!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
الخميس 26 يوليو 2012, 1:57 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: الآية السادسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية السادسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية السادسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" قال الله سبحانه و تعالى : { لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴿١٤٨﴾ إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴿١٤٩﴾} الآية ﴿١٤٨﴾ و ﴿١٤٩﴾ من سورة النساء لقد كان هذا القرآن ينشىء أمّة جديدة. ينشئها من المجموعات المسلمة التي إلتقطها الإسلام من سفوح الجاهلية التي كانت تهيم فيها؛ ليأخذ بيدها في المرتقى الصاعد، إلى القمة الشّامخة؛ وليسلمها - بعد أن تكمل نشأتها - قيادة البشرية؛ ويحدد لها دورها الضخم في هذه القيادة .. ومن بين عوامل البناء تطهير ضمائر هذه الجماعة المسلمة؛ وتطهير جوّ المجتمع الذي تعيش فيه؛ ورفع المستوى الخُلقي والنّفسي الذي تستوي عليه. وحينما بلغت تلك الجماعة هذا المستوى؛ تفوقّت في أخلاقها الفردية والاجتماعية؛ بقدر تفوّقها في تصورها الاعتقادي؛ على سائر أهل الأرض .. وعندئذ صنع الله بها في الأرض ما قدّر أن يصنعه؛ وأقامها حارسة لدينه ومنهجه؛ وقائده للبشرية الضّالة إلى النّور والهدى؛ وأمينة على قيادة البشرية وإرشادها .. وحينما تفوّقت في هذه الخصائص تفوّقت على كل أهل الأرض؛ فكانت قيادتها للبشرية أمرا طبيعيا وفطريا؛ وقائما على أسسه الصحيحة .. ومن هذا الوضع الممتاز تفوّقت كذلك في العلم والحضارة والإقتصاد والسياسة. وكان هذا التفوق الأخير ثمرة للتفوّق الأول في المستوى الاعتقادي والاخلاقي. وهذه هي سنّة الله في الأفراد والجماعات. وطرف من هذا التطهير للنّفس والمجتمع يتمثل في هاتين الآيتين: " لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴿١٤٨﴾ إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا " .. إنّ المجتمع شديد الحساسية، وفي حاجة إلى آداب إجتماعية تتّفق مع هذه الحساسية. ورُبّ كلمة عابرة لا يحسب قائلها حسابا لما وراءها؛ ورُبّ شائعة عابرة لم يرد قائلها بها إلا فردا من الناس .. ولكن هذه وتلك تترك في نفسية المجتمع وفي أخلاقه وفي تقاليده وفي جوّه آثارا مدمّرة؛ وتتجاوز الفرد المقصود إلى الجماعة الكبيرة. والجّهر بالسّوء من القول - في أية صورة من صوره - سهل على اللّسان ما لم يكن هناك تحرّج في الضّمير وتقوى لله. وشيوع هذا السوء كثيرا ما يترك آثارا عميقة في ضمير المجتمع .. كثيرا ما يدمّر الثّقة المتبادلة في هذا المجتمع فيخيّل إلى الناس أنّ الشرّ قد صار غالبا. وكثيرا ما يزيّن لمن في نفوسهم استعداد كامن للسّوء، ولكنهم يتحرّجون منه، أن يفعلوه لأن السّوء قد أصبح ديدن المجتمع الشائع فيه، فلا تحرّج إذن ولا تقّيه، وهم ليسوا بأول من يفعل! وكثيرا ما يذهب ببشاعة السّوء بطول الألفة، فالإنسان يستقبح السّوء أول مرّة بشدّة؛ حتى إذا تكرّر وقوعه أو تكرر ذِكره، خفّت حدّة استقباحه والإشمئزاز منه؛ وسهل على النفوس أن تسمع - بل أن ترى - ولا تثور للتغيير على المنكر. ذلك كلّه فوق ما يقع من الظّلم على من يُتَّهمون بالسّوء ويشاع عنهم - وقد يكونون منه أبرياء - ولكن وقل السّوء حين ينتشر؛ وحين يصبح الجّهر به هيّنا مألوفا، فإنّ البريء قد يُتقوَّل عليه مع المسيء؛ ويختلط البرّ بالفاجر بلا تحرّج من فرية أو اتهام؛ ويسقط الحياء النفسي والإجتماعي الذي يمنع الألسنة من النطق بالقبيح؛ والذي يعصم الكثيرين من الإقدام على السوء. إنّ الجّهر بالسوء يبدأ في أول الأمر اتهامات فردية - سبا وقذفا - وينتهى إنحلالا إجتماعيا؛ وفوضى أخلاقية؛ تَضِّل فيها تقديرات الناس بعضهم لبعض أفرادا وجماعات؛ وتنعدم فيها الثّقة بين بعض الناس وبعض؛ وقد شاعت الاتهامات؛ ولاكتها الألسنة بلا تحرّج. لذلك كلّه كرِه الله للجماعة المسلمة أن يشيع فيها قول السّوء. وأن يقتصر حقّ الجّهر به على من وقع عليه ظلم؛ يدفعه بكلمة السّوء يصف بها الظالم؛ في حدود ما وقع عليه منه من الظلم! " لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ " .. ففي هذه الحالة يكون الوصف بالسّوء - ويشمل ما تعبر عنه المصطلحات القانونية بالسّب والقذف - انتصارا من ظلم، ودفعا لعدوان، وردا لسوء بذاته قد وقع بالفعل على إنسان بذاته؛ وتشهيرا بالظّلم والظّالم في المجتمع؛ لينتصف المجتمع للمظلوم؛ وليُضرب على يد الظالم؛ وليخشى الظالم عاقبة فعله، فيتردّد في تكراره .. والجّهر بالسّوء عندئذ يكون محدّد المصدر - من الشخص الذي وقع عليه الظلم - محدّد السبب - فهو الظلم المُعيَّن الذي يصفه المظلوم - موجها إلى شخص بذاته هو الذي وقع منه الظلم .. عندئذ يكون الخير الذي يتحقق بهذا الجّهر مبرّرا له؛ ويكون تحقيق العدل والنصفة هو الهدف لا مطلق التشهير .. إنّ الإسلام يحمي سمعة الناس - ما لم يَظلموا - فإذا ظَلموا لم يستحقّوا هذه الحماية؛ وأُذِن للمظلوم أن يجهر بكلمة السّوء في ظالمه؛ وكان هذا هو الاستثناء الوحيد من كفّ الألسنة عن كلمة السوء. وهكذا يوفّق الإسلام بين حرصه على العدل الذي لا يُطيق معه الظّلم، وحرصه على الأخلاق الذي لا يُطيق معه خدشا للحياء النفسي والاجتماعي .. ويُعقّب السّياق القرآني على ذلك البيان هذا التعقيب الموحي: " وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا " .. ليربط الأمر في النهاية بالله، بعد ما ربطه في البداية بحب الله وكرهه: " لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ ..". وليشعر القلب البشري أن مردّ تقدير النّية والباعث، وتقدير القّول والإتّهام، لله، السميع لِما يقال، العليم بما وراءه مما تنطوي عليه الصّدور. ثم لا يقف السّياق القرآني عند الحدّ السِّلبي في النّهي عن الجّهر بالسّوء؛ إنّما يُوجِّه إلى الخير الإيجابي عامّة؛ ويوجّه إلى العفو عن السّوء؛ ويلوح بصفة الله سبحانه في العفو وهو قادر على الأخذ، ليتخلّق المؤمنون بأخلاق الله سبحانه فيما يملكون وما يستطيعون: " إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا " .. وهكذا يرتفع المنهج التربوي بالنّفس المؤمنة والجماعة المسلمة درجة أخرى .. في أول درجة يحدّثهم عن كراهة الله - سبحانه - للجّهر بالسّوء. ويرخص لمن وقع عليه الظلم أن ينتصف أو يطلب الإنتصاف، بالجّهر بالسّوء فيمن ظلمه، وممّا وقع عليه من الظلم .. وفي الدرجة الثانية يرتفع بهم جيمعا إلى فعل الخير؛ ويرتفع بالنّفس التي ظُلمت - وهي تملك أن تنتصف من الظُّلم بالجّهر - أن تعفو وتصفح - عن مقدرة فلا عفو بغير مقدرة - فيرتفع على الرّغبة في الإنتصاف إلى الرغبة في السماحة؛ وهي أرفع وأصفى .. عندئذ يشيع الخير في المجتمع المسلم إذا أبدَوه. ويؤدّي دوره في تربية النفوس وتزكيتها إذا أخفوه - فالخير طيّب في السرّ طيّب في العَلن - وعندئذ يشيع العفو بين الناس، فلا يكون للجّهر بالسّوء مجال. على أن يكون عفو القادر الذي يَصدُر عن سماحة النّفس لا عن مذلّة العجز؛ وعلى أن يكون تخلقا بأخلاق الله، الذي يقدر ويعفو: " فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا " . المصدر: في ضلال القرآن ملاحظة هامّة: لا تبخل بمشاركتنا بكتابة آية إستوقفتك في قراءة وردك اليومي في ردّ على هذا الموضوع. الموضوع الأصلي : الآية السادسة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: Hayati Lillah | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|