!~ آخـر 10 مواضيع ~! | ||||
| ||||
إضغط علي او لمشاركة اصدقائك! |
شاطر |
الأحد 29 يوليو 2012, 5:18 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: الآية التاسعة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية التاسعة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" الآية التاسعة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" قال الله سبحانه و تعالى : {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾} الآية ﴿٨٨﴾ و ﴿٨٩﴾ من سورة الأعراف، إنّ هذا القصص يصوّر طبيعة الإيمان وطبيعة الكفر في نفوس البشر؛ ويعرض نموذجاً مكرراً للقلوب المستعدّة للإيمان، ونموذجاً مكررًا للقلوب المستعدّة للكفر أيضاً . . إنّ الذين آمنوا بكل رسول لم يكن في قلوبهم الإستكبار عن الاستسلام لله والطاعة لرسوله؛ ولم يَعجبوا أن يختار الله واحدًا منهم لِيُبلّغهم ويُنذرهم. فأمّا الذين كفروا بكل رسول فقد كانوا هم الذين أخذتهم العزّة بالإثم، فاستكبروا أن يتنازلوا عن السلطان المغتصب في أيديهم لله صاحب الخلق والأمر، وأن يسمعوا لواحد منهم . . كانوا هم " الملأ " من الحكّام والكبار والوجهاء وذوي السلطان في قومهم . . ومن هنا نعرف عقدة هذا الدّين . . إنها عقدة الحاكمية والسلطان . . فالملأ كانوا يحسّون دائماً ما في قول رسولهم لهم: " يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ " . . كانوا يحسّون أن الألوهية الواحدة والربوبية الشاملة تعني - أول ما تعني - نزع السلطان المغتصب من أيديهم؛ وردّه إلى صاحبه الشرعي . . إلى الله رب العالمين . . إنّ مَصارع المُكذّبين - كما يعرضها هذا القصص - تجري على سُنّة لاتتبدّل: نسيان لآيات الله وانحراف عن طريقه. إنذار من الله للغافلين على يد رسول. استكبار عن العبودية لله وحده والخضوع لرب العالمين. اغترار بالرخاء واستهزاء بالإنذار واستعجال للعذاب. طغيان وتهديد وإيذاء للمؤمنين. ثبات من المؤمنين . . ثم المصرع الذي يأتي وفق سُنّة الله على مدار التاريخ! و أصحاب الباطل لا يطيقون مجرّد وجود الحق . . وحتى حين يريد الحق أن يعيش في عزلة عن الباطل - تاركاً مصيره لفتح الله وقضائه - فإنّ الباطل لا يقبل منه هذا الموقف. بل يتابع الحق وينازله ويطارده . . ولقد قال شعيب لقومه: " وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّـهُ بَيْنَنَا ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ " . . ولكنّهم لم يقبلوا منه هذه الخطّة، ولم يطيقوا رؤية الحقّ يعيش؛ ولا رؤية جماعة تدين لله وحده وتخرج من سلطانهم: " قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا " . . قوّة العقيدة لا تتلعثم ولا تتزعزع أمام التهديد والوعيد . . لقد وقف شعيب عليه السلام عند النقطة التي لا يملك أن يتزحزح وراءها خطوة . . نقطة المسالمة والتعايش - على أن يترك لمن شاء أن يدخل في العقيدة التي يشاء؛ وأن يدين للسلطان الذي يشاء: في انتظار فتح اللّه وحكمه بين الفريقين- وما يملك صاحب دعوة أن يتراجع خطوة واحدة وراء هذه النقطة، تحت أي ضغط أو أي تهديد من سلطان الباطل. . وإلاّ تنازل كلّية عن الحقّ الذي يمثّله وخانه . . فلمّا أن تلقّى الملأ المستكبرون عرضه هذا بالتهديد بالإخراج من قريتهم أو العودة في ملّتهم، صدع شعيب بالحقّ، مستمسكاً بملّته، كارهاً أن يعود في الملّة الخاسرة التي أنجاه اللّه منها، واتّجه إلى ربه وملجئه ومولاه يدعوه ويستنصره ويسأله وعده بنصرة الحق وأهله: " قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ " . . وفي هذه الكلمات القلائل تتجلّى طبيعة الإيمان، ومذاقه في نفوس أهله، كما تتجلّى طبيعة الجاهلية ومذاقها الكريه. كذلك نشهد في قلب الرسول ذلك المشهد الرائع . . مشهد الحقيقة الإلهية في ذلك القلب وكيف تتجلّى فيه. "قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ " يستنكر شعيب عليه السلام تلك القولة الفاجرة: " لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا " . . يقول لهم: أتجبروننا على ما نكره من ملتكم التي نجّانا اللّه منها؟ ! " قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا ۚ " . الذي يعود إلى ملّة الجاهلية، التي يتّخذ الناس فيها أرباباً من دون اللّه يُقرّون لهم بسلطان اللّه . . إن الذي يعود إلى هذه الملّة - بعد إذ قسم اللّه له الخير وكشف له الطريق، وهداه إلى الحق، وأنقذه من العبودية للعبيد - إنّما يؤدّي شهادة كاذبة على اللّه ودينه. شهادة مؤداها أنه لم يجد في ملّة اللّه خيرًا فتركها وعاد إلى ملّة الجاهلية! أو مؤداها - على الأقل - أنّ لِملّة سلطان الباطل حقاً في الوجود، وشرعية في السلطان؛ وأنّ وجودها لا يتنافى مع الإيمان باللّه. فهو يعود إليها ويعترف بها بعد أن آمن باللّه . . وهي شهادة خطيرة أخطر من شهادة من لم يعرف الهدى، ولم يرفع راية الإسلام. شهادة الاعتراف براية الباطل. ولا باطل وراء اغتصاب سلطان اللّه في الحياة! وكذلك يستنكر شعيب - عليه السلام - ما يتهدده به الطغاة من إعادته هو والذين آمنوا معه إلى الملّة التي أنجاهم اللّه منها: " وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا" . . وما من شأننا أصلاً؛ وما ينبغي لنا قطعاً أن نعود فيها . . يقولها وأمامه التهديد الذي يزاوله سلطان الباطل في كل أرض مع الجماعة المسلمة، التي تعلن خروجها عن سلطانه، و تدين للّه وحده لا شريك معه. إنّ تكاليف الخروج من العبودية لسلطان الباطل والدينونة للّه وحده - مهما عظمت وشقت - أقل وأهوَن من تكاليف العبودية لسلطان الباطل! إنّ تكاليف العبودية لسلطان الباطل فاحشة - مهما لاح فيها من السلامة والأمن والطمأنينة على الحياة والمقام والرزق! - إنّها تكاليف بطيئة طويلة مديدة! تكاليف في إنسانية الإنسان ذاته فهذه " الإنسانية " لا توجد، والإنسان عبد للإنسان - وأي عبودية شرّ من خضوع الإنسان لِما يشرّعه له إنسان؟ ! . . وأي عبودية شرّ من تعلّق قلب إنسان بإرادة إنسان آخر به، ورضاه أو غضبه عليه؟ ! . . وأي عبودية شرّ من أن تتعلق مصائر إنسان بهوى إنسان مثله ورغباته وشهواته؟! وأي عبودية شرّ من أن يكون للإنسان خطام أو لجام يقوده منه كيفما شاء إنسان؟! على أنّ الأمر لا يقف عند حدّ هذه المعاني الرفيعة . . إنه يهبط ويهبط حتى يكلّف الناس أموالهم و أولادهم و حتى أرواحهم التي لا يحميها شرع ولا يحوطها سياج. إنّ إقامة الإمامة الصالحة في أرض اللّه لها أهمية جوهرية وخطورة بالغة في نظام الإسلام. فكل من يؤمن باللّه ورسوله ويدين دين الحق، لا ينتهي عمله بأن يبذل الجهد المستطاع لإفراغ حياته في قالب الإسلام، ولا تبرأ ذمّته من ذلك فحسب، بل يلزمه بمقتضى ذلك الإيمان أن يستنفد جميع قواه ومساعيه في انتزاع زمام الأمر من أيدي الفجرة والظالمين حتى يتسلّمه رجال ذوو صلاح ممّن يتّقون اللّه، ويرجون حسابه، ويقوم في الأرض ذلك النظام الحقّ المرضيّ عند اللّه الذي به صلاح أمور الدنيا وقوام شؤونها . إنّ الإسلام حين يدعو الناس إلى انتزاع السلطان من أيدي غاصبيه من البشر وردّه كله للّه، إنما يدعوهم لإنقاذ إنسانيتهم وتحرير رقابهم من العبودية للعبيد؛ كما يدعوهم إلى إنقاذ أرواحهم وأموالهم من هوى أصحاب الباطل وشهواتهم . . إنّه يكلّفهم أعباء المعركة مع سلطان الباطل - تحت رايته - بكل ما فيها من تضحيات؛ ولكنه ينقذهم من تضحيات أكبر وأطول، كما أنها أذّل وأحقر! . . إنّه يدعوهم للكرامة، وللسلامة، في آن . . لذلك قالها شعيب عليه السلام مُدوّية حاسمة: " قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا . . " . . ولكن شعيباً بقدر ما يرفع رأسه، وبقدر ما يرفع صوته، في مواجهة الملأ الذين استكبروا من قومه . . بقدر ما يخفض هامته، ويسلم وجهه في مواجهة ربّه الجليل، الذي وسع كل شيء علماً. فهو في مواجهة ربّه، لا يتألى عليه ولا يجزم بشيء أمام قدره، ويدع له قياده وزمامه، ويعلن خضوعه واستسلامه: " إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " . . إنّه يفوّض الأمر للّه ربّه، في مستقبل ما يكون من أمره وأمر المؤمنين معه . . إنّه يملك رفض ما يفرضونه عليه ، من العودة في ملتهم؛ ويعلن تصميمه والمؤمنين معه على عدم العودة؛ ويعلن الاستنكار المطلق للمبدأ ذاته . . ولكنّه لا يجزم بشيء عن مشيئة اللّه به وبهم . . فالأمر موكول إلى هذه المشيئة، وهو والذين آمنوا معه لا يعلمون، و ربّهم وسع كل شيء علماً. فإلى علمه ومشيئته تفويضهم واستسلامهم. إنّه أدب وليّ اللّه مع اللّه. الأدب الذي يلتزم به أمره، ثم لا يتألى بعد ذلك على مشيئته وقدره. ولا يتأبى على شيء يريده به ويقدّره عليه. وهنا يدَع شعيب تهديدهم ووعيدهم، ويتّجه إلى وليّه بالتوكل الواثق، يدعوه أن يفصل بينه وبين قومه بالحق: " عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ " . . إنّه يعرف مصدر القوّة، وملجأ الأمان. ويعلم أن ربّه هو الذي يفصل بالحق بين الحقّ و الباطل، ويتوّكل على ربّه وحده في خوض المعركة المفروضة عليه وعلى المؤمنين معه، والتي ليس منها مفرّ. إلاّ بفتح من ربّه و نَصْر. ذلك ليعلم أصحاب الدعوة إلى الله أن المعركة مع أصحاب الباطل مفروضة عليهم فرضاً، وأنه لا يجديهم فتيلاً أن يتّقوها ويتجنّبوها. فهُم لن يتركوهم إلاّ أن يتركوا دينهم كلّية، ويعودوا إلى ملّتهم الباطلة بعد إذ نجّاهم الله منها. وقد نجّاهم الله منها بمجرد أن خلعت قلوبهم عنها العبودية لسلطان الباطل ودانت بالعبودية لله وحده . . فلا مفرّ من خوض المعركة، والصّبر عليها، وانتظار فتح الله بعد المفاصلة فيها؛ وأن يقولوا مع شعيب: " عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ " . . ثم تجري سنّة الله بما جرت به كل مرّة على مدار التاريخ . . المصدر: في ضلال القرآن فوااائد كبيرة في الفيديو الموالي (تفسير أوائل سورة الأعراف) أنصحكم بمتابعته الموضوع الأصلي : الآية التاسعة من موعدنا اليومي "تأملات في آية قرأنية" // المصدر : عباد الرحمن بأخلآق القرآن // الكاتب: Hayati Lillah | ||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الــرد الســـريـع | |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
| |
|
|