!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
الجمعة 03 أغسطس 2012, 3:54 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: الآية الرابعة عشرة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية الرابعة عشرة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية الرابعة عشرة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" قال الله سبحانه و تعالى : {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ } الآية ﴿٢٦﴾ من سورة النحل، تصف الآية الكريمة عقاب بعض الأمم السابقة وصفا ينطبق بدقة كبيرة إلي ما تحدثه الزلازل في زماننا من قبل أن يدرك أحد من الخلق ميكانيكية حدوث تلك الهزات الأرضية. وتأكيد أن الله- تعالى- قد خسف الأرض بالذين مكروا السيئات في الماضي, وأنه- سبحانه- قادر علي أن يخسفها بهم في الحاضر والمستقبل, وفي ذلك تأكيد أن فهم الانسان لميكانيكية حدوث مختلف صور الكوارث الأرضية لا يخرجها عن كونها جندا من جند الله يسلطها علي من يشاء من عباده عقابا للعاصين, وابتلاء للصالحين, وعبرة للناجين. وفهمنا لميكانيكية الحدث لا يخرجه عن كونه من جند الله. وإذا لم تؤخذ هذه الكوارث وأمثالها في هذا الاطار فلن يستفيد الناجون منها شيئا وسوف يظلون عرضة للانتقام الإلهي المرة تلو الأخري... مصداقا لقوله تعالى: { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا } الآية ﴿٨﴾ من سورة الإسراء " قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ..." و(المكر) لغة هو الاحتيال والخديعة, أو هو صرف الغير عما يقصده الفاعل بحيلة من الحيل, و(المكر) ضربان: محمود ومذموم, والمحمود هو الذي يتحرى به صاحبه فعل أمر جميل, والمذموم هو الذي يتحري به صاحبه فعل أمر قبيح. ومن المكر المحمود ما وصف به الله ذاته فقال تعالى : { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّـهُ ۖ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } الآية ﴿٥٤﴾ من سورة آل عمران ومن المكر المذموم ما جاء ذمه في القرآن الكريم بقول ربنا - تبارك وتعالى -: { سْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا } الآية ﴿٤٣﴾ من سورة فاطر والآية السادسة والعشرون من سورة النحل جاءت بعد استعراض عدد من المخالفات الشرعية الجسيمة من أمثال الشرك بالله سبحانه و تعالى , والكفر بالآخرة وإنكار البعث والحساب والجنّة والنار, والاستعلاء في الأرض والتكبّر والتجبّر علي الخلق, والله لا يحب المستكبرين, وإنكار وحي السماء ووصفه زورا بـ ( أساطير الأولين). ولعل كل هذه المخالفات الشرعية الجسيمة من الكفر, والشرك, وإنكار البعث, والجحود للخالق( سبحانه وتعالي), والاستكبار في الأرض, وإضلال الخلق وإفساد فطرة الناس قد جمعت كلها في قول ربنا - تبارك وتعالى-: " قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ..." وجاء الردّ على هذا المكر السييء بعقاب الله المدمر لهؤلاء العصاة المتجبّرين في الدنيا, الذين يقفون لدعوة الله- تعالى- بالمرصاد, ولحملتها بالتصدي والاضطهاد, ويحسبون أن كفرهم وشركهم سوف ينفعهم, أو أن استعلاءهم على الخلق وتجبرهم في الأرض سوف يمر دون مساءلة لهم من خالق الخلق, وأن مكرهم لا يرد, وأن مؤامراتهم ودسائسهم لن تخيب, ولكن الله من ورائهم محيط, وعقاب الله تعالى لأمثالهم من الأمم السابقة ماثل أمام أعينهم, ويصفه القرآن الكريم بقول ربنا - تبارك وتعالى -: "... فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ " وهذا الخراب والدمار والهلاك في الدنيا, أما في الآخرة فمآلهم أنكى وأنكد وتصفه الآيات التالية بقول ربنا - تبارك وتعالى-: { ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٢٧﴾ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٢٩﴾ } الآية ﴿٢٧﴾،﴿٢٨﴾ و ﴿٢٩﴾ من سورة النحل. وعلى ذلك فإن هذا المقطع المعجز من الآية السادسة والعشرين من سورة النحل يحسم الحكم علي جميع الكوارث والمصائب التي تحدث للخلق: الطبيعية ( الفطرية) منها والشخصية مؤكدة أنها كلها تحدث بعلم الله( تعالى) وأمره, ويُسَخّر ربنا - تبارك وتعالى - لتنفيذها ما يشاء من جنده: عقابا للعاصين, وابتلاء للصالحين, وعبرة للناجين, وذلك تحقيقا لقول ربنا - تبارك وتعالى -: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٦﴾ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿٩٧﴾ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٩٨﴾ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّـهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿١٠٠﴾ } الآية ﴿٩٦﴾،﴿٩٧﴾، ﴿٩٨﴾،﴿٩٩﴾و ﴿١٠٠﴾ من سورة الأعراف { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } الآية ﴿٤٠﴾من سورة العنكبوت. وسئل المصطفي( صلى الله عليه وسلم): يارسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث, ثم يبعث الناس علي نواياهم. وقال الإمام علي( كرم الله تعالى وجهه): ما نزل عقاب إلاّ بذنب, وما رفع إلاّ بتوبة. قوله تعالى :" ...فَأَتَى اللَّـهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ " وصف القرآن الكريم انهيار منشآت الكفار والمشركين, والطغاة الباغين, المفسدين في الأرض, والمتجبرين علي الخلق بإتيان تلك المنشآت من القواعد هو وصف علمي دقيق لما تحدثه الزلازل( الهزات الأرضية) وهذا الوصف العلمي الدقيق ـ وإن جاء في مقام التشبيه ـ إلا أنه قد صيغ بدقة علمية فائقة في زمن سادت فيه الخرافات والأساطير في تفسير العديد من الظواهر الطبيعية. يأتي وصف القرآن الكريم للزلازل( بإتيان القواعد), شاهدا لربانية القرآن الكريم, ولنبوة الرسول الخاتم الذي تلقاه, ومؤكدا أن الله تعالى ، الذي وصف ذاته العلّية بقوله : " وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ " الآية ﴿٥٩﴾ من سورة الأنعام. هذا الإله العظيم لا يمكن لحدث من الأحداث أن يخرج عن علمه وأمره, وهو - سبحانه- مسبب الأسباب, ومجري الأحداث, وصاحب الأمر كله, ومحاولة إخراج حدث كالزلازل والبراكين والعواصف والأعاصير وغيرها من سنن الله في الكون عن حقيقة كونها من جنده التي يسخرها بعلمه وحكمته وقدرته: عقابا للعاصين, وابتلاء للصالحين, وعبرة للناجين, ومحاولة نسبتها إلي الطبيعة هي صورة من صور الشرك الخفي الذي نعوذ بالله من الوقوع فيه, والله يقول الحق وهو يهدي إلي سواء السبيل. الموضوع الأصلي : الآية الرابعة عشرة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: Hayati Lillah | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|