَفْوَ ذِي الكَرَمِ فَالخَوْفُ مَا أَوْرَثَ التَّقْوَى وَحَثَّ عَلَى مَرْضَاةِ رَبِّي وَهَجْرِ الإِثْمِ وَالأَثِمِ كَذَا الرَّجَا مَا عَلَى هَذَا يَحُثُّ لِتَصْ دِيقٍ بِمَوْعُودِ رَبِّي بِالجَزَا العَظِمِ وَالخَوْفُ إِنْ زَادَ أَفْضَى لِلقُنُوطِ كَمَا يُفْضِي الرَّجَاءُ لأَمْنِ المَكْرِ وَالنِّقَمِ فَلا تُفَرِّطْ وَلا تُفْرِطْ وَكُنْ وَسَطًا وَمِثْلَ مَا أَمَرَ الرَّحْمَنُ فَاسْتَقِمِ سَدِّدْ وَقَارِبْ وَأَبْشِرْ وَاسْتَعِنْ بِغُدُوْ وٍ وَالرَّوَاحِ وَأَدْلِجْ قَاصِدًا وَدُمِ فَمِثْلَمَا خَانَتِ الكَسْلانَ هِمَّتُهُ فَطَالَمَا حُرِمَ المُنْبَتُّ بِالسَّأَمِ وقد ذكر الله - تعالى - الخوف مقرونًا بالرجاء في كتابه الكريم في مواضع كثيرة؛ منها قول الله - جلَّ جلاله -: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلألْبَابِ} [الزمر: 9]، وقوله تعالى: {ٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 98]، وقوله تعالى: {نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلألِيمُ} [الحجر: 49، 50]. وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} [الإسراء: 57]، وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]، وكما في قوله - سبحانه -: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16]. وعن أنَسِ بنِ مالكٍ - رضي الله عنه -: أن النبي - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم - دخل على شابٍّ وهو في المَوْتِ، فقَالَ: ((كيف تَجِدُكَ؟)) قالَ: واللهِ يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَرْجُو اللهَ، وإنِّي أخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم -: ((لا يَجْتَمِعَانِ في قَلْبِ عَبْدٍ في مِثْلِ هَذا الْمَوْطِنِ؛ إلاَّ أعْطَاهُ اللهُ ما يَرْجُو، وآمَنَهُ ممَّا يَخَافُ))؛ أخرجه التِّرمذي وقال: حسن غريب، والنسائي في "الكبرى"، وابن ماجه، وقال الألباني: حسنٌ صحيح "صحيح الترغيب والترهيب" (رقم 3383). وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((يقول الله - عزَّ وجلَّ -: وعزَّتي، لا أجمع على عبدي خوفَين، ولا أجْمع له أمنَين، إذا أمِنَني في الدُّنيا، أخفتُه يوم القيامة، وإذا خافني في الدُّنيا، أمنته يوم القيامة))؛ رواه البيْهقي في "شعب الإيمان"، وصحَّحه الألباني. عن أبي جحيفة - رضي الله عنْه - قال: قالوا: يا رسول الله، قد شِبت! قال: ((شيَّبتني هود وأخواتها))؛ رواه الطبراني وأبو يعلى، وقال الألباني: سندُه جيِّد (الصحيحة 955). ولهذا قال السَّلف - رحِمهم الله - كلِمةً مشهورةً، وهي: "مَنْ عبدَ الله بالحبِّ وحده، فهو زنديق، ومَن عبدَه بالخوف وحْده، فهو حروريٌّ - أي: خارجي - ومَن عبدَه بالرَّجاء وحْده، فهو مرجئ، ومن عبدَه بالخوف والحب والرَّجاء، فهو مؤمن موحِّد". قال ابن القيم: "القلب في سيره إلى الله - عزَّ وجلَّ - بمنزلة الطَّائر؛ فالمحبَّة رأسه، والخوف والرَّجاء جناحاه، فمتى سلِم الرَّأس والجناحان، فالطائر جيِّدُ الطيران، ومتى قطع الرأس، مات الطائر، ومتى فقد الجناحان، فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر". وعلى التفصيل الذي ذكرنا يُحمل حال مَن غلَّب الخوف على الرَّجاء من سلفِنا الصَّالح، وكذلك من غلَّب الرجاء على الخوف. وقد اختلفت عباراتُ العلماء في تعريف الخوف والرجاء: • فقيل: الخوف توقُّع العقوبة على مجاري الأنفاس. • وقيل: الخوف قوَّة العلم بِمجاري الأحكام. • وقيل: الخوف هَرَبُ القلب من حلول المكْروه عند استشعاره. • وقيل: الخوف غمٌّ يلحق النفس؛ لتوقُّع مكروه. أمَّا الرجاء فقد قال العلماء في حدِّه: • الرجاء حادٍ يحدو القُلوب إلى بلاد المحبوب، وهو الله والدَّار الآخرة، ويُطَيِّب لها السير. • وقيل: هو الاستِبْشار بِجود فضل الربِّ - تبارك وتعالى - والارتياح لمطالعة كرمه - سبحانه. • وقيل: هو الثِّقة بجود الرب تعالى. • وقيل: هو النَّظر إلى سعة رحمة الله. وتفصيل ذلك في "مدارج السَّالكين" لابن القيم (1/507-513). • قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحدَّاد النيسابوري: "الخوْف سِراجٌ في القلب، به يُبْصر ما فيه من الخيْر والشَّرِّ، وكل أحد إذا خفتَه هربْت منه، إلا الله - عزَّ وجلَّ - فإنَّك إذا خِفْتَه هربت إليه، فالخائف من ربِّه هارب إليه". • وقال إبراهيم بن سفيان: "إذا سكن الخوفُ القلوب، أحرق مواضع الشَّهوات منها، وطرد الدنيا عنها". والآثار في ذلك عن السلف أكثرُ من أن تُحصى. وليعلم أنَّ الخوف المحمود الصادق: هو ما حالَ بين صاحبه وبين مَحارم الله - عزَّ وجلَّ - فإذا تَجاوز ذلك، خِيفَ منْه اليأْس والقنوط. قال أبو عثمان الحِيري: "صِدْق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهرًا وباطنًا". قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله". هذا في جانب الخوف، أمَّا في جانب الرجاء، فالأخبار فيه كثيرة أيضًا، ومنها: • قال البيهقي في "الشعب": "قال بعضُ الحكماء في مناجاته: إلهي، لو أتانِي خبرٌ أنَّك غيرُ قابل دعائي، ولا سامع شكْواي، ما تركت دعاءَك ما بلَّ ريقٌ لساني، أين يذهب الفقيرُ إلا إلى الغني؟ وأين يذهب الذَّليل إلا إلى العزيز؟ وأنت أغنى الأغنياء، وأعزُّ الأعزاء يا رب". • وقال بعض العبَّاد: "لمَّا علِمْتُ أنَّ ربِّي - عزَّ وجلَّ - يلي مُحاسبتي، زال عني حزني؛ لأنَّ الكريم إذا حاسب عبدَه تفضَّل". • وقال ابن المبارك: جئتُ إلى سفيان الثَّوري عشيَّة عرفة، وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تهملان، فقلتُ له: مَن أسوأ هذا الجمْع حالاً؟ قال: الذي يظنُّ أنَّ الله لا يغفِر لهم. وقد أجْمع العلماءُ على أنَّ الرَّجاء لا يصحُّ إلا مع العمل. أمَّا ترْك العمل، والتمادي في الذنوب، اعتمادًا على رحمة الله، وحسْنِ الظنِّ به - عزَّ وجلَّ - فليس من الرَّجاء في شيء، بل هو جهل، وسفه، وغرور؛ فرحمة الله قريبٌ من المحسنين لا من المفرِّطين، المعاندين، المُصِرِّين. قال ابن القيِّم في "الجواب الكافي" بشأن المتمادين في الذُّنوب؛ اتِّكالاً على رحمة الله: "وهذا الضَّرب في النَّاس قد تعلَّق بنصوص الرَّجاء، واتَّكل عليها، وتعلَّق بكلتا يديه، وإذا عوتب على الخطايا والانْهماك فيها، سرد لك ما يحفظه من سعة رحْمة الله، ومغفرته، ونصوص الرجاء، وللجُهَّال من هذا الضَّرب من النَّاس في هذا الباب غرائب وعجائب". اهـ. وقال أيضًا: "فحُسْن الظَّنِّ إنَّما يكون مع انعِقاد أسباب النَّجاة، وأمَّا على انعقاد أسباب الهلاك، فلا يتأتَّى إحسان الظَّنِّ. فإن قيل: بل يتأتَّى ذلك، ويكون مستندُ حسنِ الظنِّ سعةَ مغفرةِ الله، ورحمته، وعفوه، وجوده، وأنَّ رحمَتَه سبقت غضبَه، وأنه لا تنفعه العقوبة، ولا يضرُّه العفو. قيل: الأمر هكذا، والله فوق ذلك أجلُّ وأكرم، وأجود وأرحم، وإنَّما يضع ذلك في محلِّه اللائق به؛ فإنَّه - سبحانه - موصوف بالحكمة، والعزة، والانتقام، وشدَّة البطش، وعقوبة مَن يستحقُّ؛ فلو كان مُعَوَّلُ حسْنِ الظَّنِّ على صِفاته وأسمائِه، لاشتَرَك في ذلك البرُّ والفاجر، والمؤمن والكافر، ووليُّه وعدوُّه؛ فما ينفع المجرمَ أسماؤه وصفاته، وقد باء بسخطه وغضبه، وتعرَّض للعْنته، ووقع في محارمه، وانتهك حرماته. بل حسن الظن ينفع مَنْ تاب، وندم، وأقلع، وبدَّل السيِّئة بالحسنة، واستقبل بقيَّة عمره بالخير والطاعة، ثم حسَّن الظَّنَّ بعدها؛ فهذا هو حسن الظَّنِّ، والأوَّل غرور، والله المستعان". اهـ. أما المحبة، فهي - كما قال ابن القيم -: "لا تُحَدُّ المحبةُ بحدٍّ أوضحَ منها؛ فالحدود لا تزيدها إلا خفاءً وجفاءً، فحدُّها وُجُودُها، ولا توصف المحبة بوصفٍ أظهرَ من المحبة. وإنما يتكلم الناس في أسبابها، وموجباتها، وعلاماتها، وشواهدها، وثمراتها، وأحكامها؛ فحدودهم، ورسومهم دارت على هذه الستة، وتنوعت بهم العبارات، وكثرت الإشارات بحسب إدراك الشخص، ومقامه، وحاله، ومِلْكِهِ للعبارة ". اهـ. ومما قيل في حد المحبة وتعريفها أنها: • إيثار المحبوب على جميع المصحوب. • موافقة الحبيب في المشهد والمغِيب. • مواطأة القلب لمرادات المحبوب. • سقوط كل محبة من القلب إلا محبة الحبيب. • ميلك للشيء بكُلِّيَّتك، ثم إيثارك له على نفسك وروحك ومالك، ثم موافقتك له سرًّا وجهرًا، ثم علمك بتقصيرك في حبه. وقيل غير ذلك، وراجعه في "مدارج السالكين"، و"روضة المحبين"، وكلاهما لابن القيم - رحمه الله. واللهَ نسأل أن يوفِّقَك لما يحب ويرضى، وأن يهيِّئَ لك من أمْرِك رشدًا، ويهدِيَنا وإيَّاك سواء السَّبيل. | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الأربعاء 25 يوليو 2012, 4:37 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: ...بين الخوف و الرجاء ...بين الخوف و الرجاء السلام عليكم ورحمة الله جزاكم الله خيرا على هده اللفتة القيمة قصيدة جميلة ومؤثرة جداً وقفتُ ببابك ياخالقي --- ُأقلّ الذنوبَ على عاتقي وقفتُ ببابك ياخالقي --- ُأقلّ الذنوبَ على عاتقي أجرّ الخطاياوأشقى بها --- لهيباً من الحزن في خافقي يسوقُ العباد إليكَ الهدى---وذنبي إلي بابكم سائقي أتيتُ ومالي سوى بابكم --- طريحاًأناجيكَ يا خالقي ذنوبي أشكو وما غيرها --- أقض منامي من مقلتي أعاتب نفسي أما هزها --- بكاء الأحبة في سكرتي أما هزها الموتيأتي غدا --- وما في كتابي سوى غفلتي أما هزها من فراش الثرى --- ظلامٌ تزيد به وحشتي ندمتُ فجئتُ لكمتائباً --- تسابقني بالأسى حسرتي أتيت وما لي سوا بابكم --- فإنتطردنّي فوا ضيعتي إلهي أتيتُ بصدق الحنين --- يناجيكَ بالتوبِ قلبٌحزين إلهي أتيتكَ في أضلعي --- إلى ساحةِ العفوِ شوقٌدفين إلهي أتيتُ لكم تائباً --- فألحق طريحكَ فيالتائبين أعنه على نفسهِ والهوى --- فإن لم تعنه فمن ذايُعين أتيتُ وما لي سوا بابكم --- فرحماكَ يا ربيبالمذنبين أبوحُ إليكَ وأشكو إليك---حنانيكَ يا ربي إنا إليك أبوحُ إليك بما قد مضى --- وأطرحُ قلبيَبين يديك خُطاي الخطايا، ودربي الهوى --- وما كانَ تُخفى دروبيعليك تراني فتُمهلني منَّةً --- وتسترُ سودَ الخفايالديك أتيتُ وما لي سوى بابكم --- ولا ملتجى منكَ إلاإليك إلهي من لي إذا هالني --- بجمعِ الخلائقِ يومَالوعيد إذا أحرقت نارُكم أهلها --- ونادت أيا ربي هل منمزيد إذا كلُ نفسٍ أتت معها --- إلى ربها سائقٌوشهيد وجئتكَ بالذنبِ أسعى به --- مُخِفَ الموازين عبداًعنيد إلهي إلهي بمن أرتجي --- وما غيرُ عفوِكَ عنيأريد عبيدُك قد أوصدوا بابهم --- وما لي سواكَ إله العبيد وقفتُ ببابك ياخالقي --- ُأقلّ الذنوبَ على عاتقي الموضوع الأصلي : ...بين الخوف و الرجاء // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: أرجو رحمتك ياخالقي | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الثلاثاء 31 يوليو 2012, 5:03 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: ...بين الخوف و الرجاء ...بين الخوف و الرجاء قصيده الشيخ عائض القرني لا إله إلا الله أبدأ بها حق وصواب كلمة من عالم الغيب ربك جاء بها لا إله إلا الله فضاضة الصخر الصلاب أحمد المختار للخلد يسبق نابها و لا إله إلا الله الريح تشهد والسحاب والجبال الراسية كلها وهضابها و لا إله إلا الله أكبر سؤال أعظم جواب الرعود أصواتها والبروق أثوابها و لا إله إلا الله القاهر الفرد المُهاب جابر العثرات معطي الكنوز أصحابها و لا إله إلا الله أول كلام أصدق متاب الحِكَم في سرها والهدى بأهدابها و لا إله إلا الله تخضع لها كل الرقاب حظ والله من حملها وجاء يسعى بها و لا إله إلا الله ترجح بميزان الثواب بالسماء والأرض بحجارها وأترابها و لا إله إلا الله حصن من الشرك الكُذاب ما تمس النار من جاءه في جلبابها و لا إله إلا الله ذخر ولي يوم الحساب يوم تدنو الشمس والكرب بعض أسبابها و لا إله إلا الله أجمل خبر وأكمل نصاب تشرح الخاطر وهي مفزع لا غِنى بها و لا إله إلا الله ننسج بها حسن الثياب هي نشيد المجد والنور من محرابها و لا إله إلا الله فكّر وهن عتق الرقاب طهرة للخلق بحسابها وأسبابها و لا إله إلا الله يفتح لها سبعين باب كل باب فاح من عودها وأطيابها ولا إله إلا الله لو نُزّلت في الصخر ذاب هي سلاح الجند وسيوفها وأحرابها و لا إله إلا الله خذها معك وقت الذهاب جنة الفردوس وين إنتِ يا طلابها يا الله يا غفار سهّل لنا كل الصعاب فكّنا من كربةٍ مظلمٍ سردابها مالنا غيرك ملاذ ولا دونك حجاب يرتجيك الخلق عنوانها وأحبابها فالق الإصباح باني السماء مرسي الهضاب عالم الأسرار هازم جميع أحزابها محييَ الميت مبيد الجيوش أهلَ الخراب كاسر الجبار جابر كسير أطنابها مغنيَ المحتاج مشبع أهل المخلب وناب مروي الظامي مفرج جميع أكرابها حيِّ يا قيوم أنا بأسألك بأم الكتاب حاجة في كامن القلب وإنتَ أدرى بها اعفو عنا يا مجير النبي من العذاب واعفو عن أمة محمد فهو وصّى بها أنا عبدك وإنتَ بالخير تبدأ والثواب رجمتك تسبق عذابك تبشرنا بها أسألك باسمك ووجهي لمجدك في التراب الملوك بجندها سلمت بأرقابها أنت يا رحمان من رحمتك كشف العذاب إلتجينا بك وغيرك نصّب حجّابها السلاطين المُهابة هباب في هباب كلهم في قبضتك لو علت بأشنابها ما عليه من البشر لو بنت فوق السحاب دود فقر يحطم الموت ركن أقبابها بأسألك بأسمائك الغُر والوصف المهاب بالفواتح والخواتيم كم من قرأ بها أسألك بحروف كتاب إي والله من كتاب بالسور إجازها بأهل وأسهابها بالطوال السبع في شرحها فصل الخطاب وسورة الإخلاص يا ربنا عُذنا بها ونسألك بالاسم الأعظم وبه كشف المُصاب وآية الكرسي وكم قلب تهجا بها تغفر الذلة وتفتح لنا للخلد باب واحمنا من نارك الموقدة وعقابها والله إني بالخجل مثل محموح مُصاب جيت بالتقصير والذنب نفسي عابها لكن إن العبد لا مارجع بعد الغياب يغتفر له شردته بعد طول غيابها مين أنا حتى أمدحه من تراب في تراب جوده الواسع رفعني على مرقابها أتوسل بالشهادة وهي رأس الزهاب وأعترف بذنوب عبد وأنا قصابها من شكر ولا كفر ما يزيد الله مهاب الله مستغني عن الكل هو وهابها الخليقة في موازين تقديرها ذباب والله ما تنقص من الملك وزن ذبابها كلهم ريشة بعوضة على نسمة هباب الله كم من جمجمة حُنطت بأترابها دمر الأملاك وكنوزها صارت مَهَاب زلزل الباغين حط الفنى قصابها الله كم فرعون حطه على رأس الحراب الله كم جبار دق الوتد بأطنابها الله كم من واسطه موت جرته الكلاب الله كم من دولة جت ولا يُدرى بها الله كم من قائد في البرايا ما يُهاب صار زاد الدود سلاّبها وهابها لا تقل هذا عظيم وذا حضرة جناب العظيم الله يكفي البشر ما صابها كلما تبصر من البشوات أهل القباب مثل دود القز سم الفنى بثيابها من غباهم علّم الدفن قابيل الغراب وانتزل هدهد لبلقيس في محرابها وسد مأرب في سبأ جد فاره في الخراب ونامسه في رأس نمرود أمثال ألعابها شوف ثمود البغي ماتوا بناقة في شراب وغار ثور بالحمامة يرد أعرابها وقوم نوح كالضفادع بطوفان عُباب وصار قوم شعيب مثل الجيف بأشعابها كلهم عبد الطمع يا ذئاب في ثياب كشرّت بأنيابها واحتمى بأخلابها لا ترجاهم تراهم سراب في سراب فوّض أمرك للمهيمن يفتّح بابها وإيش بقي من مال قارون وأصحاب العياب زر مقابرهم ترى البوم قد غنّى بها الموضوع الأصلي : ...بين الخوف و الرجاء // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: آندى آلعآلمين | ||||||||||||||||||||||||||||||
الجمعة 03 أغسطس 2012, 11:13 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: ...بين الخوف و الرجاء ...بين الخوف و الرجاء موضوع فعلا يستحقّ القراءة لما فيه من الفوائد الكبيرة و حقيقة : "صِدْق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهرًا وباطنًا " بارك الله فيك أخي الكريم أمتي أمتي، لا تحرمنا من موضوعاتك الموضوع الأصلي : ...بين الخوف و الرجاء // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: Hayati Lillah | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الإثنين 06 أغسطس 2012, 1:30 am | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: ...بين الخوف و الرجاء ...بين الخوف و الرجاء *_ الدعاء _* بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إني كنت من الظالمين لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته سبحان الله خضوعا لعظمته اللهم يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات الأرض، يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض ، يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة. اللهم إني أسألك، أن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال و الإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين. بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، و أن الله يبعث من في القبور. الحمد لله الذي لا يرجى إلا فضله، ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير. اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي، بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي. الموضوع الأصلي : ...بين الخوف و الرجاء // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: الملاك البرئ | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الإثنين 06 أغسطس 2012, 12:18 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: ...بين الخوف و الرجاء ...بين الخوف و الرجاء بارك الله فيكم على مشاركاتكم الطيبة احسن الله اليكم الرَّجاء’ قال العلماء: "الرَّجاء عبادةٌ". قال ابن خبيق-رحمه الله-:"الرَّجاء ثلاث: - رجلٌ عمل حسنةٌ فهو يرجو قبولها. - ورجلٌ عمل سيِّئة ثمَّ تاب فهو يرجو المغفرة. - والثَّالث الرَّجل الكاذب يتمادى في الذُّنوب ويقول أرجو المغفرة". وقيل: "الرَّجاء ثقة الجود من الكريم الودود". وقيل:"النَّظر إلى سعه رحمة الله مع العمل والتَّوبة لا مع التَّسويف والتَّفريط، وترك الطَّاعات". قال العفاني: "الرَّجاء من أجلِّ منازل السَّائرين وأعلاها، وأشرفها، وعليه وعلى الحبِّ والخوف مدار السَّير إلى الله -تعالى-، وقد مدح الله -تعالى- أهله وأثني عليهم فقال: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21] [الأحزاب: 21]". وإذا كان الرَّجاء عبادةٌ فهو يفتقر إلى ما لدى الإنسان من معرفة بالله وبأسمائه وصفاته، فقوَّة الرَّجاء من باب قوَّة العلم والمعرفة والمعرفة بذلك، ولولا ذلك، ذلك لما سارع ألإنسان بالتَّوبة، ولما أسرع وتحرَّك بالطَّاعة إلى الله. قال الإمام الهروي: "الرَّجاء يبعث العامل على الاجتهاد، ويولد التَّلذِّذ بالخدمة، ويوقظ الطِّباع للسَّماحة بترك المناهى". روى الإمام البخاري -رحمه الله- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ لله مائة رحمةٍ أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمةً، يرحم بها عباده يوم القيامة» [رواه مسلم 2752]. قال ابن القيم الجوزية -رحمه الله-: "الرَّجاء ضروريٌّ للمريد السَّالك الطَّائع. أمَّا ترك الطَّمأنينة مع ترك المأمورات والإصرار على المنهيات، فأمنٌ وغرورٌ، ولذالك نهى الله -تعالى- عن هذا فقال: {وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33]". وقد بين الإمام ابن قيم الجوزية هذا المعنى بوضوح وجلاء في كتابه الجواب الكافي إذ يقول: ]وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه, فضيعوا أمره ونهيه ونسوا أنه شديد العقاب, وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين, ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند, قال معروف: رجاؤك لرحمة من لا تطيع من الخذلان والحمق, وقال بعض العلماء: من قطع عضوًا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم, لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة نحو هذا, وقيل للحسن: أراك طويل البكاء؟ فقال: أخاف أن يطرحني ولا يبالي. وكان يقول: إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة, يقول أحدهم: لأني أحسن الظن بربي, لو أحسن الظن لأحسن العمل, وسأل رجل الحسن فقال: يا أبا سعيد, كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير؟ فقال: والله لأن تصحب أقوامًا يخوفونك حتى تدرك أمنًا, خير لك من أن تصحب أقوامًا يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف. قال معروف الكرخي -رحمه الله-: "رجاؤك رحمةٌ من لا تطيع خذلانٌ وحمقٌ". فاحرص على الطَّاعة مع التَّوبة والإنابة، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظَّنَّ بالله -عزَّ وجلَّ-»[رواه مسلم 2877]. | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|