!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
الأربعاء 25 يوليو 2012, 2:59 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: الآية الخامسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية الخامسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية الخامسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" قال الله سبحانه و تعالى : {يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦﴾وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴿٢٧﴾ يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴿٢٨﴾} الآية ﴿٢٦﴾ ﴿٢٧﴾ و ﴿٢٨﴾ من سورة النساء، يجيء التعقيب الشامل على تلك الأحكام في الآيات السابقة لهذه الآيات ليكشف للجماعة المسلمة عن حقيقة ما يريده الله لها بهذا المنهج وبتلك الأحكام والتشريعات والتنظيمات؛ وعن حقيقة ما يريده بهم الذين يتبعون الشهوات ويحيدون عن منهج الله، إنّ الله - سبحانه - يتلطف مع عباده؛ فيبيّن لهم حكمة تشريعاته لهم، ويطلعهم على ما في المنهج الذي يريده لحياتهم من خير ويسر. إنه يكرمهم - سبحانه - وهو يرفعهم إلى هذا الأفق. الأفق الذي يحدثهم فيه، ليبين لهم حكمة ما يشرّعه لهم؛ وليقول لهم: إنه يريد: أن يبين لهم .. " يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ " .. يريد الله ليكشف لكم عن حكمته؛ ويريد لكم أن تروا هذه الحكمة، وأن تتدبروها، وأن تقبلوا عليها مفتوحي الأعين والعقول والقلوب؛ فهي ليست معميات ولا ألغازا؛ وهي ليست تحكما لا علة له ولا غاية؛ وأنتم أهل لإدراك حكمتها؛ وأهل لبيان هذه الحكمة لكم .. وهو تكريم للإنسان، يدرك مداه من يحسون حقيقة الألوهية وحقيقة العبودية، فيدركون مدى هذا التلطف الكريم. " وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ " .. فهذا المنهج هو منهج الله الذي سنّه للمؤمنين جميعا. وهو منهج ثابت في أصوله، موحد في مبادئه، مطرد في غاياته وأهدافه .. هو منهج العصبة المؤمنة من قبل ومن بعد. ومنهج الأمة الواحدة التي يجمعها موكب الإيمان على مدار القرون. بذلك يجمع القرآن بين المهتدين إلى الله في كل زمان ومكان؛ ويكشف عن وحدة منهج الله في كل زمان ومكان؛ ويربط بين الجماعة المسلمة والموكب الإيماني الموصول، في الطريق الطويل. وهي لفتة تشعر المسلم بحقيقة أصله وأمته ومنهجه وطريقه .. إنه من هذه الأمة المؤمنة بالله، تجمعها آصرة المنهج الإلهي، على اختلاف الزمان والمكان، واختلاف الأوطان؛ والألوان وتربطها سنّة الله المرسومة للمؤمنين في كل جيل، ومن كل قبيل. " وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ" .. فهو - سبحانه - يبيّن لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم، ليرحمكم ... ليأخذ بيدكم إلى التوبة من الزلل، والتوبة من المعصية. ليمهد لكم الطريق، ويعينكم على السير فيه .. " وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " .. فعن العلم والحكمة تصدر هذه التشريعات. ومن العلم والحكمة تجيء هذه التوجيهات. العلم بنفوسكم وأحوالكم. والعلم بما يصلح لكم وما يصلحكم. والحكمة في طبيعة المنهج وفي تطبيقاته على السواء .. " وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا " .. وتكشف الآية الواحدة القصيرة عن حقيقة ما يريده الله للناس بمنهجه وطريقته، وحقيقة ما يريده منهم الذين يتّبعون الشهوات، ويحيدون عن منهج الله - وكل من يحيد عن منهج الله إنما يتّبع الشهوات - فليس هنالك إلا منهج واحد هو الجّد والاستقامة والالتزام، وكل ما عداه إن هو إلا هوى يتّبع، وشهوة تطاع، وانحراف وفسوق وضلال. فماذا يريد الله بالناس، حين يبيّن لهم منهجه، ويشرّع لهم سنّته؟ إنّه يريد أن يتوب عليهم. يريد أن يهديهم. يريد أن يجنبهم المزالق. يريد أن يعينهم على التسامي في المرتقى الصاعد إلى القمّة الشامخة. " وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا " .. وماذا يريد الذين يتبعون الشهوات؟ يزيّنون للناس منابع ومذاهب لم يأذن بها الله، ولم يشرّعها لعباده، إنهم يريدن لهم أن يميلوا ميلا عظيما عن المنهج الراشد، والمرتقى الصاعد والطريق المستقيم. وفي هذا الميدان الخاص الذي تواجهه الآيات السابقة: ميدان تنظيم الأسرة؛ وتطهير المجتمع؛ وتحديد الصورة النظيفة الوحيدة، التي يحبّ الله أن يلتقي عليها الرجال والنساء؛ وتحريم ما عداها من الصّور، وتبشيعها وتقبيحها في القلوب والعيون .. في هذا الميدان الخاص ما الذي يريده الله، وما الذي يريده الذين يتبعون الشهوات؟ فأمّا ما يريده الله فقد بيّنته الآيات السابقة في السورة. وفيها إرادة التنظيم، وإرادة التطهير، وإرادة التيسير، وإرادة الخير بالمسلمين على كل حال. وأمّا ما يريده الذين يتّبعون الشهوات فهو أن يطلقوا الغرائز من كل عقال: ديني، أو أخلاقي، أو اجتماعي .. يريدون أن ينطلق السعّار الجنسي المحموم بلا حاجز ولا كابح، من أي لون كان. السعّار المحموم الذي لا يسقرّ معه قلب، ولا يسكن معه عصب، ولا يطمئن معه بيت، ولا يسلم معه عِرض، ولا تقوم معه أسرة. يريدون أن يعود الآدميون قطعانا من البهائم، كل هذا الدمار، وكل هذا الفساد، وكل هذا الشرّ باسم الحريّة، وهي - في هذا الوضع - ليست سوى اسم آخر للشهوة والنزوة! وهذا هو الميل العظيم الذي يحذّر الله المؤمنين إياه، وهو يحذّرهم ممّا يريده لهم الذين يتّبعون الشهوات. وقد كانوا يبذلون جهدهم لردّ المجتمع المسلم إلى الجاهلية في هذا المجال الأخلاقي، الذي تفوّقوا فيه وتفرّدوا بفعل المنهج الإلهي القويم النظيف. وهو ذاته ما تريده اليوم الأقلام الهابطة والأجهزة الموجّهة لتحطيم ما بقي من الحواجز في المجتمع دون الإنطلاق البهيمي، الذي لا عاصم منه، إلاّ منهج الله، حين تقرّه العصبة المؤمنة في الأرض إن شاء الله. واللّمسة الأخيرة في التعقيب تتولّى بيان رحمة الله بضعف الإنسان، فيما يشرّعه له من منهج وأحكام. والتخفيف عنه ممّن يعلم ضعفه، ومراعاة اليُسر فيما يشرّع له، ونفي الحرج والمشقّة والضّرر والضّرار. " يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا " .. فأما في هذا المجال الذي تستهدفه الآيات السابقة، وما فيها من تشريعات وأحكام وتوجيهات، فإرادة التخفيف واضحة؛ تتمثّل في الإعتراف بدوافع الفطرة، وتنظيم الاستجابة لها وتصريف طاقتها في المجال الطيّب المأمون المثمر، وفي الجّو الطّاهر النظيف الرفيع؛ دون أن يكلّف الله عباده عنتا في كبتها حتى المشقّة والفتنة؛ ودون أن يطلقهم كذلك ينحدرون في الاستجابة لها بغير حدّ ولا قيد. وأما في المجال العام الذي يمثّله المنهج الإلهي لحياة البشر كلها فإرادة التخفيف تبدو كذلك واضحة؛ بمراعاة فطرة الإنسان، وطاقته، وحاجاته الحقيقية؛ وإطلاق كل طاقاته الباطنية. ووضع السّياج الذي يقيها التبدّد وسوء الإستعمال! وكثيرون يحسبون أن التقيّد بمنهج الله - وبخاصة في علاقات الجنسين - شاق مجهد. والإنطلاق مع الذين يتّبعون الشهوات ميسّر مريح! وهذا وهم كبير ... فإطلاق الشهوات من كل قيد؛ والتجرّد من كل قيد أخلاقي، ومن كل التزام إجتماعي .. إن هذه كلّها تبدو يسرا وراحة وانطلاقا. ولكنها في حقيقتها مشقّة وجهد وثقلة.وعاقبتها في حياة المجتمع - بل في حياة كل فرد - عاقبة مؤذية مدمّرة ماحقة .. والنظر إلى الواقع في حياة المجتمعات التي " تحرّرت! " من قيود الدّين والأخلاق والحياء في هذه العلاقة، يكفي لإلقاء الرّعب في القلوب. لو كانت هنالك قلوب! لقد كانت هذه الفوضى هي المعول الأول الذي حطّم الحضارات القديمة. حطّم الحضارة الإغريقية وحطّم الحضارة الرومانية وحطّم الحضارة الفارسية. وهذه الفوضى ذاتها هي التي أخذت تحطّم الحضارة الغربية الراهنة؛ وقد ظهرت آثار التحطيم شبه كاملة في انهيارات فرنسا التي سبقت في هذه الفوضى؛ وظهرت في أمريكا والسويد وانجلترا، وغيرها من دول الحضارة الحديثة. و ذلك طرف ممّا تكلّفته البشرية الضاّلة، في جاهليتها الحديثة، من جرّاء طاعتها للّذين يتّبعون الشّهوات ولا يريدون أن يفيئوا إلى منهج الله في الحياة. المنهج الملحوظ فيه اليّسر والتخفيف على الإنسان الضعيف، وصيانته من نزواته، وحمايته من شهواته، وهدايته إلى الطريق الآمن، والوصول به إلى التوبة والصلاح والطهارة. المصدر: في ضلال القرآن الموضوع الأصلي : الآية الخامسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: Hayati Lillah | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الأربعاء 01 مايو 2013, 1:18 am | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: الآية الخامسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الموضوع الأصلي : الآية الخامسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: ابنة الاسلام | ||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|