المنتديات العامه

**امة الله** · السبت 19 مارس 2011, 8:54 pm

الوقت الراسمال الحقيقي Fekrh-com282823af33

[/img]

من النعم الكبيرة التي لا يحس بها كثير من الناس نعمة الحياة والزمن الذي يعيشه المرء، فهذا الوقت الذي يقضيه الإنسان في دنياه هو الرأسمال الحقيقي الذي يجب أن يستثمره فيما ينفعه، وإذا لم يفعل ندم أشد الندم ولا ينفعه ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ .ويوم القيامة يُحاسب الإنسان على وقته فيما قضاه؛ هل في خير فيجازى عليه بالخير، أو في الشر فيُجازى عليه شرا، ولهذا كان سؤالان من الأسئلة الأربعة الموجهة للإنسان يوم القيامة متعلقين بالوقت، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع؛ عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به).

[img]

الوقت الراسمال الحقيقي Fekrh-comf2f59967af

[/img]

وقد فهم السلف الصالح قيمة الوقت وحرصوا عليه أكثر من حرصهم على دنانيرهم؛ لأنهم أيقنوا أن المال يُعوض، وكل دقيقة في وقت الإنسان إذا مرت لا تعوض أبدا، يقول حسن البصري: إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك .
ويوم القيامة يندم أهل النار على ما فرطوا من وقتهم دون عبادة الله ودون طاعته، ويندم أصحاب الجنة أيضا على أي وقت مر بهم دون أن يذكروا الله عز وجل فيه. فالأمر خطير وليس بالهين، ولهذا علينا جميعا استثمار أوقاتنا فيما ينفعنا من أمور الدين والدنيا، ولا نكون كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
ومن استثمار الوقت تنظيم أوقات النوم واليقظة والأكل والشرب، وعدم الإفراط في الزيارات، وفيما يضيع الوقت من وسائل كالتلفاز والانترنيت والجلوس على المقاهي…وليسأل أحدنا نفسه دائما بعد كل جلسة، وبعد كل يوم: ماذا استفدت؟ وهل زادت هذه الجلسة أو هذا اليوم في رصيدي شيئا أم حُسب علي دون نتيجة؟ وبهذه المحاسبة والمراقبة يمكن تقليص الأوقات الفارغة ، واستثمارها أكثر فيما ينفع. كما يمكن استثمار الوقت جيدا بكثرة المطالعة وكثرة الذكر، وقراءة القرآن..وغيرها مما ينفع.

التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك