!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
الخميس 27 أكتوبر 2011, 2:08 am | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: العزلة ام المخالطة العزلة ام المخالطة اختلف الناس في العزله والمخالطه أيتهما افضل ؟ مع ان لكلا منها فوائد وغوائل .. اكثر الزهاد اختاروا العزله منهم سفيان الثوري وابراهيم ابن أدهم وداود الطائي والفضيل وبشر الحافي وممن ذهب إلى إستحباب المخالطه سعيد بن المسيب والشعبي وشريح وابن المبارك حجة من ذهب للعزله .. روى في الصحيحين من حديث ابي سعيد قال قيل يا رسول الله أي الناس خير؟ قال "رجل يجاهد بنفسه وماله ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره" وفي حديث عقبه بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما النجاه؟ قال " املك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك" وقال عمر رضي الله عنه : خذوا بحظكم من العزله قال سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه لوددت ان بيني وبين الناس بابا من حديد لا يكلمنى أحد ولا أكلمه حتى ألقى الله سبحانه قال بن مسعود رضي الله عنه كونوا ينابيع العلم , مصابيح الليل , أحلاس البيوت , جُدد القلوب , خُلقان الثياب , تعرفون في أهل السماء وتُخفون على اهل الأرض قال ابو الدرداء رضي الله عنه نعم صومعة المرء المسلم بيته, يكف لسانه وفرجه وبصره وإياكم ومجلس الأسواق فإنها تلهى وتلغي قال ابو داود الطائي فر من الناس كما تفر من الاسد أما حجة من اختار المخالطه .. فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على اذاهم " واحتجوا كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم "لا هجرة فوق ثلاث " فوائد العزله الفائده الأولى : الفراغ للعباده والإستئناس بمناجاة الله سبحانه فإن ذلك يستدعي فراغاً ولا فراغ مع المخالطه. قيل لبعض الحكماء إلى أي شيء أفضى بكم الزهد والخلوه ؟ قال : إلى الأنس بالله وقال أويس القرني : ما كنت أرى احدُ يعرف ربه فيأنس بغيره واعلم أن من تيسر له بدوام الذكر الانس بالله , أو بدوام الفكر تحقيق معرفة الله فالتجرد لذلك أفضل من كل ما يتعلق بالمخالطه. الفائده الثانيه: التخلص من المعاصي التى غالباً ما يتعرض لها الإنسان بالمخالطه وهى 1- الغيبه .. فإن حدثت أمامك ووافقت أثمت وتعرضت لغضب الله تعالى , وان سكت كنت شريكاً فإن المستمع أحد المُغتابين , وإن أنكرت أبغضوك واغتابوك فازدادوا غيبه إلى غيبه 2- الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ... فمن خالط لم يخل من مشاهدة المنكرات فإن سكت عصى الله وإن أنكر تعرض لأنواع من الضرر 3- الرياء .. وهو الداء العضال وأول ما في مخالطة الناس إظهار التـشوق إليهم ولا يخلو ذلك من الكذب إما فى الأصل او في الزياده وقد كان السلف يحترزون في جواب القائل كيف أصبحت ؟ فقال أحدهم :أصبحنا ضعفاء مذنبين. نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا واعلم أنه إن كان سؤال أحدهم كيف أصبحت ؟ لا يبعثه عليه شفقة ولا محبه كان تكلفا ورياء وربما سأله وفي القلب ضغن وحقد يورث أن يعلم فساد حاله وفي العزله الخلاص من هذا لأنه من لقي الناس ولم يخالقهم بأخلاقهم مقتوه واستثقلوه واغتابوه ويذهب دينه فيهم ويذهب دينه ودنياه في الإنتقام منهم. 4- مسارقة الطباع الرديئه .. وهو داء دفين قلما ينتبه له العقلاء فضلاً عن الغافلين .. ذلك بانه قل أن يجالس إنسان فاسق مده مع كونه منكراً عليه في باطنه إلا لو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لوجد فرقاً في النفور عن الفساد لأن الفساد يصير بكثرة المباشره هيناً على الطبع ويسقط وقعه واستعظامه وكلما طالت مشاهدة الإنسان الكبائر من غيره احتقر الصغائر عنده والعكس .. اذا لا حظنا احوال السلف في الزهد والعباده احتقر الإنسان نفسه واستصغر عبادته فيكون ذلك دافعا له للإجتهاد ولهذا يعرف سر القول " عند ذكر الصالحين تنزل الرحمه أمثله : أن الناس تستعظم من يفطر في رمضان و يعتقدوا فيه الكفر وقد يشاهدوا من يؤخر الصلاه عن وقتها فلا ينفروا منه نفورهم عن تأخير الصوم .. كذلك الغيبه لا يشتد إنكار الناس على الرجل المُغتاب في حين يشددوا على لبس الحرير مثلاً مع إن الغيبه أشد من لبس الحرير لكن لكثرة سماعها ومشاهدة المغتابين سقط عن القلب وقعها فافطن لهذه الدقائق واحذر مُجالسة الناس فإنك لا ترى فيهم إلا زيادة في الحرص على الدنيا وفي الغفله عن الآخره وتهون عليك المعاصي وتضعف رغبتك في الطاعات .. فإن وجدت مجلساً يذكر الله فيه فلا تفارقه فإنه غنيمة المؤمن. الفائده الثالثه .. الخلاص من الفتن والخصومات وقد روى عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الفتن ووصفها وقال إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم فكانوا هكذا وشبك بين إصبعيه فقلت ما تأمرني فقال صلى الله عليه وسلم إلزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر الخاصه ودع امر العامه " الفائده الرابعه : الخلاص من شر الناس فإنهم يؤذونك مره بالغيبه ومره بالنميمه ومره بسوء الطن ومره بالأطماع الكاذبه ومن خالط الناس لم ينفك من حاسد وعدو وغير لك من انواع الشر التى يلقاها الغنسان من معارفه. عدوك من صديقك مستفاد فلا تستكثرن من الصحــاب فإن الداء أكـثـر مـا تــراه يكون من الطعام والشراب وقال عمر رضي الله عنه : في العزله راحه من خلطاء السوء الفائده الخامسه ..أن ينقطع طمع الناس عنك وطمعك عنهم .. أما طمعهم فإن رضاهم غايه لا تدرك وأما طمعك فإن من نظر إلى الدنيا تحرك حرصه وانبعث بقوة الحرص طمعه ولا يرى إلا الخيبه في أكثر المطامع .. وفي الحديث " انظروا إلى من دونكم ولا تنظروا إلى من فوقكم فإنه اجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم" وقال تعالى " وَلَا تَمُـدَنَ عـَيْـنَـيْكَ إلَى مَا مَتَـعْـنا أَزْوَاجًا مِـنْهُـمْ زَهْـرَةَ الْحـَيَاةِ الدُنْـيَا "طه 131 الفائده السادسه ..الخلاص من مشاهدة الثقلاء و الحمقى ومقاساة اخلاقهم وإذا تأذى الإنسان من مجالستهم لم يلبث أن اغتابهم فإن آذوه بالقدح فيه كافئهم فانجر الأمر إلى فساد الدين فصل في آفات العزله ..أو فوائد المخالطه اعلم ان من المقاصد الدينيه والدنيويه ما يستفاد من الاستعانه بالغير ولا يحصل ذلك إلا بالمخالطه فيحصل التعلم والتعليم والتأدب والتأديب والإستئناس والتأنيس ونيل الثواب في القيام بالحقوق واعتياد التواضع واستفاده التجارب من مشاهده الاحوال الاعتبار بها الفائده الاولى ..التعلم والتعليم .. فأما من تعلم الفرض ورأى انه لا يتأتى منه الخوض في العلوم ورأى الإشتغال بالعباده فليعتزل وإن كان يقدر على البروز في علوم الشرع فالعزله في حقه قبل التعلم غاية الخُسران ولهذا قال ربيع ابن هيثم : تفقه ثم اعتزل والعلم أصل الدين ولا خير في عزلة العوام سُئل أحد العلماء ما تقول في عُزلة الجاهل ؟ فقال خبال وبال وأما التعليم ففيه ثواب عظيم إذا صحت النيه فيه لله وحده وإن كان القصد إقامة الجاه والإستكثار من الاتباع فهو هلاك الدين .. وأما علم الكلام وعلم الخلاف فإنه لا يرد الراغب في الدنيا إلى الله بل لا يزال صاحبه متمادي في حرصه حتى آخر عمره. الفائده الثانيه ..النفع والإنتفاع أما الإنتفاع بالناس فبالكسب والمعامله والمحتاج إلى ذلك مُضطر إلى ترك العزله فالعزله أفضل إلا إن كان يقصد التصدق بكسبه إلا أن تكون العزله مفيده له في معرفة الله تعالى والانس به عن كشف وبصيره لا عن أوهام وخيالات فاسده. أما النفع .. ان ينفع الناس إما بماله أو ببدنه لقضاء حوائجهم مع القيام بحدود الشرع إن كان لا يشتغل في عزلته إلا بالنوافل من الصلوات والأعمال البدنيه وإن كان ممن انفتح لهم طريق العمل بالقلب بدوام ذكر أو فكر .. الفائده الثالثه.. التأديب والتادب ونعنى به الارتياض بمقاساة الناس والمجاهده في تحمل أذاهم وكسر النفس وقهر الشهوه وذلك أفضل من العزله في حق من لم تتهذب أخلاقه وينبغى ان يفهم أن الرياضه لا تراد لنفسها كما لا يراد ذلك من رياضة الدابه بل المراد منها أ تُتخذ مركبا تقطع عليه المراحل فالبدن مطيه يسلك بها طريق الآخره وفيها شهوات إن لم تُكسر جمحت براكبها في الطريق , فمن اشتغل طول عمره بالرياضه كان كمن اشتغل طول عمره برياضة الدابه ولم يركبها ولا يستفيد إلا الخلاص من عضها ورفسها وهى لعمري فائده ولكن ليست معظم المقصود كما قيل لراهب يا راهب: فقال لست براهب إنما أنا كلب عقور حبست نفسي حتى لا أعقر الناس وهذا حسن نسبة إلى من يعقر لكن لا ينبغي أن يقتصر عليه وأما التأديب فهو أن يؤدب غيره ويتطرق إليه من دقائق الآفات , ما يتطرق من نشر العلم على ما ذكر الفائده الرابعه.. الإستئناس والإيناس , وقد يكون مستحباً كالاستئناس بأهل التقوى وقد يُقصد به ترويح القلوب من كرب الوحده, فينبغى أن يكون الإستئناس بما لا يفسد بقيتها وليحرص أن يكون حديثه عند اللقاء في أمور الدين الفائده الخامسه .. في نية نيل الثواب وإنالته 1- فبحضور الجنائز وعيادة المرضى وحضور الأملاكات والدعوات المباحه ففيها ثواب من جهة إدخال السرورعلى قلب المؤمن 2- فتح الباب للناس لتقديم الواجبات له من التعزيه والتهنئه أو عيادة المريض وكذلك إن كان من العلماء فأذن لهم بزيارته لكن ينبغى أن يزن ثواب هذه المخالطات بآفاتها فيرجح العزله أو المخالطه وقد كان أغلب السلف يؤثرون العزله الفائده السادسه .. التواضع ولا يقدر على ذلك فى الوحده فقد يكون الكبر سبباً في اختياره العزله ويمنعه في المحافل التقصير في إكرامه وتقديمه وربما ترفع عن مخالطتهم لارتفاع محله عند نفسه أو نحو ذلك وعلامة من تلك صفته أنه يُحب أن يُزار ولا يُحب أن يزور ويفرح بتقرب السلاطين إليه والعوام واجتماعهم على بابه وتقبيل يده .فالعزله بهذا السبب جهل لأن التواضع لا يغض من منصب الكبير من هذا نستخلص أن الحكم المُطلق على العزله بالتفضيل نفياً وإثباتا خطأ بل ينبغى ان ينظر إلى الشخص وحاله وإلى الخليط وحاله وإلى الباعث على المخالطه وإلى الفائت بسبب مخالطته من الفوائد ويقاس الفائت بالحاصل فعند ذلك يتبين الحق ويتضح الأفضل .. قال الشافعي رحمه الله : الإنقباض عن الناس مكسبة للعداوه والإنبساط إليهم مجلبة للسوء فكن بين القبض والبسط. آداب العزله .. أن ينوى بعزلته كف شره عن الناس ثم طلب السلامه من شر الأشرار ثم الخلاص من آفة القصور عن القيام بحقوق المسلمين ثم تجريد الهمه لعبادة الله تعالى أبدا .. ثم ليكون في خلوته مواظباً على العلم والعمل والذكر والفكر فيجنى ثمرة العزله وليمنع الناس عن يكثروا غشيانه وزيارته ليصفو وقته وليكف عن أخبارهم وعن الإصغاء إلى أراجيف البلد وما الناس مشغولون به فإن ذلك ينغرس في القلب وينبعث أثناء الصلاه فوقوع الأخبار في الآذان كوقوع البذر في الارض وليقنع باليسير من المعيشه وإلا إضطره التوسع إلى مخالطة الناس وليكن صبوراً على ما يلقاه من أذى من الناس ولا يصغى إلى الثناء عليه بالعزله ولا القدح فيه بترك الخُلطه فإن ذلك يؤثر في القلب فيقف عن طريق السير فى طريق الآخره وليكن له جليس صالح يستريح إليه ساعة عن كد المواظبه ففى ذلك عون على بقية الساعات ولا يتم الصبر إلا بقطع الطمع عن الدنيا ولا ينقطع طمعه إلا بقصر أمله فيقدر أنه إذا أصبح لا يمسي وإذا أمسى لا يصبح فيسهل عليه صبر يوم وليكن كثير الذكر للموت ووحدة القبر متى ضاق عليه قلبه من الوحده وليتحقق أن من لم يحصل في قلبه من ذكر الله ومعرفته ما يأنس به لم يُطق وحشة الوحده بعد الموت .. من كتاب مختصر منهاج القاصدين لابن قدامه المقدسي رحمه الله ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه "بدائع الفوائد" عشرة أسباب يعتصم بها العبد من الشيطان وذكر منها: الحرز العاشر: إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة... ثم قال: إن فضول المخالطة هي الداء العضال، الجالب لكل شر، وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة، وكم زرعت من عداوة، وكمغرست في القلب من حزازات تزول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول، ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة، وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة، ويجعل الناس فيها أربعة أقسام، متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر: أحدها: منْ مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة، فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة، ثم إذا احتاج إليه خالطه، هكذا على الدوام، وهذا الضرب أعز من الكبريت الأحمر: وهم العلماء بالله تعالى وأمره ومكايد عدوه وأمراض القلوب وأدويتها، الناصحون لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولخلقه، فهذا الضرب في مخالطتهم الربح كله. القسم الثاني: من مخالطته كالدواء؛ يحتاج إليه عند المرض فما دمت صحيحا فلا حاجة لك في خلطته، وهم من لا يستغنى عنه مخالطتهم في مصلحة المعاش، وقيام ما أنت محتاج إليه؛ من أنواع المعاملات والمشاركات والاستشارة والعلاج للأدواء ونحوها، فإذا قضيت حاجتك من مخالطة هذا الضرب بقيت مخالطتهم من: القسم الثالث: وهم من مخالطته كالداء، على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه، فمنهم من مخالطته كالداء العضال، والمرض المزمن؛ وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا، ومع ذلك فلا بد من أن تخسر عليه الدين والدنيا أو أحدهما، فهذا إذا تمكّنت مخالطته واتصلت فهي مرض الموت المخوف، ومنهم من مخالطته كوجع الضرس، يشتد ضربا عليك فإذا فارقك سكن الألم، ومنهم من مخالطته حمى الروح؛ وهو الثقيل البغيض العقل، الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك، ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها، بل إن تكلم فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين، مع إعجابه بكلامه، وفرحه به فهو يحدث من فيه كلما تحدث ويظن أنه مسك يطيب به المجلس، وإن سكت فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض، ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال: "ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر" ورأيت يوما عند شيخنا قدس الله روحه رجلا من هذا الضرب والشيخ يحمله وقد ضعف القوى عن حمله فالتفت إلي وقال: "مجالسة الثقيل حمى الربع ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى فصارت لها عادة" أو كما قال، وبالجملة فمخالطة كل مخالف حمى للروح، فعرضية ولازمة، ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته ومخالطته فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا. القسم الرابع: من مخالطته الهلك كله، ومخالطته بمنزلة أكل السم، فإن اتفق لأكله ترياق وإلا فأحسن الله فيه العزاء، وما أكثر هذا الضرب في الناس لا كثرهم الله وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً} فيجعلون البدعة سنة، والسنة بدعة، والمعروف منكرا والمنكر معروفا، إن جردت التوحيد بينهم قالوا: تنقصت جناب الأولياء والصالحين، وإن جردت المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: أهدرت الأئمة المتبوعين، وإن وصفت الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير غلو ولا تقصيرقالوا: أنت من المشبهين، وإن أمرت بما أمر الله به ورسوله من المعروف ونهيت عما نهى الله عنه ورسوله من المنكرقالوا: أنت من المفتنين، وإن اتبعت السنة وتركت ما خالفها قالوا: أنت من أهل البدع المضلين، وإن انقطعت إلى الله تعالى وخليت بينهم وبين جيفة الدنياقالوا: أنت من الملبسين، وإن تركت ما أنت عليه واتبعت أهواءهم فأنت عند الله تعالى من الخاسرين وعندهم من المنافقين، فالحزم كل الحزم التماس مرضاة الله تعالى ورسوله بإغضابهم، وأن لا تشتغل بإعتابهم ولا باستعتابهم، ولا تبالي بذمهم ولا بغضبهم، فإن عين كمالك كما قال: وإذا أتتك مذمتي من ناقص ....فهي الشهادة لي بأني فاضل وقال آخر: وقد زادني حبا لنفسي أنني ....بغيض إلى كل امريء غير طائل فمن كان بواب قلبه وحارسه من هذه المداخل الأربعة التي هي أصل بلاء العالم؛ وهي فضول النظر، والكلام، والطعام، والمخالطة، واستعمل ما ذكرناه من الأسباب التسعة التي تحرزه من الشيطان؛فقد أخذ بنصيبه من التوفيق، وسد على نفسه أبواب جهنم، وفتح عليها أبواب الرحمة، وانغمر ظاهره وباطنه، ويوشك أن يحمد عند الممات عاقبة هذا الدواء، فعند الممات يحمد القوم التقي، وعند الصباح يحمد القوم السرى، والله الموفق، لا رب غيره، ولا إله سواه. ملخص أقسام المخالطة: مخالطة واجبة أو مستحبة: وهي للعلماء. مخالطة للضرورة: وهي لمن لا يستغنى عنه لقضاء الحوائج ... مخالطة عرضية لازمة: فيعاشر بالمعروف حتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً. مخالطة محرمة أو مكروهة: وهي لأهل البدع. بدائع الفوائد" ص 274 والله أسأل أن يرد المسلمين لدينهم ردا جميلا وأن يجعل ما قلتم وما قدمتم زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل | ||||||||||||||||||||||||||||||
الخميس 27 أكتوبر 2011, 2:50 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: العزلة ام المخالطة العزلة ام المخالطة إن كلا الأمرين من وجهة نظري مهم فمخالطة الصالحين ومصاحبتهم ترفع النصيب الإيماني للعبد كما أن مناجاة الله عز وجل والأنس به أحلى فالواحد منا حيثما وجد لذة الإيمان سعى ورائها بغية تحصيل الأجر والثواب فنصح الناس والصبر عليهم ودعوتهم إلى الخير أمر مرغب فيه كما أن العزلة مع الله وبالله تعد رأس الأمر كله جزاك الله خير الجزاء أخونا الفاضل هدي السلف وبارك فيك ورزقك المولى الحسنى وزيادة ووفقك ورعاك . | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
الجمعة 28 أكتوبر 2011, 1:52 am | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: العزلة ام المخالطة العزلة ام المخالطة والكلام الوسط في هذا الباب هو أن تقتدي برسول الله وصحبه في هذا الباب وأعجبني قولك( فالواحد منا حيثما وجد لذة الإيمان سعى ورائها بغية تحصيل الأجر والثواب) | ||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|