الجمعة 12 أغسطس 2011, 5:18 pm | المشاركة رقم: |
المعلومات | | الكاتب: | | اللقب: | عضو مبتدىء | الرتبه: | | البيانات | الجنس : | | تاريخ التسجيل : | 24/07/2011 | عدد المساهمات : | 75 | عدد النقاط : | 639 | تقيم الاعضاء : | 1 |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: ما هي التوراة
ما هي التوراة ما هي التّوراة
قال الله تعالى لموسى أن انحت لك لوحين من حجر لأكتب لك فيهما التوراة ، فنحت موسى لوحين من حجر فكتب الله تعالى بقلم قدرته عشر كلمات ، أي عشر وصايا ، ونزل بِهما موسى من جبل الطور إلى قومه فسمّي اللوحان بالتوراة ، أو الألواح ، وسمّي ما فيهما من كتابة بالكلمات العشر، أو الوصايا العشر، ثمّ أوحى الله تعالى إلى موسى أحكاماً أخرى من الحلال والحرام ووصايا وقصص عن الماضين وعن الأنبياء والمرسلين فكتبها قوم موسى في الرق أي جلد الغزال حيث لم يكن ورق للكتابة في ذلك الزمان . ثمّ استنسخوا من صحف إبراهيم وبعض مخطوطات الأنبياء في قصصهم مع أقوامهم فكتبوها في رق الغزال ، فسمّي هذا الكتاب بمجموعة التوراة ، وساروا على نهجه في دينهم ، ولكن لم يثبتوا على هذا الدّين وعلى ما أوصاهم الله فيه من أحكام بل غيّروا وبدّلوا بعد موت موسى نبيّهم وعصَوا أمر ربّهم ، وكان أوّل مخالفة قاموا بها أنّهم تزوّجوا نساءً مشركات ، وقد نهاهم الله تعالى في التّوراة عن الزواج بالمشركات ، وكان هذا الزّواج شرّاً عليهم إذ دعَونَ أزواجهنّ إلى عبادة الأصنام فأطاعوهنّ في ذلك وأشركوا ، ومن جملتهم الملك آخاب تزوّج إيزابل وهي امرأة مشركة تعبد الصنم المسمّى بعل أو البعليم ، فدعته إلى عبادة الصنم فأطاعها زوجها آخاب وعبده وسجد للصنم وأمر قومه بذلك فأطاعوه وعبدوا الصنم . وهكذا استمرّوا على عبادة الأصنام الملوك والرعيّة وهم خمسة عشر ملكاً من ملوك بني إسرائيل وكان آخرهم صدقيا الّذي أخذه ملك بابل أسيراً إلى بابل وفقأ عينيه ثمّ مات في سجنه في أرض بابل . فبعث الله تعالى أنبياء إلى بني إسرائيل أنذروهم عن عبادة الأصنام وعن الزواج بالمشركات فلم يسمعوا لهم ولم يعملوا بأمرهم بل كذّبوهم وآذوهم وقتلوا بعضهم ، وكان آخر الأنبياء الّذينَ أنذروهم عن عبادة الأصنام هم إشعيا وإرميا ، وحزقيال آخرهم .
ولمّا لم يسمعوا لقول الأنبياء ولم يتركوا عبادة الأصنام سلّط الله عليهم ملك بابل فقتلهم وخرّب ديارهم وهدّم مسجدهم بيت المقدس ومزّق توراتَهم وأخذ أموالهم ، وأخذ الباقين أسرى إلى بابل فبقوا فيها سبعين سنة يخدمون ملك بابل ، ولمّا مات ملك بابل نبوخذنصّر قام ابنه مكانه فأذن لهم بالرّجوع إلى فلسطين بعد تلك المدّة .
فتوراتهم الأصليّة مزّقها ملك بابل وخسروها ، أمّا الألواح الحجريّة فقد ألقاها موسى على الأرض بعنف لمّا رأى قومه يعبدون العجل الّذي صنعه لهم السّامريّ فتكسّرت الألواح ، فلم يبقَ لهم توراة ولا ألواح . أمّا التّوراة الحاليّة فقد كتبها لهم الكاهن عزرا بن سرايا فغيّر فيها وبدّل من أحكام وأخبار وقصص للأنبياء وغير ذلك . فكان بعضها سهواً منه وبعضها عمداً لأنّه شاخ وكبر ونسي بعد سبعين سنة الّتي قضاها في بابل ما كان مكتوباً في التّوراة الأصليّة .
توراة عزرا
هجم ملك بابل بجيشه على فلسطين وقتل اليهود ومزّق توراتهم وخرّب ديارهم وأخذ الباقين أسرى إلى أرض بابل وبقوا فيها سبعين سنة ، ولمّا رجعوا إلى فلسطين أخذ علماء اليهود في جمع الرقوق الممزّقة من مجموعة التّوراة ، والّذي كان يحفظ شيئاً منها كتبها وكتب ما يحفظ غيره أيضاً حتّى جمع كلّ واحد منهم كتاباً وقدّموه إلى رؤساء قومهم وقالوا هذه التّوراة الّتي أنزلها الله على موسى ، وهم أربعة من أحبارهم ، وكان اليهود يرفضون تلك الكتب من هؤلاء الأحبار لما يرَونَ فيها من الزيادة والنقصان . فجاء الكاهن عزرا بن سرايا (العزير) وكان من علمائهم وكان كاتباً ماهراً فعمل معهم حيلة نجحت بيده ، فكتب كتاباً ونقّحه وترك كلّ كلمة (الله) فارغة في الكتاب ، ولمّا أكمل الكتاب أخذ يكتب ذلك الفراغ بكتابة مخفيّة لا تُرى بالعين ولا يظهر لونها إلاّ بعد عرضها لأشعّة الشّمس ، وكانوا في ذلك الزمن لا يعرفون تلك الكتابة المخفيّة ولكنّ عزرا تعلّمها في بابل ، وكان ملك بابل أعطاه سلطة على اليهود وقرّبه في بابل ، والكتابة المخفيّة هي محلول نترات الفضّة فإذا كتبتَ به على ورقة فلا تظهر كتابتها إلاّ بعد عرضها لأشعّة الشمس .
ولمّا أكمل الكتاب قدّمه إلى رؤساء اليهود وقال هذه التّوراة الأصليّة الّتي أنزلها الله على موسى لم تنقص كلمة ولم تزدْ كلمة ، قالوا ما البرهان على قولك ، قال إنّي تركتُ كلّ كلمة (الله) فارغة في الكتب وبعد أربعين يوماً تجدونها مكتوبة وإنّ الله تعالى سيكتبها بقلم القدرة ليكون ذلك برهاناً على صدقي . قالوا يجوز أنّك تكتبها وتقول إنّ الله كتبها فإنّنا لا نقبل منك إلاّ أن تبقى هذه التوراة عندنا أربعين يوماً وأنت لا تقترب منها فإذا وجدناها بعد هذه المدّة مكتوبة كما قلت فأنت صادق ، وإن وجدناها غير مكتوبة فلا نقبلها منك . فوافق عزرا بهذا الشرط وقال يجب أن تضعوها مكشوفة أمام السماء ، فقالوا لك ذلك . فأخذوا الكتاب منه ووضعوه في مكان مرتفع وأقاموا عليه حرساً أربعين يوماً لئلاّ يمسّه أحد فيكتب فيه ما أراد . ولمّا كملت المدّة اجتمعوا وفتحوا الكتاب فوجدوه مكتوباً كما أخبرهم عزرا لأنّه كان من جلد الغزال فأثّرت فيه أشعّة الشمس فاسودّت الكتابة الّتي كتبها عزرا بمحلول نترات الفضّة (_ويمكن الكشف عن هذه الخديعة بوضع قطرة من محلول فرسيانيد البوتاسيوم على تلك الكتابة فتمحوها . وهي مادّة برتقاليّة اللون متبلورة .) _فحينئذٍ صدّقوه وقبلوا الكتاب منه وصاروا يحترمونه وأصبح رئيساً على علمائهم وأحبارهم ، فحينئذٍ قالوا عزير ابن الله . ولا يزال اليهود يعتقدون بأنّ الله كتب لعزرا ذلك الفراغ في توراته ، وقد خفي عليهم مكره . ولكنّ الله تعالى أخبرنا بمكره في القرآن فقال تعالى في سورة البقرة (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) من الأموال بغير استحقاق .
وإنّما توعّده الله بالعذاب لأنّه قال هذا الكتاب من عند الله وقد فاته أشياء لم يكتبْها ، وزاد كثيراً في التّوراة من تلقاء نفسه ، وبدّل بعض الأحكام وغيّر بعض الواجبات ، فكان ذلك سبباً لكفرهم وجحودهم نبوّة عيسى ورسالة محمّد . وإليك بعض ما ضاع من الأسفار من مجموعة التوراة باعتراف التوراة نفسها .
منقول من كتاب الخلاف بين القران والتوراة للمرحوم محمد علي حسن
|
| |