!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
الثلاثاء 07 أغسطس 2012, 2:21 am | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: الآية السابعة عشرة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية السابعة عشرة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية السابعة عشرة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" قال الله سبحانه و تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } الآية ﴿١١﴾ من سورة الحج. الآية تتحدث عن نموذج من الناس ، ذلك الذي يزن العقيدة بميزان الربح والخسارة ; ويظنها صفقة في سوق التجارة . إنّ العقيدة هي الركيزة الثابتة في حياة المؤمن ,تضطرب الدنيا من حوله فيثبت هو على هذه الركيزة وتتجاذبه الأحداث والدوافع فيتشبث هو بالصخرة التي لا تتزعزع ; وتتهاوى من حوله الأسناد فيستند هو إلى القاعدة التي لا تحول ولا تزول . هذه قيمة العقيدة في حياة المؤمن . ومن ثم يجب أن يستوي عليها , متمكنا منها , واثقا بها , لا يتلجلج فيها , ولا ينتظر عليها جزاء , فهي في ذاتها جزاء . ذلك أنها الحمى الذي يلجأ إليه , والسند الذي يستند عليه . أجل هي في ذاتها جزاء على تفتح القلب للنور , وطلبه للهدى . ومن ثم يهبه الله العقيدة ليأوي إليها , ويطمئن بها . هي في ذاتها جزاء يدرك المؤمن قيمته حين يرى الحيارى الشاردين من حوله , تتجاذبهم الرياح , وتتقاذفهم الزوابع , ويستبد بهم القلق . بينما هو بعقيدته مطمئن القلب ,ثابت القدم , هادى ء البال , موصول بالله , مطمئن بهذا الاتصال . أما ذلك الصنف من الناس الذي تتحدث عنه الآية فيجعل العقيدة صفقة في سوق التجارة: " فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ " وقال:إن الإيمان خير . فها هو ذا يجلب النفع , ويدر الضرع , وينمي الزرع , ويربح التجارة , ويكفل الرواج " وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ". . خسر الدنيا بالبلاء الذي أصابه فلم يصبر عليه , ولم يتماسك له , ولم يرجع إلى الله فيه . وخسر الآخرة بانقلابه على وجهه , وانكفائه عن عقيدته , وانتكاسه عن الهدى الذي كان ميسرا له . والتعبير القرآني يصوره في عبادته لله (عَلَىٰ حَرْفٍ)غير متمكن من العقيدة , ولا متثبت في العبادة . يصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى . ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة , ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب ! إن حساب الربح والخسارة يصلح للتجارة , ولكنه لا يصلح للعقيدة . فالعقيدة حق يعتنق لذاته , بانفعال القلب المتلقي للنور والهدى الذي لا يملك إلا أن ينفعل بما يتلقى . والعقيدة تحمل جزاءها في ذاتها , بما فيها من طمأنينة وراحة ورضى , فهي لا تطلب جزاءها خارجا عن ذاتها . والمؤمن يعبد ربه شكرا له على هدايته إليه , وعلى اطمئنانه للقرب منه والأنس به . فإن كان هنالك جزاء فهو فضل من الله ومنة . استحقاقا على الإيمان أو العبادة ! والمؤمن لا يجرب إلهه . فهو قابل ابتداء لكل ما يقدره له , مستسلم ابتداء لكل ما يجربه عليه راض ابتداء بكل ما يناله من السراء والضراء . وليست هي صفقة في السوق بين بائع وشار , إنما هي إسلام المخلوق للخالق , صاحب الأمر فيه , ومصدر وجوده من الأساس . والذي ينقلب على وجهه عند مس الفتنة يخسر الخسارة التي لا شبهة فيها ولا ريب: " ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ". . يخسر الطمأنينة والثقة والهدوء والرضى . إلى جوار خسارة المال أو الولد , أو الصحة , او أعراض الحياة الأخرى التي يفتن الله بها عباده , ويبتلي بها ثقتهم فيه , وصبرهم على بلائه , وإخلاصهم أنفسهم له , واستعدادهم لقبول قضائه وقدره . . ويخسر الآخرة وما فيها من نعيم وقربى ورضوان . فيا له من خسران ! الموضوع الأصلي : الآية السابعة عشرة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: Hayati Lillah | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|