!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
السبت 28 يوليو 2012, 4:35 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: الآية الثامنة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية الثامنة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية الثامنة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" قال الله سبحانه و تعالى : {فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّـهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } الآية ﴿١٢٥﴾ من سورة الأنعام . هذه الآية هي تصوير حالة الهدى وحالة الايمان في داخل القلوب والنفوس : " فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّـهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ " . من يقدّر الله له الهداية - وفق سنته الجارية من هداية من يرغب في الهدى ويتجّه إليه بالقدر المعطى له من الاختيار – " يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ " ؛ فيتسّع له؛ ويستقبله في يسر ورغبة، ويتفاعل معه، ويطمئّن إليه؛ ويستريح له. ومن يقدّر له الضّلال - وفق سنته الجارية من إضلال من يرغب عن الهدى ويغلق فطرته عنه – " يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ " . . فهو مغلق مطموس يجد العّسر والمشقّة في قبوله، " كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ " . . وهي حالة نفسية تُجسَّم في حالة حسّية، من ضيق النفس، وكربة الصدر، والرَهق المُضني في التصعّد إلى السماء! وبناء اللّفظ ذاته " يصّعّد " - كما هو في قراءة حفص - فيه هذا العُسر والقبض والجهد. وينتهي المشهد بهذا التعقيب المناسب: " كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّـهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ " . . . . كذلك . . بمثل هذا الذي يجري به قدر الله من شرح صدر الذي يريد الله به الهدى، ومن العسر والجهد والمشقّة لمن يريد به الضلال . . كذلك يجعل الله الرّجس على الذين لا يؤمنون. ومن معاني الرّجس: العذاب. ومن معانيه كذلك: الإرتكاس . وكلاهما يلوِّن هذا العذاب بمشهد الذي يرتكس في العذاب ويعود إليه ولا يفارقه! إنّ تصوّر الحقيقة التي يقرّرها هذا النّص وأمثاله في القرآن الكريم من النصوص التي تتعلق بالتعامل والإرتباط بين مشيئة الله سبحانه و تعالى واتجاهات البشر؛ وما يصيبهم من الهدى والضلال، وما ينالهم بعد ذلك من جزاء وثواب وعقاب . . إن هذا كله يحتاج إلى استخدام منطقة أخرى من مناطق الإدراك البشري وراء منطقة المنطق الذهني! وكل ما ثار من الجدل بشأن هذه القضية سواء في تاريخ الفكر الإسلامي، وبخاصة بين المعتزلة وأهل السنة والمرجئة - أو في تاريخ اللاهوت والفلسفة - وكل القضايا والتعبيرات عنها، موسومة بطابع المنطق الذهني. إنّ تصوّر هذه الحقيقة يحتاج إلى استخدام منطقة أخرى من مناطق الإدراك البشري وراء منطقة المنطق الذهني. وكذلك يقتضي التعامل مع " الواقع الفعلي " لا مع " القضايا الذهنية " . فالقرآن يصوّر الحقيقة الفعلية في الكينونة البشرية وفي الوجود الواقع؛ وهذه الحقيقة يتراءى فيها التشابك بين مشيئة الله وقدره وبين إرادة الإنسان وعمله. في محيط لا يدركه المنطق الذهني كله. فإذا قيل: إن إرادة الله تدفع الإنسان دفعا إلى الهدى أو الضلال . . لم تكن هذه هي الحقيقة الفعلية. وإذا قيل: إن إرادة الإنسان هي التي تقرر مصيره كله . . لم تكن هذه هي الحقيقة الفعلية كذلك! إن الحقيقة الفعلية تتألف من نسب دقيقة - وغيبية كذلك - بين طلاقة المشيئة الإلهية وسلطانها الفاعل، وبين اختيار العبد واتجاهه الإرادي. بلا تعارض بين هذه وتلك ولا تصادم . . إنّ الذي تتّجه فطرته إلى الإسلام يجد في صدره انشراحاً له . . هو من صُنع الله قطعاً . .فالإنشراح حدثٌ لا يقع إلا بقدر من الله يخلقه ويبرزه. والذي تتجه فطرته إلى الضلال يجد في صدره ضيّقا وتقبّضا وعسراً . . هو من صنع الله قطعا . . لأنه حدث لا يتِم وقوعه الفعلي إلا بقدر من الله يخلقه ويجري به كذلك . . وكلاهما من إرادة الله بالعبد . .ولكنها ليست إرادة القهر، إنما هي الإرادة التي انشأت السّنَّة الجارية النافذة من أن يُبتلى هذا الإنسان بهذا القدر من الإرادة. وأن يجري قدر الله بإنشاء ما يترتب على استخدامه لهذا القدر من الإرادة في الإتجاه للهدى أو للضلال.. المصدر: في ضلال القرآن الموضوع الأصلي : الآية الثامنة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: Hayati Lillah | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|